محمد حمدان's Reviews > ما تبقى لكم
ما تبقى لكم
by
by

ما تبقى لكم � غسان كنفاني
غسان كنفاني 1936 � 1972 هو صحفي وروائي فلسطيني وهو كذلك الناطق باسم الجبهة الشعبية الفلسطينية. ناشط ومناضل فلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني.
هذه الرواية هي ثاني عمل روائي لكنفاني وصدر عام 1966. ولربما يكون أقل أعماله الروائية شعبية رغم أنه المفضل بكل تأكيد لدى النقاد.
تتحدث الرواية عن حكاية حامد وأخته مريم وزكريا.. حيث يتشابه حامد ومريم مع الكاتب بكونهما من يافا ومن حي المنشية بالذات. وكانا قد نزحا إلى غزة في 1948. تشتت العائلة بسبب الحرب. فالأم تعيش في الأردن بينما الأولاد في غزة. مريم أكبر من حامد بـ 20 عاماً. وقد تربيا على يد خالتهما.
لا بد للقاريء هنا أن يتذكر "الصخب والعنف" � ويليام فوكنر والتي أطلق عليها "رواية الروائيين" ولربما أستطيع أن أطلق على هذه أيضاً رواية الروائيين العرب. فهي تتشابه في التقنية الروائية مع الصخب والعنف. حيث نجد استخدام الأحرف الكبيرة والصغيرة لتمييز تغير الراوي. وكما كان في الصخب والعنف لا يوجد أي شيء آخر يدل على تغيير طريقة السرد عدا تلك الأحرف الكبيرة. وهي ضمن السياق السردي خادعة جداً.
يحاول كنفاني هنا أن يضع توازناً دقيقاً بين سلوك الأخوين فبينما تجد مريم نفسها مضطرة للتعامل مع الخائن "النتن" زكريا.. يجد حامد نفسه مضطراً للتعامل مع جندي من جنود الإحتلال. وهنا نجد الزمن هلامي القوام وذلك الاستخدام المتكرر لاجترار الذكريات وكان السرد معتمداً بشكل كبير على ذلك الإجترار.
إن التقينة السردية ليست الشبه الوحيد بين هذه والصخب والعنف فهناك شبه في الموضوع كذلك. فبينما تطرقت الصخب والعنف إلى شرف أختهم كادي.. التي يكتشف بعد زواجها أنها حامل من رجل آخر.. نجد مريم في هذه تحمل من زكريا في أول لقاء جنسي بينهما والذي لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة. ولتضطر بعدها مريم الزواج من زكريا رغماً عن أنف أخيها حامد الذي لا يطيق زكريا.
وكما اضطر فوكنر لوضع مقدمة تشرح الرواية قبل أن تبدأ الرواية.. فقد وضع كنفاني مقدمة قصيرة يشير إلى موضوع الزمن والسرد بشكل غير مباشر.
وكما أشرتُ في مراجعتي السابقة عن الصخب والعنف إن مثل هذه التقنيات يجعلنا نتساءل عن ماهية الرواية في الأساس ؟ الرواية هي حكاية تروى.. وهذه هي الرواية في أبسط أشكالها. لكن، وكما هو الحال مع كل شيء.. فإن النماذج الفنية دائمة التطور بل إن روجر ألن الناقد الأمريكي والمتخصص في الأدب العربي.. يقول بأن التجديد هو ميزة من ميزات الرواية ومن هنا نستطيع أن نتفهم مدى الإهتمام النقدي بمثل هذه الرواية. لكن، ماذا عن القاريء ؟ من المدهش أن نرى كيف أن اسم الكاتب يضمن أحياناً كثيرة تقييمات عالية حتى وإن لم يتمكن القاريء من فهم الرواية ! وهذا موجود وبكثرة في كافة الأنواع الفنية. ورغم ذلك فإن كون هذه الرواية هي الأقل شعبية لكنفاني فيمكننا الإستنتاج بأن القاريء قد قال كلمته. وليذهب كل نقد إلى الجحيم !
إن القاريء العادي الذي قد يكون قابعاً في المخيم يلعق ذكريات "البلاد" لن يهتم بآراء النقاد. وهو على الأرجح لن يهتم بهذه الرواية لو لم يكن اسم كنفاني عليها.
باختصار، إن هذه الرواية نموذج العمل الفني حين يحاول الكاتب إرضاء النقاد على حساب القراء. وقد يقودنا هذا إلى سؤال مهم: هل من الممكن الموازنة بين إرضاء القراء والنقاد ؟ ولعلي هنا أجيب.. لربما يكون الأهم من إرضاء الإثنين هو إرضاء ذات الكاتب لنفسه وضميره الدافع لكونه كاتباً. وإذا ما توافق هذا مع إرضاء القراء وبعض النقاد.. إذن فليكن.
غسان كنفاني 1936 � 1972 هو صحفي وروائي فلسطيني وهو كذلك الناطق باسم الجبهة الشعبية الفلسطينية. ناشط ومناضل فلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني.
هذه الرواية هي ثاني عمل روائي لكنفاني وصدر عام 1966. ولربما يكون أقل أعماله الروائية شعبية رغم أنه المفضل بكل تأكيد لدى النقاد.
تتحدث الرواية عن حكاية حامد وأخته مريم وزكريا.. حيث يتشابه حامد ومريم مع الكاتب بكونهما من يافا ومن حي المنشية بالذات. وكانا قد نزحا إلى غزة في 1948. تشتت العائلة بسبب الحرب. فالأم تعيش في الأردن بينما الأولاد في غزة. مريم أكبر من حامد بـ 20 عاماً. وقد تربيا على يد خالتهما.
لا بد للقاريء هنا أن يتذكر "الصخب والعنف" � ويليام فوكنر والتي أطلق عليها "رواية الروائيين" ولربما أستطيع أن أطلق على هذه أيضاً رواية الروائيين العرب. فهي تتشابه في التقنية الروائية مع الصخب والعنف. حيث نجد استخدام الأحرف الكبيرة والصغيرة لتمييز تغير الراوي. وكما كان في الصخب والعنف لا يوجد أي شيء آخر يدل على تغيير طريقة السرد عدا تلك الأحرف الكبيرة. وهي ضمن السياق السردي خادعة جداً.
يحاول كنفاني هنا أن يضع توازناً دقيقاً بين سلوك الأخوين فبينما تجد مريم نفسها مضطرة للتعامل مع الخائن "النتن" زكريا.. يجد حامد نفسه مضطراً للتعامل مع جندي من جنود الإحتلال. وهنا نجد الزمن هلامي القوام وذلك الاستخدام المتكرر لاجترار الذكريات وكان السرد معتمداً بشكل كبير على ذلك الإجترار.
إن التقينة السردية ليست الشبه الوحيد بين هذه والصخب والعنف فهناك شبه في الموضوع كذلك. فبينما تطرقت الصخب والعنف إلى شرف أختهم كادي.. التي يكتشف بعد زواجها أنها حامل من رجل آخر.. نجد مريم في هذه تحمل من زكريا في أول لقاء جنسي بينهما والذي لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة. ولتضطر بعدها مريم الزواج من زكريا رغماً عن أنف أخيها حامد الذي لا يطيق زكريا.
وكما اضطر فوكنر لوضع مقدمة تشرح الرواية قبل أن تبدأ الرواية.. فقد وضع كنفاني مقدمة قصيرة يشير إلى موضوع الزمن والسرد بشكل غير مباشر.
وكما أشرتُ في مراجعتي السابقة عن الصخب والعنف إن مثل هذه التقنيات يجعلنا نتساءل عن ماهية الرواية في الأساس ؟ الرواية هي حكاية تروى.. وهذه هي الرواية في أبسط أشكالها. لكن، وكما هو الحال مع كل شيء.. فإن النماذج الفنية دائمة التطور بل إن روجر ألن الناقد الأمريكي والمتخصص في الأدب العربي.. يقول بأن التجديد هو ميزة من ميزات الرواية ومن هنا نستطيع أن نتفهم مدى الإهتمام النقدي بمثل هذه الرواية. لكن، ماذا عن القاريء ؟ من المدهش أن نرى كيف أن اسم الكاتب يضمن أحياناً كثيرة تقييمات عالية حتى وإن لم يتمكن القاريء من فهم الرواية ! وهذا موجود وبكثرة في كافة الأنواع الفنية. ورغم ذلك فإن كون هذه الرواية هي الأقل شعبية لكنفاني فيمكننا الإستنتاج بأن القاريء قد قال كلمته. وليذهب كل نقد إلى الجحيم !
إن القاريء العادي الذي قد يكون قابعاً في المخيم يلعق ذكريات "البلاد" لن يهتم بآراء النقاد. وهو على الأرجح لن يهتم بهذه الرواية لو لم يكن اسم كنفاني عليها.
باختصار، إن هذه الرواية نموذج العمل الفني حين يحاول الكاتب إرضاء النقاد على حساب القراء. وقد يقودنا هذا إلى سؤال مهم: هل من الممكن الموازنة بين إرضاء القراء والنقاد ؟ ولعلي هنا أجيب.. لربما يكون الأهم من إرضاء الإثنين هو إرضاء ذات الكاتب لنفسه وضميره الدافع لكونه كاتباً. وإذا ما توافق هذا مع إرضاء القراء وبعض النقاد.. إذن فليكن.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ما تبقى لكم.
Sign In »