Fathy Sroor's Reviews > علم النفس التطوري
علم النفس التطوري
by
by

وانتهت ٨٠٠ صفحة من المعرفة القيمة و المتعة المتجددة.
اقول دائماً"قيمة الكتاب الأساسية في الأسئلة الذي يطرحها"،لكن كتابنا هذا يمثل أستثناء،فقيمته تكمن في حله لعشرات الألغاز التي ستجد حتماً ضمنها بعض ما سألته من قبل ويجعلك تعيد التفكير في تلك التي لم تطرحها نظراً لتعاملنا معها كمسلمة...لكن إليك الدرس يا صديقي:العلم لا يعرف المسلمات...لنرَ بعضها:
لماذا نخاف الثعابين اكثر من السيارات رغم ان الثانية اشد خطراً في عالمنا المعاصر؟لماذا نحب التوابل و الكحول؟ولماذا نشيخ وفيما نموت؟ولماذا الأنتحار؟لماذا تركز النساء على المستقبل المادي للشريك اكثر من اي معيار اخر-بغض النظر عما يقولنه-؟ ولماذ يعلي الرجال من قيمة الجمال و التقييم الجسدي لدى المرأة-بغض النظر عن انكار اغلبهم؟ولماذا تكره النساء الخياة العاطفية من الشريك اكثر من الجنسبة فيما يخاف الرجال الثانية اكتر؟...ورد كل هذا في ثلث الكتاب الأول وحده و ما بقى أعظم و اغنى ولاسبما عندما يناقش دعاوى الحركة النسويةfeminism
لكن قبل الختام لدي قصة لأحكيها،ولنبدأ من البداية:
بينما كان الزمان يخطو على عتبة الثلث الثاني من القرن السابع عشر من الميلاد كان العلم يمر يمر بأولى معاركه في الطريق لتولي صدارة المعارف البشرية،فقد كان جاليليو يقف أمام المحكمة البابوية بتهمة الهرطقة لنشر افكار كوبرنيكوس حول مركزية الشمس،انتصرت السلطات الدينية-بحكم القوة و النفوذ-لمدة قصيرة،لكن سرعان ما فُرمت تلك السلطة تحت عجلة العلم المندفعة نحو النور،وان تجددت المعركة من حين لأخر-اشهر مرتين:الصراع حول نظرية التطور في القرن و نصف الأخرين والصراع ضد التخلف الممنهج بأسم الدين مع صعود الأصوليات في اخر نصف قرن......
أنتقلت راية العلم من الفلكيين للفيزيائيين النظرين ليخوضوا معركة أخف سخونة و لكن اعمق:الصراع من الفلاسفة حول تفسير العالم،وسجل العلم نقطته الثانية بتحجيم الفلسفة التي تركت الكثير من مجالاتها لصالح العلم.
اما الأن فالراية تحملها البيولوجيا في معركتين...احدهما هي استكمال الصراع مع السلطات الدينية والأخرى-والتي تخص كتابنا هذا- هي الحرب مع العلوم الأنسانية.
تبلورت العلوم الأنسانية خلال القرنين الأخيرين وتغيرت توجهاتها بقسوة عدة مرات و تبدل موقفها من العلم التجريبي-البيولوجيا تحديداً-مراتٍ اكثر،لكن أكثرها ثباتاً هي تلك التي شهدها الثلث الأوسط من القرن العشرين من اصرار عنيف على تفردية الثقافات البشرية وكونها صناعية في جوهرها وليست فطرية بأي حال مما يترك القليل للبيولوجيين و الأنثروبيولوجيين ليقولوه لفهم تصرفات الأنسان و دوافعه النفسية و الفكرية وشرح مظاهر حيات الأجتماعية.
لكن البيولوجيا-مدعومة بالتحديثات القوية التي ادخلها هاميلتون و رفاقه لصالح الأنتقاء الجيني او فرضية"الجينة الأنانية"-تحدت بأقتحام حقل علم النفس بالمعدات التجريبية و النظرية الخاصة بها لتقويم دراسته ومنهجه،وكان الوليد هو علم النفس التطوري.
كتابنا هنا هو مرجع ممتاز لفهم علم النفس التطوري و مدى قدرته على تفسير اوجه النشاط البشري على قواعد علمية و تجريبية صارمة،وقد أحسن ديفيد بوس التأليف و أحسن مصطفى حجازي الترجمة فخرج الكتاب ممتعاً وبسيطاً جداً-لدرجة اني رشحته لأحد القراء المبتدأين-ولكن غني بالمعلومات المفيدة في الحياة العملية.
اقول دائماً"قيمة الكتاب الأساسية في الأسئلة الذي يطرحها"،لكن كتابنا هذا يمثل أستثناء،فقيمته تكمن في حله لعشرات الألغاز التي ستجد حتماً ضمنها بعض ما سألته من قبل ويجعلك تعيد التفكير في تلك التي لم تطرحها نظراً لتعاملنا معها كمسلمة...لكن إليك الدرس يا صديقي:العلم لا يعرف المسلمات...لنرَ بعضها:
لماذا نخاف الثعابين اكثر من السيارات رغم ان الثانية اشد خطراً في عالمنا المعاصر؟لماذا نحب التوابل و الكحول؟ولماذا نشيخ وفيما نموت؟ولماذا الأنتحار؟لماذا تركز النساء على المستقبل المادي للشريك اكثر من اي معيار اخر-بغض النظر عما يقولنه-؟ ولماذ يعلي الرجال من قيمة الجمال و التقييم الجسدي لدى المرأة-بغض النظر عن انكار اغلبهم؟ولماذا تكره النساء الخياة العاطفية من الشريك اكثر من الجنسبة فيما يخاف الرجال الثانية اكتر؟...ورد كل هذا في ثلث الكتاب الأول وحده و ما بقى أعظم و اغنى ولاسبما عندما يناقش دعاوى الحركة النسويةfeminism
لكن قبل الختام لدي قصة لأحكيها،ولنبدأ من البداية:
بينما كان الزمان يخطو على عتبة الثلث الثاني من القرن السابع عشر من الميلاد كان العلم يمر يمر بأولى معاركه في الطريق لتولي صدارة المعارف البشرية،فقد كان جاليليو يقف أمام المحكمة البابوية بتهمة الهرطقة لنشر افكار كوبرنيكوس حول مركزية الشمس،انتصرت السلطات الدينية-بحكم القوة و النفوذ-لمدة قصيرة،لكن سرعان ما فُرمت تلك السلطة تحت عجلة العلم المندفعة نحو النور،وان تجددت المعركة من حين لأخر-اشهر مرتين:الصراع حول نظرية التطور في القرن و نصف الأخرين والصراع ضد التخلف الممنهج بأسم الدين مع صعود الأصوليات في اخر نصف قرن......
أنتقلت راية العلم من الفلكيين للفيزيائيين النظرين ليخوضوا معركة أخف سخونة و لكن اعمق:الصراع من الفلاسفة حول تفسير العالم،وسجل العلم نقطته الثانية بتحجيم الفلسفة التي تركت الكثير من مجالاتها لصالح العلم.
اما الأن فالراية تحملها البيولوجيا في معركتين...احدهما هي استكمال الصراع مع السلطات الدينية والأخرى-والتي تخص كتابنا هذا- هي الحرب مع العلوم الأنسانية.
تبلورت العلوم الأنسانية خلال القرنين الأخيرين وتغيرت توجهاتها بقسوة عدة مرات و تبدل موقفها من العلم التجريبي-البيولوجيا تحديداً-مراتٍ اكثر،لكن أكثرها ثباتاً هي تلك التي شهدها الثلث الأوسط من القرن العشرين من اصرار عنيف على تفردية الثقافات البشرية وكونها صناعية في جوهرها وليست فطرية بأي حال مما يترك القليل للبيولوجيين و الأنثروبيولوجيين ليقولوه لفهم تصرفات الأنسان و دوافعه النفسية و الفكرية وشرح مظاهر حيات الأجتماعية.
لكن البيولوجيا-مدعومة بالتحديثات القوية التي ادخلها هاميلتون و رفاقه لصالح الأنتقاء الجيني او فرضية"الجينة الأنانية"-تحدت بأقتحام حقل علم النفس بالمعدات التجريبية و النظرية الخاصة بها لتقويم دراسته ومنهجه،وكان الوليد هو علم النفس التطوري.
كتابنا هنا هو مرجع ممتاز لفهم علم النفس التطوري و مدى قدرته على تفسير اوجه النشاط البشري على قواعد علمية و تجريبية صارمة،وقد أحسن ديفيد بوس التأليف و أحسن مصطفى حجازي الترجمة فخرج الكتاب ممتعاً وبسيطاً جداً-لدرجة اني رشحته لأحد القراء المبتدأين-ولكن غني بالمعلومات المفيدة في الحياة العملية.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
علم النفس التطوري.
Sign In »
Reading Progress
January 6, 2016
– Shelved
January 6, 2016
– Shelved as:
to-read
January 6, 2016
– Shelved as:
to-read
Started Reading
February 5, 2016
–
Finished Reading
February 7, 2016
– Shelved as:
science
March 29, 2017
– Shelved as:
evolutinary-psycology
September 17, 2022
– Shelved as:
honor-list
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
الشناوي محمد
(new)
-
rated it 5 stars
Jan 09, 2017 12:53PM

reply
|
flag