ŷ������

سر جمال (فسوق) توغل عبده خال في سايكولوجيا النفس البشرية.. أي نعم خرج بنا كثيرًا عن الحديث - المعتاد - عن الحارة القديمة في جدة حيث يصبح المكان هو المحور الأساسي في النص �� رغم وجود ذاكرة الحارة وبعض التفاصيل �� وهذا ديدن كل أعماله.


كانت شخصيات خال في العمل في مجملها جديدة تلك ذات الحضور الطاغي في المجتمع العربي أو الشخصيات المهمشة كجليلة وحارس المقبرة، الذي أبدع خال في نقل تخوفاته وكذلك الهدوء الذي واكب قلقًا في شخصيته، وكذلك تناول شريحة رجال الأمن من صف الضباط وحاول تشريح سلوك بعضهم وأظنه وفّق في ذلك. هذا فوق أن خال يحاول تبني رؤية جديدة في النص من إعادة ترتيب المجتمع إنطلاقًا من الحارة التي بدورها تمثل جزء من مدينة، ومحاولات خال لقضية سلبيات وأزدواجية المجتمع السعودي الذي هو يكاد يكون صفة طاغية في المجتمع الخليجي �� العربي.

الرواية بها الكثير من النفس البوليسي لكن في حدود العقلية العربية، وهذا إحترام من المؤلف لهذه العقلية التي ربما قد تنفر من عمل بوليسي مكتمل الجوانب كالروايات البوليسية الغربية رغم أنها تتقبلها في النص الغربي.

نسبة التشويق عالية والحبكة رغم بساطتها إلا أن عنصر الغموض الذي أضافة الكاتب حاول من خلاله أن يوازن به النص. فهذه الرواية صدمتني �� رغم بساطتها من ناحية التكنيك - فيما بعد بترمي بشرر، فالحمد لله أنني قرأت (مدن...)، و(الموت) و(فسوق) و(الطين)، و(نباح) قبل هذا رواية ترمي بشرر.