ŷ

Αβδυλλα Aωαςhι's Reviews > فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال

فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال by ibn Rushd
Rate this book
Clear rating

by
37402967
's review

liked it

كتاب فصل المقال في تقرير ما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال
تحرير: فيلسوف قرطبة - ابن رشد الأندلسي
تعليق: محمد عابد الجابري

في البداية أود أن أقول أن هذا الكتاب من الكتب التي يتحمس لها محمد عابد الجابري بشدة كما هي حماسته لابن رشد الأندلسي الذي يعتبره فيلسوف الطريقة المثلى و كثير من مفكرين المغرب هم على تلك الحال، و أسجل شكري الكبير للدكتور المحقق محمد عابد الجابري الذي شغل نفسه بهذا المشروع الضخم حيث تصدى لإخراج مؤلفات ابن رشد و التعليق عليها و تفرغ لذلك و أوصل تلك المؤلفات للقارىء ، كما الشكر لمركز دراسات الوحدة العربية المتفرد بحق في نشر الثقافة و العلوم و الفكر.

فيما يخص هذا الكتاب فإنه يتعرض لمسألتين أساسيتين تشغل موضوعه الرئيسي : المسألة الأولى هي العلاقة بين الفلسفة أو ما يطلق عليها ابن رشد "الحكمة من جهة و بين الشريعة من جهة أخرى و تناول هذه المسألة في ذلك العصر بالذات كانت له أسبابه التي دعت لذلك حيث انتشرت في المشرق العربي دعوات تتهم الفلسفة و المنشغلين بها بالزندقة و الكفرو هذا ما سيتناوله أيضاً ابن رشد في كتابه تهافت التهافت الذي سيكون موضوعه الأساسي الدفع ببراءة المنشغلين بالفلسفة من تلك التهم.

أما هئا الكتاب فهو مختصر و بشكل يسير يتعرض لمسألة الحكمة و كيف أنها لا تتعارض مع الشريعة و إن تعارضت ظاهراً فالباطن يشترك بينهما لأن الحق لا يتعارض مع الحق بل يوافق له و يشهد له حسب تعبير ابن رشد. في دفاعه عن الفلسفة هنا يستخدم ابن رشد مجموعة من النصوص القرآنية التي تحث للنظر و التفكر في المخلوقات كدلالة على صانعها و أن طريق البرهان هو التفكر العقلي في عالم الوجود الئي تعيشه بما يحتويه. و يضيف أنه لا يمكننا أن نمنع الفلسفة إن "ضل" بها البعض أو أساءوا العمل بها، فذلك لا يبرر منعها لعظيم الفائدة المرجوة منها.

المسألة الثانية الرئيسية التي يتعرض لها الكتاب هي التأويل و يربطها بالفلسفة من حيث أنها مساعدة في رفع التناقض بين ظاهر الشرع و الفلسفة إن وجد هذا التناقض ، فبالتالي التأويل هو الأداة التي من خلالها يرفع التناقض الظاهري بين النص الديني و بين ما يصل له العقل بالتفكر أو ما تصل له الفلسفة من نتائج.

يتعرض ابن رشد لمسائل كبيرة سيفصل فيها لاحقاً في كتبه و هي مسألة تكفير الغزالي للفلاسفة و قدم العالم و علم الله بالجزئيات و المعاد الروحي و الجسماني و يشير إشارة لطيفة إلى الاختلاف و الجدل الحاصل بشأن مفهوم الزمن و هل هو حادث أو قديم و يعرض الآراء المختلفة ثم يطرح رأيه بعد ذلك.

الفكرة الرئيسية من المسألة الثانية التي يطرحها ابن رشد و هي أن التأويل يجب آلا يصرح به لعامة الجمهور و إلا استتبع ذلك ضلال هؤلاء الجمهور و أعتقد أن السبب الرئيسي الئي دفعه لتبني هذه النظرة هو الشقاق و كثرة الفرق نتيجة الاختلافات في التأويلات. ابن رشد ينتقد ذلك و يصر على أن الناس ثلاث فئات جمهور و جدليون و علماء ، و أن التأويل ينبغي حصره و تداوله بين فئة العلماء. و يكفر من يقوم بالتصريح بالتأويل لغير أهله كونه بهذا التصريح يتسبب في كفر من ليس يستطيع حمل هذا التأويل. الأمر الئي استغربه منه، كونه ينتقد تكفير الغزالي للفلاسفة، لكنه في نفس الوقت يكفر من يصرح بالتأويل للجمهور مستنداً على قاعدة من تسبب في كفر أحد فهو كافر

هذه النبرة العنيفة في النص لم يسلم منها الأشعرية و المعتزلة الذين نالهما النقد و الاتهام بالضلال و الكفر بالحقيقة نتيجة أنهما صرحوا بالتأويل للجمهور و بذلك تسببوا في تفرق الناس و ارتفاع الإلفة بينهم و تحول اجتماعهم بين ذلك إلى فرقة بسبب الاختلاف على تأويل ظواهر النصوص الدينية.

فيما يخص الرسم القرآني يتعرض ابن رشد للآية التي تتناول التأويل في سورة آل عمران و يرى أن رسم وجوب الوقف بعد " وما يعلم الله إلا الله" هو اما يجب تبليغه للجمهور الذين يتساءلون عن المسائل المعقدة و لا مجال لشرحها لهم و بشرحها لهم يصعب فهمها عليهم أو يفترقوا.

و يرى أن الوقوف بالنسبة لأهل البرهان كما يسميهم يجب أن يكون عند" و الراسخون في العلم" في إشارة إلى أن الراسخون في العلم متمكنون بفضل مرتبتهم العلمية من معرفة التأويل الحق.

الكتاب أثار في نفسي عدة تساؤلات حول هل خطأ العلماء مصفوح عنه و خطأ غيرهم إثم محض ؟

و هل فعلاً يجب حجب التأويل عن عامة الناس بحجة أنه قد يتسبب في الشقاق و الفرقة ، و لم لا يمكن اتباع نهج وسط في توصيل المسائل الصعبة لجمهور الناس، مقدراً في نفس الوقت وجهة نظر ابن رشد التي ساقها بسبب الوضع التاريخي المتفتت الذي كان دور رؤساء الملل في إشعال الفرقة من خلال التركيز على نشر الفروقات في المذاهب و الملل بين أتباعهم و التغاضي عن الإشادة بالمشتركات و ترسيخها.

أعتقد كذلك أن التأويل كونه مادة خطيرة و دسمة للتلاعب يجب ألا يكون متاحاً في يد من ليس أهلاً له، كما أنني أرى أن من لا يتحمل تلقيه قد يكون من الأفضل عدم الإفصاح به لهم كما هو رأي ابن رشد.

في الختام يجب أن ننظر لكل نص و لكل فيلسوف بحسب زمانه و مكانه و واقعه الئي عاشه. حيث في العادة تأتي أطروحاته لمعالجة ذلك الواقع الذي يعيشه وفق ما يراه حلاً مثالياً

عبدالله عواجي

٣٠ كانون الثاني ٢٠١٦
19 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال.
Sign In »

Reading Progress

January 30, 2016 – Shelved
January 30, 2016 –
page 92
68.66% "لو فرضنا أن صناعة الهندسة في وقتنا هذا معدومة ، و كذلك صناعة علم الهيئة، و رام إنسان واحد من تلقاء نفسه أن يدرك مقادير الأجرام السماوية و أشكالها لما أمكنه ذلك: مثل أن يعرف قدر الشمس من الأرض و غير ذلك من مقادير الكواكب و لو كان أذكى الناس طبعاً إلا بوحي أو شيء يشبه الوحي"
January 30, 2016 –
page 107
79.85%
January 30, 2016 –
page 118
88.06% "أصناف الناس: جمهور ، و جدليون و علماء"
Started Reading
January 31, 2016 – Finished Reading

Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by ك (new)

ك سلمت


message 2: by Khalid (new)

Khalid Layachi جميل


message 3: by hayatem (new)

hayatem مراجعة رائعة ☘️


back to top