بسام عبد العزيز's Reviews > فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال
by
by

صدمني ابن رشد!
من كتابات الكثيرين عنه كان لدي انطباع أنه عقلية فلسفية متنورة مثقفة دافعت عن حرية العقل في مواجهة قيود التمسك بحرفية النصوص..
لكن أخيرا بعدما قرات له أجده أبعد ما يكون عن الانطباع المسبق الذي كونته عنه بكل أسف...
الكتاب محاولة من ابن رشد لإيجاد أدلة شرعية على حِل دراسة الفلسفة والنطق.. وفي هذا فهو يحاول إيجاد تبريرات فلسفية مقنعة عدة مشكلات فلسفية سادت في عصره..
كل هذا جميل..
ما ليس بجميل هو هذه النظرة العنصرية التي جعلته يقسم الناس إلى "علماء" و إلى "عامة".. والعامة في نظره غير مؤهلين للفهم والمعرفة وبالتالي فيجب منعهم عن تلك المشكلات الفلسفية الدينية وإتاحة أقل قدر ممكن من المعلومات البسيطة السطحية لهم.. فنجده يقول:
"وأما من كان من غير أهل العلم فالواجب عليه حملها على الظاهر و تأويلها في حقه كفر لأنه يؤدي إلى الكفر...
والذي يجب على ائمة المسلمين أن ينهوا عن كتبه التي تتضمن العلم إلا من كان من أهل العلم. كما يجب عليهم أن ينهوا عن كتب البرهان من ليس أهلا لها."
"وهذا التأويل لا ينبغي أن يصرح به لأهل الجدل فضلا عن الجمهور ومتى صرح بشيء من هذه التأويلات لمن هو من غير أهلها افضى ذلك بالمصرَح له و المصرِح إلى الكفر."
هكذا ببساطة نجد ابن رشد يكفر أي شخص يحاول التفكير في آي القرآن.. بل كل ما يجب على العامة فعله هو الانصياع التام لتفسيرات العلماء.. بل أنه لا يتوقف هنا ولكنه يتابع أن التكفير يشمل العالم الذي يحاول الشرح والعامي الذي يستمع إلى الشرح!!!
ابن رشد ببساطة يقول بوجود كهنوتية في الإسلام.. و يقول بوجود "إسلامين" .. إسلام العلماء الذي يعرفون حقيقة الدين و آياته.. وإسلام العامة الذي يعرفون القشور فقط ولا يحق لهم التوغل أكثر من هذا!
هل هذا كلام يصدر عن فيلسوف يرفع شعار حرية الفكر؟؟ ما الفارق بينه وبين أي سلفي نصوصي إذًا؟؟
ثم.. بكل هذه السهولة فإن نغمة التكفير سائدة في الخطاب الإسلامي؟! فكل شخص يكفر ببساطة كل شخص آخر لا يقتنع برأيه؟!!
وحتى تفسيرات ابن رشد للمشكلات الفلسفية لم تقنعني مطلقا.. فنجده مثلا في إشكالية حدوث العلم أو قدمه يقول:
"وذلك أن علمنا معلوم للمعلوم به فهو محدث بحدوثه ومتغير بتغيره وعلم الله سبحانه بالوجود على مقابل هذا فإنه علة للمعلوم الذي هو الموجود فمن شبه العلمين أحدهما بالآخر فقد جعل ذوات المتقابلات وخواصها واحدة وذلك غاية الجهل فاسم العلم إذا قيل علي العلم المحدث والقديم فهو مقول باشتراك الاسم المحض"
فهو بكل بساطة يقول أن علم الناس غير علم الله .. و بالتالي لا يجوز أن نقارن بينهما.. لكن القرآن يقول "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".. فإما أن الله يؤتينا علما غير علمه وفي هذه الحالة سيكون هذا غير منطقي فكيف يمنحنا الله شيئا لا يملكه؟؟.. و إما أن الله يؤتينا علما من علمه.. و بالتالي فكلام ابن رشد عن اختلاف العلمين كلام خاطئ..
و مرة أخرى أجده يقول كلاما غير منطقيا في موضوع تعدد القدماء..
"فإن ظاهر الشرع إذا تصفح ظهر من الآيات الواردة في الإنباء عن إيجاد العالم أن صورته محدثة بالحقيقة و أن نفس الوجود والزمان مستمر من الطرفين"
ماذا يعني هذا؟؟ أليس هذا يعني تماما أن الزمان قديم مثل الله؟؟ و كيف يكون هناك شيئا مع الله؟؟!!
ابن رشد ببساطة يحاول التلاعب بالألفاظ واللف والدوران لمحاولة إيهام المستمع أنه يأتي بشيء جديد.. لكن الحقيقة أنه لم يقل أي شيء مفيد مطلقا!
صدمة عظيمة فيمن ظننته مفكرا..
لكن على الأقل هذا درس يعلمني ألا آخذ أي انطباع مسبق عن فكر أي شخص من كتابات الآخرين عنه..
من كتابات الكثيرين عنه كان لدي انطباع أنه عقلية فلسفية متنورة مثقفة دافعت عن حرية العقل في مواجهة قيود التمسك بحرفية النصوص..
لكن أخيرا بعدما قرات له أجده أبعد ما يكون عن الانطباع المسبق الذي كونته عنه بكل أسف...
الكتاب محاولة من ابن رشد لإيجاد أدلة شرعية على حِل دراسة الفلسفة والنطق.. وفي هذا فهو يحاول إيجاد تبريرات فلسفية مقنعة عدة مشكلات فلسفية سادت في عصره..
كل هذا جميل..
ما ليس بجميل هو هذه النظرة العنصرية التي جعلته يقسم الناس إلى "علماء" و إلى "عامة".. والعامة في نظره غير مؤهلين للفهم والمعرفة وبالتالي فيجب منعهم عن تلك المشكلات الفلسفية الدينية وإتاحة أقل قدر ممكن من المعلومات البسيطة السطحية لهم.. فنجده يقول:
"وأما من كان من غير أهل العلم فالواجب عليه حملها على الظاهر و تأويلها في حقه كفر لأنه يؤدي إلى الكفر...
والذي يجب على ائمة المسلمين أن ينهوا عن كتبه التي تتضمن العلم إلا من كان من أهل العلم. كما يجب عليهم أن ينهوا عن كتب البرهان من ليس أهلا لها."
"وهذا التأويل لا ينبغي أن يصرح به لأهل الجدل فضلا عن الجمهور ومتى صرح بشيء من هذه التأويلات لمن هو من غير أهلها افضى ذلك بالمصرَح له و المصرِح إلى الكفر."
هكذا ببساطة نجد ابن رشد يكفر أي شخص يحاول التفكير في آي القرآن.. بل كل ما يجب على العامة فعله هو الانصياع التام لتفسيرات العلماء.. بل أنه لا يتوقف هنا ولكنه يتابع أن التكفير يشمل العالم الذي يحاول الشرح والعامي الذي يستمع إلى الشرح!!!
ابن رشد ببساطة يقول بوجود كهنوتية في الإسلام.. و يقول بوجود "إسلامين" .. إسلام العلماء الذي يعرفون حقيقة الدين و آياته.. وإسلام العامة الذي يعرفون القشور فقط ولا يحق لهم التوغل أكثر من هذا!
هل هذا كلام يصدر عن فيلسوف يرفع شعار حرية الفكر؟؟ ما الفارق بينه وبين أي سلفي نصوصي إذًا؟؟
ثم.. بكل هذه السهولة فإن نغمة التكفير سائدة في الخطاب الإسلامي؟! فكل شخص يكفر ببساطة كل شخص آخر لا يقتنع برأيه؟!!
وحتى تفسيرات ابن رشد للمشكلات الفلسفية لم تقنعني مطلقا.. فنجده مثلا في إشكالية حدوث العلم أو قدمه يقول:
"وذلك أن علمنا معلوم للمعلوم به فهو محدث بحدوثه ومتغير بتغيره وعلم الله سبحانه بالوجود على مقابل هذا فإنه علة للمعلوم الذي هو الموجود فمن شبه العلمين أحدهما بالآخر فقد جعل ذوات المتقابلات وخواصها واحدة وذلك غاية الجهل فاسم العلم إذا قيل علي العلم المحدث والقديم فهو مقول باشتراك الاسم المحض"
فهو بكل بساطة يقول أن علم الناس غير علم الله .. و بالتالي لا يجوز أن نقارن بينهما.. لكن القرآن يقول "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".. فإما أن الله يؤتينا علما غير علمه وفي هذه الحالة سيكون هذا غير منطقي فكيف يمنحنا الله شيئا لا يملكه؟؟.. و إما أن الله يؤتينا علما من علمه.. و بالتالي فكلام ابن رشد عن اختلاف العلمين كلام خاطئ..
و مرة أخرى أجده يقول كلاما غير منطقيا في موضوع تعدد القدماء..
"فإن ظاهر الشرع إذا تصفح ظهر من الآيات الواردة في الإنباء عن إيجاد العالم أن صورته محدثة بالحقيقة و أن نفس الوجود والزمان مستمر من الطرفين"
ماذا يعني هذا؟؟ أليس هذا يعني تماما أن الزمان قديم مثل الله؟؟ و كيف يكون هناك شيئا مع الله؟؟!!
ابن رشد ببساطة يحاول التلاعب بالألفاظ واللف والدوران لمحاولة إيهام المستمع أنه يأتي بشيء جديد.. لكن الحقيقة أنه لم يقل أي شيء مفيد مطلقا!
صدمة عظيمة فيمن ظننته مفكرا..
لكن على الأقل هذا درس يعلمني ألا آخذ أي انطباع مسبق عن فكر أي شخص من كتابات الآخرين عنه..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
March 31, 2016
– Shelved
March 31, 2016
–
Finished Reading