صالح الشحري's Reviews > ملفات السويس
ملفات السويس
by
by

ملفات السويس
---------- :اعاد الحديث عن جزيرتي تيران و صنافير ذكريات حرب السويس،و هذا الكتاب هو الجزء الاول من أربعة أجزآء ألفها هيكل بعنوان حرب الثلاثين سنة،و قد صدر لأول مرة بالانجليزية بمناسبة مرور ثلاثين عاما علي حرب السويس،عنوانه بالانجليزية،حرب السويس...قطع ذيل الأسد ،و هي العبارة التي علق بها خرتشوف قاصدا أن الحرب أدت الي إنهآء الامبراطورية البريطانية.، و عادة ما تقوم علي رأس هيكل تهمة علاقتك بعبد الناصر و ربما تكلفه بطولات لم تحدث له،و لكن القآرئ المتشكك هنا يستطيع الاعتماد علي الوثآئق التي احتلت ثلث صفحات الكتاب التسع مئة،و معظمها وثآئق غربية،و قد ترجمت من قبل دار الأهرام و لم يترجم هيكل نفسه منها إلا وثيقة واحدة،و هذا يعزز من مصداقية الكتاب.
قصة السويس بدأت مع الثورة المصرية التي كان شعارها في العزه و الكرامة يقتضي إنهاء وجود القوات الانجليزية بنآء علي معاهدة ١٩٣٦ في القناة، و قد وفقت الحكومة المصرية في ذلك مستفيدة من حقبة الرئيس الامريكي إيزنهاور،الذي في عهده تم فرض أمريكا علي أجندة قيادة العالم و كان ذلك يقتضي إنهآء حقبة الاستعمار القديم،و استبدالها بأسلوب جديد لفرض الهيمنة يعتمد علي اجهزة المخابرات و الشركات المتعددة الجنسية و القروش و البنك الدولي لا علي تواجد الجيوش،و يبدو هناك أن أمريكا و من طرف خفي تهاونت في التحالف مع بريطانيا ضد مصر ،إلا أنها أيضا لم تكن ترغب في أن تصبح مصر مالكة مطلقة لقناة السويس بغير ضمان حرية الملاحة فيها و ما يقتضيه ذلك من كف يدها عن ممارسة سيادتها الكاملة بشكل قد تستخدمه للإضرار بالغرب و أيضا بإتخاذ إجرآءات لسلام دائم بين مصر و إسرآئيل،و استمرت أمريكا في مماطلة مصر حتي لا تبتاع مصر منها أسلحة الامر الذي أدي إلي صفقة السلاح التشيكيية،بمعني دخول النفوذ السوفييتي إلي منطقة تريدها أمريكا خالصة لها، هنا قامت أمريكا بإلغاء مشروعها بتمويل إنشآء السد العالي،و لوحت بمشروع بديل يتم لها فيه مراقبة حركة الملاحة في القناة و التحكم في مداخيلها حتي تسترد الديون المزمع إعطآؤها لمصر،قامت مصر بعدها بتأميم شركة قناة السويس،و تفاقمت الأزمة حتي أدت الي تدخل عسكري إسرآئيلي بريطاني فرنسي بمعزل عن أمريكا،بدأت الحرب بهجوم إسرآئيلي في سيناء،و كان تقدير ناصر أن إسرآئيل وحدها من ستهاجم و لم يحسب حسابا لتدخل فرنسي بريطاني،و كانت التوجيهات للقوات المصرية بالصمود لمدة يومين حتي تتمكن قوات الفرقة الرابعة المصرية من دخول سيناء لإحباط الهجوم الاسرآئيلي،لكن التدخل من قبل فرنسا و بريطانيا أدي الي اتخاذ قرار بإخلاء سيناء للدفاع عن مصر و قامت الحرب في القناة بمدنها و احتلت القوات الأجنبية بور سعيد،و دخلت القوات الاسرآئيلية الي غزة و كامل سيناء.
تلا ذلك أحداث و ضغوطات دولية مهمة أجبرت الدول المعتدية علي التراجع و لعبت الظروف الدولية لصالح العرب،إيزنهاور الذي تصرفت قوي الاستعمار القديم بمعزل عنه فأخذ عليها أن تصرفت تصرفا لا يؤهلها له وضعها في عالم ما بعد الحرب العالمية أي عصر أمريكا،و كان العنصر الثاني هو الانذار السوفييتي،الدولة العظمي التي تريد تدشين نفسها علي عرش العالم و تقاسم السلطة فيه..... لكن أهم من هذين هو المحور المصري السعودي الذي واضحا أنه بإتحاده أفشل حلف بغداد و تمكن من إيصال حكومة شكري القوتلي الوطنية الي قيادة سوريا خلفا للحكومات العسكرية التي كانت موالية للغرب و شركات النفط،و تمكن هذا الحلف أيضا من جذب الاردن بعيدا عن حلف بغداد،و دعم السعودية ضد احتلال قوات بريطانية-منطلقة مما يعرف اليوم بدولة الإمارات - لواحة البريمي،و دعم مصر في مشروعها لإخراج الجيش البريطاني من السويس،و التحرر من شركة قناة السويس و من الشركات البريطانيةالتي كانت تدير النفط المصري،و أخيرا تم لمصر إجلاء القوات البريطانية الفرنسية عن مدن القناة و احباط مخطط هذه القوات لاحتلال الدلتا،و استعادة سيناء و غزة من إسرآئيل،و الشئ الوحيد الذي لم تتمكن منه مصر هو قدرتها علي التحكم في الملاحة في خليج العقبة
القآرئ لهذه الحقبة من التاريخ يلحظ أشيآء كثيرة غابت اليوم عن ذهننا،فالكثير يظنون أن علاقة السعودية بمصر الناصرية كانت متوترة ،و هذا غير صحيح و لم يحدث التوتر إلا بعد اختلافهما في اليمن،أما منذ بداية الثورة و حتي مطلع الستينيات فكانت العلاقة بينهما سمنا علي عسل،و كانتا متحالفتين،و استطاعتا أن تضما سوريا ،الي حلفهما و أن تحميا الاردن و لبنان من السقوط في حلف بغداد،و تلك كانت صفحة ناجحة في العلاقات العربية،و كان الدرس الذي تعلمته أمريكا أنها لكي تتمكن من تطويق العالم العربي،فلا بد من عزل السعودية عن مصر،الذين أدي حلفهما ألي مكسب سياسي خالص و هو استعادة الارض المصرية،كما و وعت أمريكا علي وجوب عزل مصر عن سوريا،خاصة و أن الضباط الوطنيين في سوريا نسفوا مراكز تصدير البترول العراقي الي أوروبا،فحرموا أوروبا من النفط،و كان هذا العمل أحد أسباب اندحار الحلف البريطاني الفرنسي الاسرآئيلي.
من لا يتعلم دروس التاريخ،يعش أبد الدهر بين الحفر( مع كل الاحترام للمرحوم إبي القاسم الشابي)
---------- :اعاد الحديث عن جزيرتي تيران و صنافير ذكريات حرب السويس،و هذا الكتاب هو الجزء الاول من أربعة أجزآء ألفها هيكل بعنوان حرب الثلاثين سنة،و قد صدر لأول مرة بالانجليزية بمناسبة مرور ثلاثين عاما علي حرب السويس،عنوانه بالانجليزية،حرب السويس...قطع ذيل الأسد ،و هي العبارة التي علق بها خرتشوف قاصدا أن الحرب أدت الي إنهآء الامبراطورية البريطانية.، و عادة ما تقوم علي رأس هيكل تهمة علاقتك بعبد الناصر و ربما تكلفه بطولات لم تحدث له،و لكن القآرئ المتشكك هنا يستطيع الاعتماد علي الوثآئق التي احتلت ثلث صفحات الكتاب التسع مئة،و معظمها وثآئق غربية،و قد ترجمت من قبل دار الأهرام و لم يترجم هيكل نفسه منها إلا وثيقة واحدة،و هذا يعزز من مصداقية الكتاب.
قصة السويس بدأت مع الثورة المصرية التي كان شعارها في العزه و الكرامة يقتضي إنهاء وجود القوات الانجليزية بنآء علي معاهدة ١٩٣٦ في القناة، و قد وفقت الحكومة المصرية في ذلك مستفيدة من حقبة الرئيس الامريكي إيزنهاور،الذي في عهده تم فرض أمريكا علي أجندة قيادة العالم و كان ذلك يقتضي إنهآء حقبة الاستعمار القديم،و استبدالها بأسلوب جديد لفرض الهيمنة يعتمد علي اجهزة المخابرات و الشركات المتعددة الجنسية و القروش و البنك الدولي لا علي تواجد الجيوش،و يبدو هناك أن أمريكا و من طرف خفي تهاونت في التحالف مع بريطانيا ضد مصر ،إلا أنها أيضا لم تكن ترغب في أن تصبح مصر مالكة مطلقة لقناة السويس بغير ضمان حرية الملاحة فيها و ما يقتضيه ذلك من كف يدها عن ممارسة سيادتها الكاملة بشكل قد تستخدمه للإضرار بالغرب و أيضا بإتخاذ إجرآءات لسلام دائم بين مصر و إسرآئيل،و استمرت أمريكا في مماطلة مصر حتي لا تبتاع مصر منها أسلحة الامر الذي أدي إلي صفقة السلاح التشيكيية،بمعني دخول النفوذ السوفييتي إلي منطقة تريدها أمريكا خالصة لها، هنا قامت أمريكا بإلغاء مشروعها بتمويل إنشآء السد العالي،و لوحت بمشروع بديل يتم لها فيه مراقبة حركة الملاحة في القناة و التحكم في مداخيلها حتي تسترد الديون المزمع إعطآؤها لمصر،قامت مصر بعدها بتأميم شركة قناة السويس،و تفاقمت الأزمة حتي أدت الي تدخل عسكري إسرآئيلي بريطاني فرنسي بمعزل عن أمريكا،بدأت الحرب بهجوم إسرآئيلي في سيناء،و كان تقدير ناصر أن إسرآئيل وحدها من ستهاجم و لم يحسب حسابا لتدخل فرنسي بريطاني،و كانت التوجيهات للقوات المصرية بالصمود لمدة يومين حتي تتمكن قوات الفرقة الرابعة المصرية من دخول سيناء لإحباط الهجوم الاسرآئيلي،لكن التدخل من قبل فرنسا و بريطانيا أدي الي اتخاذ قرار بإخلاء سيناء للدفاع عن مصر و قامت الحرب في القناة بمدنها و احتلت القوات الأجنبية بور سعيد،و دخلت القوات الاسرآئيلية الي غزة و كامل سيناء.
تلا ذلك أحداث و ضغوطات دولية مهمة أجبرت الدول المعتدية علي التراجع و لعبت الظروف الدولية لصالح العرب،إيزنهاور الذي تصرفت قوي الاستعمار القديم بمعزل عنه فأخذ عليها أن تصرفت تصرفا لا يؤهلها له وضعها في عالم ما بعد الحرب العالمية أي عصر أمريكا،و كان العنصر الثاني هو الانذار السوفييتي،الدولة العظمي التي تريد تدشين نفسها علي عرش العالم و تقاسم السلطة فيه..... لكن أهم من هذين هو المحور المصري السعودي الذي واضحا أنه بإتحاده أفشل حلف بغداد و تمكن من إيصال حكومة شكري القوتلي الوطنية الي قيادة سوريا خلفا للحكومات العسكرية التي كانت موالية للغرب و شركات النفط،و تمكن هذا الحلف أيضا من جذب الاردن بعيدا عن حلف بغداد،و دعم السعودية ضد احتلال قوات بريطانية-منطلقة مما يعرف اليوم بدولة الإمارات - لواحة البريمي،و دعم مصر في مشروعها لإخراج الجيش البريطاني من السويس،و التحرر من شركة قناة السويس و من الشركات البريطانيةالتي كانت تدير النفط المصري،و أخيرا تم لمصر إجلاء القوات البريطانية الفرنسية عن مدن القناة و احباط مخطط هذه القوات لاحتلال الدلتا،و استعادة سيناء و غزة من إسرآئيل،و الشئ الوحيد الذي لم تتمكن منه مصر هو قدرتها علي التحكم في الملاحة في خليج العقبة
القآرئ لهذه الحقبة من التاريخ يلحظ أشيآء كثيرة غابت اليوم عن ذهننا،فالكثير يظنون أن علاقة السعودية بمصر الناصرية كانت متوترة ،و هذا غير صحيح و لم يحدث التوتر إلا بعد اختلافهما في اليمن،أما منذ بداية الثورة و حتي مطلع الستينيات فكانت العلاقة بينهما سمنا علي عسل،و كانتا متحالفتين،و استطاعتا أن تضما سوريا ،الي حلفهما و أن تحميا الاردن و لبنان من السقوط في حلف بغداد،و تلك كانت صفحة ناجحة في العلاقات العربية،و كان الدرس الذي تعلمته أمريكا أنها لكي تتمكن من تطويق العالم العربي،فلا بد من عزل السعودية عن مصر،الذين أدي حلفهما ألي مكسب سياسي خالص و هو استعادة الارض المصرية،كما و وعت أمريكا علي وجوب عزل مصر عن سوريا،خاصة و أن الضباط الوطنيين في سوريا نسفوا مراكز تصدير البترول العراقي الي أوروبا،فحرموا أوروبا من النفط،و كان هذا العمل أحد أسباب اندحار الحلف البريطاني الفرنسي الاسرآئيلي.
من لا يتعلم دروس التاريخ،يعش أبد الدهر بين الحفر( مع كل الاحترام للمرحوم إبي القاسم الشابي)
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ملفات السويس.
Sign In »