بثينة العيسى's Reviews > The Storytelling Animal: How Stories Make Us Human
The Storytelling Animal: How Stories Make Us Human
by
by

عندما قرأتُ هذا الكتاب، بالإنجليزية، سيطرت عليّ فكرة واحدة، وهي وجوب ترجمته.
لقد عشتُ حياتي بين الحكايا؛ في محاولة كتابتها، قراءتها، تأويلها والذهاب بذلك التأويل إلى مكانٍ من شأنه أن يجعل الحياة مُحتملة. أنا أؤمن، حقيقة، بأن القصص هي إحدى الأمور القليلة التي تجعل الحياة محتملة. ثمّ قرأت "الحيوان الحكّاء" وفهمتُ الأمر، فهمتُ شغفي بالموضوع، وأصيبت أفكاري بـ "سحر الترتيب" إن جاز القول. لقد أصبحتُ، بفضل هذا الكتاب، قادرة على فهم القصص من منظور علم النفس وعلم الدماغ، ناهيك عن المنظور الفلسفي والأدبي. إنه يقدم رؤية متععدة الأبعاد لسؤال واحد مفاده؛ كيف تجعل منا الحكايات بشرًا؟
وإذا كان ثمة جزء مني يشعر بالانتصار الساحق للقصص والروايات أمام تيار التسطيح الذي يرى بأنها "كتب بلا فائدة"، فإن الأهم بالنسبة لي هو أنه أعاد صياغة فهمنا للإنسان. لم يعد الإنسان حيوانًا اجتماعيًا، أو ناطقًا، أو غيره. إنه حيوانٌ حكّاء؛ لا يستطيع أن يفهم العالم إلا من خلال القصص التي تروى عنها، بتعبير بول ريكور.
يفسر غوتشل الأمر بيولوجيًا وسيكولوجيًا، من خلال القصص بصفتها حلبة للتعلم ومجابهة الخوف (للأطفال)، وهي الفكرة المركزية في مبدأ تعلم التفكير الفلسفي للأطفال بالمناسبة!، ناهيك عن كون العقل يخاطب نفسه (أو صاحبه) من خلال القصص طوال الوقت؛ الأحلام، الخيالات، حتى قصص النميمة وغيرها. إننا نحتاج إلى وضع العالم في منظومة سردية بهدف فهمِه. الإعلانات التجارية تعرف هذه الحقيقة جيدًا.. حتى الآن لا أستطيع نسيان إعلان الرز بطيء الطهو وكيف تسبب الأمر في انفلات الابن من الدراسة وتحوله إلى راقص شيلات على الفضائيات!
وبقدر ما يبدو الأمر بمثابة انحيازٍ للحكاية، إلا أنه ليس كذلك تمامًا. فبحسب غوتشل، العقل الحكاء هو عقل "مدمن على المعنى"، ولا يستطيع استيعاب "الصدفة والعشوائية وانعدام النظام"، وعليه فثمة نقطة ضعف حقيقية في عقولنا كبشر، وهي أن لنا قابلية عالية لاختراع المعاني عنوة، لإقامة العلاقات بين أمور لا علاقة حقيقية بينها بالضرورة، التوصل إلى استنتاجات "مبالغ بها" والتورط في عقلية "المؤامرة" أيضًا. إن هذه أيضًا هي بعض "الأعراض الجانبية" لتورط العقل البشري في إدمان الحكايا.
عندما قرأت هذا الكتاب، عرفتُ ما ستكون بأن ثيمة "سنوية تكوين" الماضية، وأقمنا "ملتقى الحكايا والحكائين" بدافع أن نفهم الأمر أكثر، من أدباء ونقاد وعلماء أيضًا، يحاولون أن يفسروا هذا السحر الكامن في "نزوة القص المباركة".. بتعبير ماركيز. من كان يتخيل أن كل شيء بدأ من هذا الكتاب؟
شكرًا هالة العيسى (أختي) على التوصية. شكرًا بثينة الإبراهيم على الترجمة السلسة والأنيقة، ومبارك للقارئ العربي هذا الكتاب اللطيف والثوري في الوقت نفسه.
الكتاب صادر عن منشورات تكوين، والدار العربية للعلوم.
لقد عشتُ حياتي بين الحكايا؛ في محاولة كتابتها، قراءتها، تأويلها والذهاب بذلك التأويل إلى مكانٍ من شأنه أن يجعل الحياة مُحتملة. أنا أؤمن، حقيقة، بأن القصص هي إحدى الأمور القليلة التي تجعل الحياة محتملة. ثمّ قرأت "الحيوان الحكّاء" وفهمتُ الأمر، فهمتُ شغفي بالموضوع، وأصيبت أفكاري بـ "سحر الترتيب" إن جاز القول. لقد أصبحتُ، بفضل هذا الكتاب، قادرة على فهم القصص من منظور علم النفس وعلم الدماغ، ناهيك عن المنظور الفلسفي والأدبي. إنه يقدم رؤية متععدة الأبعاد لسؤال واحد مفاده؛ كيف تجعل منا الحكايات بشرًا؟
وإذا كان ثمة جزء مني يشعر بالانتصار الساحق للقصص والروايات أمام تيار التسطيح الذي يرى بأنها "كتب بلا فائدة"، فإن الأهم بالنسبة لي هو أنه أعاد صياغة فهمنا للإنسان. لم يعد الإنسان حيوانًا اجتماعيًا، أو ناطقًا، أو غيره. إنه حيوانٌ حكّاء؛ لا يستطيع أن يفهم العالم إلا من خلال القصص التي تروى عنها، بتعبير بول ريكور.
يفسر غوتشل الأمر بيولوجيًا وسيكولوجيًا، من خلال القصص بصفتها حلبة للتعلم ومجابهة الخوف (للأطفال)، وهي الفكرة المركزية في مبدأ تعلم التفكير الفلسفي للأطفال بالمناسبة!، ناهيك عن كون العقل يخاطب نفسه (أو صاحبه) من خلال القصص طوال الوقت؛ الأحلام، الخيالات، حتى قصص النميمة وغيرها. إننا نحتاج إلى وضع العالم في منظومة سردية بهدف فهمِه. الإعلانات التجارية تعرف هذه الحقيقة جيدًا.. حتى الآن لا أستطيع نسيان إعلان الرز بطيء الطهو وكيف تسبب الأمر في انفلات الابن من الدراسة وتحوله إلى راقص شيلات على الفضائيات!
وبقدر ما يبدو الأمر بمثابة انحيازٍ للحكاية، إلا أنه ليس كذلك تمامًا. فبحسب غوتشل، العقل الحكاء هو عقل "مدمن على المعنى"، ولا يستطيع استيعاب "الصدفة والعشوائية وانعدام النظام"، وعليه فثمة نقطة ضعف حقيقية في عقولنا كبشر، وهي أن لنا قابلية عالية لاختراع المعاني عنوة، لإقامة العلاقات بين أمور لا علاقة حقيقية بينها بالضرورة، التوصل إلى استنتاجات "مبالغ بها" والتورط في عقلية "المؤامرة" أيضًا. إن هذه أيضًا هي بعض "الأعراض الجانبية" لتورط العقل البشري في إدمان الحكايا.
عندما قرأت هذا الكتاب، عرفتُ ما ستكون بأن ثيمة "سنوية تكوين" الماضية، وأقمنا "ملتقى الحكايا والحكائين" بدافع أن نفهم الأمر أكثر، من أدباء ونقاد وعلماء أيضًا، يحاولون أن يفسروا هذا السحر الكامن في "نزوة القص المباركة".. بتعبير ماركيز. من كان يتخيل أن كل شيء بدأ من هذا الكتاب؟
شكرًا هالة العيسى (أختي) على التوصية. شكرًا بثينة الإبراهيم على الترجمة السلسة والأنيقة، ومبارك للقارئ العربي هذا الكتاب اللطيف والثوري في الوقت نفسه.
الكتاب صادر عن منشورات تكوين، والدار العربية للعلوم.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
The Storytelling Animal.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »

message 1:
by
Laila
(new)
Jan 09, 2019 03:16PM

reply
|
flag
