ŷ������

مقدمة قصيرة في أصول الدين وضعها المؤلف في الأصل في كتابه "الفتاوى الواضحة" ولكن لأهميتها طبعت بشكل مستقل في هذا الكتاب. يتحدث المؤلف في هذه المقدمة عن المرسل (الله)، الرسول (محمد ص)، الرسالة (الإسلام).

عند الحديث عن المرسل، استعرض المؤلف دليلين لإثبات الله تعالى وهما الدليل العلمي والدليل الفلسفي. في الدليل العلمي، اعتمد المؤلف على دليل حساب الاحتمالات والذي هو من أفضل وأجمل الأدلة العليمة لإثبات الكثير من القضايا سواء كانت مرتبطة بالخالق تعالى أو أي قضية علمية أخرى. أما في الدليل الفلسفي اعتمد على ثلاثة قضايا وهم: كل حادثة لها سبب، الأدنى لا يكون سببًا لما هو أعلى منه درجة، اختلاف درجات الوجود في الكون وتنوع أشكاله. بعدها عرج سريعا جدا على صفات الله والتي منها العدل واستفاد من هذه الصفة في إثبات المعاد.

عند الحديث عن الرسول، حاول إثبات نبوة الرسول الأعظم محمد (ص) عن طريق المقارنة بين ما جاء في القرآن من ثقافة إلهية فكرية ودينية، وقضايا علمية، وبلاغة في البيان، والحديث عن الأنبياء السابقين وقصصهم، وبين من جاء بهذا القرآن من جهة البيئة التي عاش فيها (ص)، ومن جهة أميته بمعنى أنه لم يقرأ ولم يكتب ولم يتلو الشعر. من خلال هذه المقارنة، يبين المؤلف أنه هل من الممكن أن تكون هاتين القضيتين مترابطتين في الظروف العادية أم تحتاج إلى تدخل عامل إضافي.

أخيرا يختم المؤلف هذه المقدمة بالحديث عن خصائص ومميزات الرسالة الإسلامية والقرآن الكريم.

يمتاز أسلوب السيد محمد باقر الصدر بالعمق الفكري ودقة البيان عند إثبات القضايا وهذا لا تجده عند كثير ممن يكتب في نفس الموضوع. هذا الكتاب هو مقدمة في أصول الدين ولا يتعمق أو يناقش من خلاله المؤلف الكثير من القضايا المرتبطة بأصول الدين. ولذلك من أراد التفصيل فليراجع الكتب المتخصصة في أصول الدين. كذلك من أراد التعمق في الدليل الاستقرائي الذي استخدمه المؤلف ومناقشته فليراجع كتابه الأسس المنطقية للاستقراء