صفاء SAFAA's Reviews > تزممارت: الزنزانة رقم 10
تزممارت: الزنزانة رقم 10
by
by

اسم الكتاب وحده كفيل ليكون الاختصار والدلالة الجلية للقضية التي سيتناولها في طي صفحاته! “تزممارت� الكلمة التي تبعث الرعب في نفوس المغاربة بمجرد ذكرها فكيف بمن عاش بين جدرنها؟
إنه المعتقل الغني عن التعريف، فقد شكل معتقل تازمامارت أحد أبرز معالم ما سمي بـ”سنوا� الرصاص� في المغرب، طوال فترة حكم الملك الحسن الثاني.
في تزممارت � الزنزانة رقم 10 الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية، يتحدث فيه أحمد المرزوقي عن جوانب مظلمة عاشها طوال السنوات التي قضاها بالمعتقل السري، شهادة مؤلمة وقاسية عن ثماني عشرة سنة قضاها معتقلا في سجن رهيب، لم يكن يعرف بوجوده أحد. وجعل كل ما أورده يزخر بأساليب لغوية وأدبية جميلة لن توقع القارئ في فخ الملل سيما أنه ليس كل القراء مهتمون بالسياسية وما جاورها.
وبصراحة لم أهتم لشهادته التاريخية بقدر ما شدتني المعاناة التي لقيها في المعتقل، المعاناة الرهيبة التي أتصور أنه لا يوجد أي كائن مهما بلغت قسوة قلبه أن يتقبلها! شيء فوق الوصف وتعجز عنه كل الكلمات وقد حاول الكاتب أن يوصلها مع اعتذاره عن التقصير في نقل ما عاشه في المعتقل ورغم ادعائه هذا التقصير. فسوف يدخل القارئ أيضا السجن ويُعيشه مشاعر الأسى والجور ويدخله عوالم من الوحشية التي لقياها والتي لم يكن يتصور وجودها .كيف صبر طوال 20 سنة بملابسه الصيفية التي جاء بها والتي التصقت بجلدهم يوم أرادو تبديلها أو بالأحرى انتزاعها فاستُعين بالمقص! ناهيك عن عدم الاغتسال والأكل الذي تعيفه الكلاب قبل البشر. والمعاملة المهينة، كيف صبروا هم المظلومون! كيف صبروا وقد أفنوا الشباب ظلما وعدونا..
هناك موقف أثار استغرابي حقا وإعجابي بشخصيته هو استمراره في السعي لإنصاف المعتقلين بالرغم من أن كل التعويضات ستظل صاغرة أمام سنوات الألم التي عانوها حتى بعد الحرية، المرزوقي لم يتكتم على تلك التجاوزات بل عرض نفسه ثانية للاعتقال والعودة للمعتقل وظل يناضل لأجل أرواح الرفاق الذين قضوا ولأجل إعلاء حقوق الإنسان في هذا البلد ولأجل ألا تتعرض الأجيال المقبلة لنفس المصير غير عابئ بالتهديدات فالحق حق ولو على حساب الروح عنده!
نهاية أنصح بقراءة هذا الكتاب الذي لا يُندم على اقتناءه وللاستزادة هناك سلسلة على اليوتيوب من برنامج شاهد على العصر يحكي فيها أحمد المرزوقي تلك الوقائع بتفصيل أكثر.
إنه المعتقل الغني عن التعريف، فقد شكل معتقل تازمامارت أحد أبرز معالم ما سمي بـ”سنوا� الرصاص� في المغرب، طوال فترة حكم الملك الحسن الثاني.
في تزممارت � الزنزانة رقم 10 الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية، يتحدث فيه أحمد المرزوقي عن جوانب مظلمة عاشها طوال السنوات التي قضاها بالمعتقل السري، شهادة مؤلمة وقاسية عن ثماني عشرة سنة قضاها معتقلا في سجن رهيب، لم يكن يعرف بوجوده أحد. وجعل كل ما أورده يزخر بأساليب لغوية وأدبية جميلة لن توقع القارئ في فخ الملل سيما أنه ليس كل القراء مهتمون بالسياسية وما جاورها.
وبصراحة لم أهتم لشهادته التاريخية بقدر ما شدتني المعاناة التي لقيها في المعتقل، المعاناة الرهيبة التي أتصور أنه لا يوجد أي كائن مهما بلغت قسوة قلبه أن يتقبلها! شيء فوق الوصف وتعجز عنه كل الكلمات وقد حاول الكاتب أن يوصلها مع اعتذاره عن التقصير في نقل ما عاشه في المعتقل ورغم ادعائه هذا التقصير. فسوف يدخل القارئ أيضا السجن ويُعيشه مشاعر الأسى والجور ويدخله عوالم من الوحشية التي لقياها والتي لم يكن يتصور وجودها .كيف صبر طوال 20 سنة بملابسه الصيفية التي جاء بها والتي التصقت بجلدهم يوم أرادو تبديلها أو بالأحرى انتزاعها فاستُعين بالمقص! ناهيك عن عدم الاغتسال والأكل الذي تعيفه الكلاب قبل البشر. والمعاملة المهينة، كيف صبروا هم المظلومون! كيف صبروا وقد أفنوا الشباب ظلما وعدونا..
هناك موقف أثار استغرابي حقا وإعجابي بشخصيته هو استمراره في السعي لإنصاف المعتقلين بالرغم من أن كل التعويضات ستظل صاغرة أمام سنوات الألم التي عانوها حتى بعد الحرية، المرزوقي لم يتكتم على تلك التجاوزات بل عرض نفسه ثانية للاعتقال والعودة للمعتقل وظل يناضل لأجل أرواح الرفاق الذين قضوا ولأجل إعلاء حقوق الإنسان في هذا البلد ولأجل ألا تتعرض الأجيال المقبلة لنفس المصير غير عابئ بالتهديدات فالحق حق ولو على حساب الروح عنده!
نهاية أنصح بقراءة هذا الكتاب الذي لا يُندم على اقتناءه وللاستزادة هناك سلسلة على اليوتيوب من برنامج شاهد على العصر يحكي فيها أحمد المرزوقي تلك الوقائع بتفصيل أكثر.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
تزممارت.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
September 29, 2017
– Shelved
September 29, 2017
–
Finished Reading
Started Reading
June 11, 2018
–
Finished Reading
July 4, 2024
–
Started Reading
August 13, 2024
–
Finished Reading