محمد غنيم's Reviews > مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
by
by

مشكلة الأفكار في العالم الإسلاميإن مقارنة المؤلف بين روبنسون كروز وحي بن يقظان مقارنة مجحفة فالظروف المحيطة بكليهما مختلفة ولذا كانت النتائج مختفة، فحي بن يقظان ولد نشأ وترعر في الجزيرة أي بدأ فكريا من الصفر فلم يكن لتشغل الأشياء باله لأن الأشياء لا تأتي بغير الأفكار فكان عليه أن يفكر أولا وحي لم يهمل الأشياء تماما بل اصطنع ما يحتاجه غير أن هذه الأشياء لم تكن شغله الشاغل فقد كان يحتاج لأن يفهم وأن يعرف قبل كل شيء ولم تكن لديه رهبة لأنه لم يكن يعرف مما ينبغي أن يرهب، بينما روبنسون كروز حط على الجزيرة يافعا فمن المفترض أن يكون قد انتهى نسبيا من الأفكار الأساسية التي يبحث فيها حي بن يقظان سواء توصل فيها إلى حق أو باطل لكنها لم تعد تشغله ولا يمكن أن يشغل نفسه بإعادة التفكير فيها إذن لشعر بالملل، كما انه حط على الجزيرة يمتكله الخوف على مصيره وما قد يواجهه على هذه الجزيرة من وحش أو جوع أو عطش أو برد أو حر فسعى إلى صنع أشياء يتعامل من خلالها مع هذه المخاوف قبل كل شيء، فلا مجال للمقارنة بينهما أو ان نخلص من قصتيهما إلى أن الشرق ينزع إلى الأفكار بينما الغرب ينزع إلى الأشياء، بل الأصح أن روبنسن كروز هو امرحلة تالية لحي بن يقظان.
وأروع ما تجده في هذا الكتاب وخاصة فصوله الأولى هو توضيح المؤلف للعناصر الثلاثة المكونة للمجتمع والمنشئة للحضارة وهي الأشخاص والأفكار والأشياء، كما أنه أبدع في تصوير الإستعمار الفكري، خاصة فيما نقله عن عبد الله النديم فيما يتعلق بما قد نسميه اليوم "عقدة الخواجة" إذ أن الاستعمار نجح بلا شك في أن يشعر العربي المسلم بعجزه ونقصه ودونيته مقارنة بالأوروبي، أولا على مستوى القوة والعسكر، ثم لما آيس من استمرار هذا اتجه إلى مستوى الفكر والعقل حتى يظل العربي الميلم محتاجا إليه، فها نحن نرى بلادنا تحررت من الاستعمار غير أنا لا زالت مستعمرة فكريا فتجدها تستورد النظام السيوعي تارة والديمقراطي تارة والاشتراكي تارة والرأسمالي تارة وكأة الحضارة الإسلامية عدمت أصالة الفكرة أو عجزت عن تسيير أمورها بأفكارها الأصيلة، لقد نجح الغرب في الاستفادة من الحضارة الإسلامية بغير أن يشعروا بالعجز الفكري فاقتبسوا منها العلوم الدنيوية واحتفظوا بأصالتهم الفكرية في السياسة والمجتمع ونجحوا في إنشاء حضارتهم الخاصة لما لم يشعروا بالعجز الفكري، بينما ألقوا في روع المسلمين أنهم عاجزين فكريا حتى يظلوا عالة عليهم في الأفكار قبل الأدوات والأشياء، ومن كان عالة في أعز ما يمكل وهو الفكر كان عالة فيما دونه، بل كان عبدا لمن يأخذ عنه، كما أنه لا يمكن عقليا السعي إلى بناء الحضارة إسلامية أو تجديدها استنادا إلى أفكار سياسية أو اجتماعية غربية خاصة تلك التي تتعارض مع المفهوم الإسلامي، إنها تكون حين إذن حضارة غربية ولما لم نكن غربيين فإنها تكون حضارة مسخا أو بالأحرى هي ليست حضارة بل شبح حضارة يخدع بها أصحابها حتى ينشغلوا عن أصالتهم التي هي السبيل لإحياء حضارة خاصة ومتميزة وناجحة على كل الأصعدة.
وقد تناول المؤلف فكرة الثورة وكيف أن مصيرها هش وأنها لم تخضع لدراسة حقيقية تجعلنا نتنبأ بمصيرها أو نحدد بشكل واضح كيف ينبغي أن تسير، وكذا حديثه عن الثورة المضادة التي تسطو على الثورة الحقيقية عندما تبدأ ملامحا أو تفسح الثورة الحقيقية مجالا لثورة مضادة تزيحها من أمامها، تناول كل هذا وأكثر تناولا رائعا أنصح الجميع بمطالعته في الفصل الثالث عشر.
وكذا تناوله مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها على المجتمع وثقافته وتأثر المثقفين في العالم الإسلامي بها وإسهامهم في تغييب هذا المجتمع بقصد أو بدون قصد عن ثقافته الأصيلة عن طريق بث الثقافة الغربية فيه، ونقاشه لمعنى الأفكار الميتة والمميتة وانتقام الأفكار المخذولة مما هو جدير بالمطالعة والتمحيص لأبعد حد.
لا زلت أزداد غراما بهذا المفكر القدير "مالك بن نبي" وبقدرته العظيمة على تحليل المواقف والأفكرا وربط بعضها ببعض وبسعة اطلاعه واتساع مداركه.. وأميتي الأكيدة أن أنال شرف وفضل قراءة كل حرف كتبه هذا المفكر الإسلامي العظيم.
وأروع ما تجده في هذا الكتاب وخاصة فصوله الأولى هو توضيح المؤلف للعناصر الثلاثة المكونة للمجتمع والمنشئة للحضارة وهي الأشخاص والأفكار والأشياء، كما أنه أبدع في تصوير الإستعمار الفكري، خاصة فيما نقله عن عبد الله النديم فيما يتعلق بما قد نسميه اليوم "عقدة الخواجة" إذ أن الاستعمار نجح بلا شك في أن يشعر العربي المسلم بعجزه ونقصه ودونيته مقارنة بالأوروبي، أولا على مستوى القوة والعسكر، ثم لما آيس من استمرار هذا اتجه إلى مستوى الفكر والعقل حتى يظل العربي الميلم محتاجا إليه، فها نحن نرى بلادنا تحررت من الاستعمار غير أنا لا زالت مستعمرة فكريا فتجدها تستورد النظام السيوعي تارة والديمقراطي تارة والاشتراكي تارة والرأسمالي تارة وكأة الحضارة الإسلامية عدمت أصالة الفكرة أو عجزت عن تسيير أمورها بأفكارها الأصيلة، لقد نجح الغرب في الاستفادة من الحضارة الإسلامية بغير أن يشعروا بالعجز الفكري فاقتبسوا منها العلوم الدنيوية واحتفظوا بأصالتهم الفكرية في السياسة والمجتمع ونجحوا في إنشاء حضارتهم الخاصة لما لم يشعروا بالعجز الفكري، بينما ألقوا في روع المسلمين أنهم عاجزين فكريا حتى يظلوا عالة عليهم في الأفكار قبل الأدوات والأشياء، ومن كان عالة في أعز ما يمكل وهو الفكر كان عالة فيما دونه، بل كان عبدا لمن يأخذ عنه، كما أنه لا يمكن عقليا السعي إلى بناء الحضارة إسلامية أو تجديدها استنادا إلى أفكار سياسية أو اجتماعية غربية خاصة تلك التي تتعارض مع المفهوم الإسلامي، إنها تكون حين إذن حضارة غربية ولما لم نكن غربيين فإنها تكون حضارة مسخا أو بالأحرى هي ليست حضارة بل شبح حضارة يخدع بها أصحابها حتى ينشغلوا عن أصالتهم التي هي السبيل لإحياء حضارة خاصة ومتميزة وناجحة على كل الأصعدة.
وقد تناول المؤلف فكرة الثورة وكيف أن مصيرها هش وأنها لم تخضع لدراسة حقيقية تجعلنا نتنبأ بمصيرها أو نحدد بشكل واضح كيف ينبغي أن تسير، وكذا حديثه عن الثورة المضادة التي تسطو على الثورة الحقيقية عندما تبدأ ملامحا أو تفسح الثورة الحقيقية مجالا لثورة مضادة تزيحها من أمامها، تناول كل هذا وأكثر تناولا رائعا أنصح الجميع بمطالعته في الفصل الثالث عشر.
وكذا تناوله مشكلة ازدواجية اللغة وتأثيرها على المجتمع وثقافته وتأثر المثقفين في العالم الإسلامي بها وإسهامهم في تغييب هذا المجتمع بقصد أو بدون قصد عن ثقافته الأصيلة عن طريق بث الثقافة الغربية فيه، ونقاشه لمعنى الأفكار الميتة والمميتة وانتقام الأفكار المخذولة مما هو جدير بالمطالعة والتمحيص لأبعد حد.
لا زلت أزداد غراما بهذا المفكر القدير "مالك بن نبي" وبقدرته العظيمة على تحليل المواقف والأفكرا وربط بعضها ببعض وبسعة اطلاعه واتساع مداركه.. وأميتي الأكيدة أن أنال شرف وفضل قراءة كل حرف كتبه هذا المفكر الإسلامي العظيم.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي.
Sign In »
Reading Progress
September 30, 2011
– Shelved
January 14, 2012
–
Started Reading
January 15, 2012
–
Finished Reading