ŷ������

كتاب (دليل المسلم الحزين). حسين أحمد أمين. الناشر: دار العين. الطبعة الثانية عشر ٢٠١٧م.
حسين أحمد أمين (١٩٣٢-٢٠١٤م)، هو كاتب ومفكر دبلوماسي مصري، وهو ابن الكاتب الكبير (أحمد أمين)، وأخو المفكر الاقتصادي الكبير (د. جلال أمين).
(حسين أمين) قارىء نهم جداً، وقضى معظم عمره قارئاً للكتب والمجلدات في الثقافتين الغربية والعربية على السواء. وكتابه هذا الذي أصدره عام ١٩٨٣م، هو أشهر كتبه، وحصل على جائزة أحسن كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام ١٩٨٣م.
كتاب جريء جداً، يناقش بعض القضايا الدينية المتعلقة بواقعنا بكل جراءة، ومن يقرأ الكتاب يُدرك مدى عمق ثقافة المؤلف في الثقافتين الإسلامية والغربية، وقد قال عن هذا الكتاب أخوه د. جلال أمين في إحدى مقالاته: "في عام ١٩٨٣م نشر الكاتب الفذ حسين أحمد أمين (الذى هو أيضا أخى) كتابا مهما بهذا العنوان: «دليل المسلم الحزين» ذاع صيته، واعتدت طباعته عدة مرات، فى مصر وبلاد عربية أخرى، واستقبل استقبالا حافلا، كما نشرت له ترجمة باللغة الفرنسية. كانت فكرة الكتاب الأساسية قوية ومقنعة، ويمكن تلخيصها فى أن المسلم فى عصرنا هذا حزين؛ لانه لا يستطيع التوفيق بين ما يؤمن به ويفرضه عليه دينه، وبين ما تفرضه عليه الحياة المعاصرة من ضرورات الحياة اليومية، وما تحثه يوميا على اتباعه من أنماط السلوك. إنه يرى نفسه إذا اتبع ما يفرضه عليه دينه مضطرا للتنكر لما أصبح مألوفا وسائدا بين الناس، وإذا ساير المألوف والسائد بين الناس وجد نفسه مضطرا للانحراف عن مبادئ دينه وتعاليمه. المؤلف يرى الحل فى التمييز بين مبادئ الدين الخالدة على مر العصور، وباختلاف الأماكن والثقافات، وبين التفسيرات التى تواجه ظروفا تاريخية واجتماعية معينة (أو ما يسمى أحيانا بالاجتهاد). الأولى إلهية وثابتة لا تتغير، والثانية بشرية تتغير بتغير الزمان والمكان. أما «الحزن» الذى يصيب المسلم المعاصر فهو (فى رأى مؤلف الكتاب) ليس إلا نتيجة العجز عن هذا التمييز. إذ إن هذا التمييز بين الخالد والعارض يسمح للمسلم بأن يوفق بين متطلبات دينه ومتطلبات حياته اليومية، أي بين متطلبات الدين والدنيا".
كتاب فكري رائع، أضاف لديّ الكثير، وقد كنت أبحث عن هذا الكتاب منذ سنوات طويلة، إلا أنه كان نافذاً، وفي هذا العام (٢٠١٧م)، أعادت الدار طباعته. كتاب يستحق القراءة، لغزارة المعلومات ولطرحها لكثير من الأفكار الغير تقليدية.
نعيم الفارسي
17.11.2017