ŷ������

بدأ مطهري البحث بتعريف الإنسان الكامل وصفاته من المنظور الإسلامي حيث ينظر للإنسان المتمسك بجميع القيم والحريص على تنميتها بشكل متجانس بدل من التركيز على خصلة بعينها هو الهدف والغاية والكمال وكان المثال المذكور على ذلك هو أمير المؤمنين علي عليه السلام.
بعد التعريف المفصل، قام بمقارنة هذا الإنسان النموذجي بوجهات النظر الأخرى كالفلاسفة، والصوفية، ومدرسة القوة، ومدرسة المحبة حيث وضح إن نظرتهم، وإن تشابهت مع الإسلام، إلا إنها تعاني من تحيز ونقصان شديدين.
وقد أسهب مطهري في شرح وجهة نظر الصوفيين لما لها من تأثير على الوجدان والشعور وميل الكثير نحوها ولذلك وجب إدراك جوانب نقصها.
برأيي، فعلا، الإنسان الكامل هو العادل المتجانس الشامل لكل القيم الممكنة بقدر استطاعته لا المنحاز لقيمة واحدة مهما كانت سامية، فالاعتدال كان دائما الطريق الأكثر وعورة إن قورن بالتحيز.
أظن إن المدارس الأخرى فشلت في صنع صورة صحيحة كاملة للإنسان المثالي لأنها تنظر له من منظور محدود بتجاربها وقواعدها الغير شاملة في حين إن الإسلام، قاعدة الحياة ودين الفطرة الصالح لكل زمان ومكان، كانت له نظرة شاملة واسعة الأفق ولذلك نراه جامع لكل وجهات النظر، مشيرا إلى الصحيح منها دون تفريط أو إفراط أو ميل نجده عند غيره.