نورهان | El-Badawy's Reviews > إدوارد والرب
إدوارد والرب
by
by

ترا أني قد عدت مرة أخرى إلى فكرة "God is dead" التي آمن بها نيتشه بل ودعا إلى أن الإله ما هو إلا من وحي خيال البشر.
*حسبي الله في الفلسفة*
ميلان كونديرا *الغامض الفاضح*
هل قرأت من قبل رواية شعرت إنها تمس أوصالك وعندما انتهيت قلت ماذا قرأت أنا ؟
- إذا كنت لم تفعل من قبل، فها أنا أرشح لك كونديرا بجدارة. لم تكن "إدوارد والرب" هي أولى تجاربي معه، بل كانت "الهوية" التي لازالت تؤرقني حتى الآن وتثير حنقي عندما تذكر فأقول *أنا لم أفهم شيئًا لكني شعرت بما يريد قوله*
[ على الهامش: عليَّ الإمتنان دائمًا وأبدًا إلى إليف شافاق في روايتها *لقيطة اسطنبول* على تقديمها لاسم كونديرا، ويعرف هذا الأسلوب باسم inter-contextuality]
- الأسلوب:
تعمد كونديرا التدخل في السرد وإيضاح وجهة نظرالكاتب وحتى التصريح والتوضيح لبعض الأمور التي قد تغيب عن القارئ، ومن جهة أخرى لم يعتنق كونديرا راويًا متغيرًا في السرد بل اعتمد على أنه راوي عليم (هو الكاتب) (على عكس معظم كُتاب القرن العشرين) وأشكره كثيرًا على ذلك *مش ناقصة لخبطة *
في بعض الأوقات كان التوضيح هامًا ومفيدًا كثيرًا، فعندما تدخل الكاتب لإيضاح لما كان ارتياد الكنيسة آنذاك أمرًا لا يخلو من المخاطر، كانت تدخلًا محببًا إلى نفسي، ولكن في مواضع أخرى كنت أفضل أن يترك لي الكاتب الحرية لاستنتاج ما سرده لاحقًا تعقيبًا على الموقف، خاصة عندما أفصح الكاتب أن "ادوارد" لم يصبح مؤمنًا حتى مع ارتياده الكنيسة دون "أليس".
Good is dead:
هل فعلًا تعمد كونديرا إلغاء فكرة الإلة في روايته؟ في ظني ببساطة أنه لم يتعمد ذلك، بل أثار شائكة تملكت أدباء القرن العشرين وهي دور الكنيسة في حياتهم. وعرض كونديرا الصراع ما بعد الثورة وبدء ظهور الأنظمة السياسية تزامنًا مع تراجع دور الكنيسة في الحكم والسيطرة على الشعب. ببساطة كانت المسيحية في القرن العشرين ما هي إلا مجرد عقيدة قد أثبتت فشلها وإخفاقها في حل مشكلات البشر الإجتماعية، فتم العدول عنها والإتجاه إلى البديل، ومن ثم ظهرت فلسفات عدة تغطي دور الدين في حياة البشر آنذاك. ومع طليعة القرن العشرين، كان ظهور الأفكار المنافية لوجود إله حكيم قادر على إغمار البشر بالسعادة، مثلما عرض ذلك Thomas Hardy في قصيدته Hap. وبإيجاز، أكثر ما أعجبني هو أن كونديرا لم يعطي ناتجًا نهائيًا لهذا الصراع بين الكنيسة والإلحاد (مضطرة استخدم المصطلح لأنه ليس بديل عنه للتعبير عن الإيمان بالعلم كما استخدمه المترجم أيضًا) بل عرض القضية وأثرى الموقف بكل ما شعر به "ادوارد" أثناء صراعه.
الشخصيات:
- كان في شخصية "أخو ادوارد" خير مثال على أن *التعليم مش جايب همه* بالإضافة إلى القمع الممارس ضد كل من تسول له نفسه بالنطق عكس ما تقول الحقيقة المفروضة وقتها.
- إصرار المترجم على ذكر وصف "الزغب الذي يعلو شفتيها" أو "الزغب أسفل أنفها" قد أثار استفزاي على قدر ما نجح في إثبات أن المديرة دميمة وليست المرأة التي تلقي بالًا لجمالها والإهتمام به، المرأة الثورية. (لا أعتقد أن هناك علاقة .. على الأقل هذا ما يظهر في الأفلام). لكن لا بأس.
- نجح المترجم في إيصال شعور الاشمئزاز الذي أحاط بقلب "ادوارد" بعد علاقته مع "أليس" ومن وجهة نظري أن هذا السبب الذي عهده إليها للإنفصال عنها لم يكن مقنعًا أو حقيقيًا بقدر ما كان السبب الحقيقي هو الإحباط الذي شعر به أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا العناء الذي ذاقه طوال أسابيع.
- كان مشهد "ادوارد" والمديرة من أروع ما ذكر في الرواية .. تسارع الأحداث والإضطراب والتفكير والغريزة والجمال والقبح .. كان كل هذا متجمعًا في مشهد واحد.
أليس والوصية السابعة:
بما أن الوصية السابعة لموسى: لا تزنِ. لم تكن بديهية تمامًا لـ "أليس" فقد راحت تعرفها بمعناها الحرفي للغاية واعتبرت أن كل ما يؤدي إليها ليس محرمًا. ولذلك كانت تسمح بمقدماتها لكن لا تسمح بالفعل. إيمان أليس ليس واضحًا بهذه الوصية، هو إيمان مجبر لتلتزم بالجانب المقابل للثوار وتحافظ على عقيدتها التي لا تؤمن بها حق الإيمان.أين يبدأ الزنا؟ يختلف إجابته من شخص لآخر، لا يتوقف على تعريف عقيدة معينة لحدوده وإنما يختلف بين الأفراء في الدين الواحد.
***
ترجمة النسحة التي بحوزتي من المركز الثقافي العربي، ترجمة : محمد التهامي العماري، وكانت تجربة موفقة إلى حدٍ كبير.
كانت تجربة ممتعة وثرية يا كونديرا والله :D شكرًا لتقليب مواجع مادة الحضارة مرة أخرى -_-
*حسبي الله في الفلسفة*
ميلان كونديرا *الغامض الفاضح*
هل قرأت من قبل رواية شعرت إنها تمس أوصالك وعندما انتهيت قلت ماذا قرأت أنا ؟
- إذا كنت لم تفعل من قبل، فها أنا أرشح لك كونديرا بجدارة. لم تكن "إدوارد والرب" هي أولى تجاربي معه، بل كانت "الهوية" التي لازالت تؤرقني حتى الآن وتثير حنقي عندما تذكر فأقول *أنا لم أفهم شيئًا لكني شعرت بما يريد قوله*
[ على الهامش: عليَّ الإمتنان دائمًا وأبدًا إلى إليف شافاق في روايتها *لقيطة اسطنبول* على تقديمها لاسم كونديرا، ويعرف هذا الأسلوب باسم inter-contextuality]
- الأسلوب:
تعمد كونديرا التدخل في السرد وإيضاح وجهة نظرالكاتب وحتى التصريح والتوضيح لبعض الأمور التي قد تغيب عن القارئ، ومن جهة أخرى لم يعتنق كونديرا راويًا متغيرًا في السرد بل اعتمد على أنه راوي عليم (هو الكاتب) (على عكس معظم كُتاب القرن العشرين) وأشكره كثيرًا على ذلك *مش ناقصة لخبطة *
في بعض الأوقات كان التوضيح هامًا ومفيدًا كثيرًا، فعندما تدخل الكاتب لإيضاح لما كان ارتياد الكنيسة آنذاك أمرًا لا يخلو من المخاطر، كانت تدخلًا محببًا إلى نفسي، ولكن في مواضع أخرى كنت أفضل أن يترك لي الكاتب الحرية لاستنتاج ما سرده لاحقًا تعقيبًا على الموقف، خاصة عندما أفصح الكاتب أن "ادوارد" لم يصبح مؤمنًا حتى مع ارتياده الكنيسة دون "أليس".
Good is dead:
هل فعلًا تعمد كونديرا إلغاء فكرة الإلة في روايته؟ في ظني ببساطة أنه لم يتعمد ذلك، بل أثار شائكة تملكت أدباء القرن العشرين وهي دور الكنيسة في حياتهم. وعرض كونديرا الصراع ما بعد الثورة وبدء ظهور الأنظمة السياسية تزامنًا مع تراجع دور الكنيسة في الحكم والسيطرة على الشعب. ببساطة كانت المسيحية في القرن العشرين ما هي إلا مجرد عقيدة قد أثبتت فشلها وإخفاقها في حل مشكلات البشر الإجتماعية، فتم العدول عنها والإتجاه إلى البديل، ومن ثم ظهرت فلسفات عدة تغطي دور الدين في حياة البشر آنذاك. ومع طليعة القرن العشرين، كان ظهور الأفكار المنافية لوجود إله حكيم قادر على إغمار البشر بالسعادة، مثلما عرض ذلك Thomas Hardy في قصيدته Hap. وبإيجاز، أكثر ما أعجبني هو أن كونديرا لم يعطي ناتجًا نهائيًا لهذا الصراع بين الكنيسة والإلحاد (مضطرة استخدم المصطلح لأنه ليس بديل عنه للتعبير عن الإيمان بالعلم كما استخدمه المترجم أيضًا) بل عرض القضية وأثرى الموقف بكل ما شعر به "ادوارد" أثناء صراعه.
الشخصيات:
- كان في شخصية "أخو ادوارد" خير مثال على أن *التعليم مش جايب همه* بالإضافة إلى القمع الممارس ضد كل من تسول له نفسه بالنطق عكس ما تقول الحقيقة المفروضة وقتها.
- إصرار المترجم على ذكر وصف "الزغب الذي يعلو شفتيها" أو "الزغب أسفل أنفها" قد أثار استفزاي على قدر ما نجح في إثبات أن المديرة دميمة وليست المرأة التي تلقي بالًا لجمالها والإهتمام به، المرأة الثورية. (لا أعتقد أن هناك علاقة .. على الأقل هذا ما يظهر في الأفلام). لكن لا بأس.
- نجح المترجم في إيصال شعور الاشمئزاز الذي أحاط بقلب "ادوارد" بعد علاقته مع "أليس" ومن وجهة نظري أن هذا السبب الذي عهده إليها للإنفصال عنها لم يكن مقنعًا أو حقيقيًا بقدر ما كان السبب الحقيقي هو الإحباط الذي شعر به أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا العناء الذي ذاقه طوال أسابيع.
- كان مشهد "ادوارد" والمديرة من أروع ما ذكر في الرواية .. تسارع الأحداث والإضطراب والتفكير والغريزة والجمال والقبح .. كان كل هذا متجمعًا في مشهد واحد.
أليس والوصية السابعة:
بما أن الوصية السابعة لموسى: لا تزنِ. لم تكن بديهية تمامًا لـ "أليس" فقد راحت تعرفها بمعناها الحرفي للغاية واعتبرت أن كل ما يؤدي إليها ليس محرمًا. ولذلك كانت تسمح بمقدماتها لكن لا تسمح بالفعل. إيمان أليس ليس واضحًا بهذه الوصية، هو إيمان مجبر لتلتزم بالجانب المقابل للثوار وتحافظ على عقيدتها التي لا تؤمن بها حق الإيمان.أين يبدأ الزنا؟ يختلف إجابته من شخص لآخر، لا يتوقف على تعريف عقيدة معينة لحدوده وإنما يختلف بين الأفراء في الدين الواحد.
***
ترجمة النسحة التي بحوزتي من المركز الثقافي العربي، ترجمة : محمد التهامي العماري، وكانت تجربة موفقة إلى حدٍ كبير.
كانت تجربة ممتعة وثرية يا كونديرا والله :D شكرًا لتقليب مواجع مادة الحضارة مرة أخرى -_-
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
إدوارد والرب.
Sign In »
Reading Progress
January 12, 2018
–
Started Reading
January 12, 2018
– Shelved
January 13, 2018
– Shelved as:
e-books
January 13, 2018
– Shelved as:
translated-books
January 13, 2018
–
Finished Reading