محمد الملاح's Reviews > الشرق الأوسط الحديث - المجلد الأول
الشرق الأوسط الحديث - المجلد الأول
by
by

من الصعب بمكان أن يُجمل المرء في بضعة أسطر ما قد خُطّ في خمسمائة ورقة، إلا أن يُدَوّنَ رؤوس الأفكار التي قد تساعد في استجلاء المواضيع بدون تكثير لا شك أنه سيكون مُقْصِرًا وبدون تقليل قد لا يكون مُفهمِا.
الكتاب بداية من عنوانه يتحدث عن منطقة الشرق الأوسط بداية من التاريخ المرقوم، في أول أجزائه يبتدأ بـ:
¶ موقف العلماء العثمانيين من التغريب في عهد سليم الثالث و موقفهم من دعم التغريب الذي عارضوه بقوة والذي كانت له آثار سلبية في بعض المواقف ومنها عدم تفهمهم لما هو مُغرب في جسم الدين وما هو مغرّب ونافع في جسد المسلمين وموقفهم الأشهر من الطاعون، ثم إظهار إلى أي مدى كان تماسك هذه الطغمة من التعلق بالدين أم بالسلطان فيما يذهب إلى من دعاوى المصلحة العليا! حيث كانوا في نهاية المطاف جزءًا لا يتجزأ من الحكومة وبهذا تم ردم هذه الهوة بين ما هو سياسي وما هو ديني.
¶ ثم ينتقل إلى موقف السلطنة من المساواة الإسلامية/المسيحية ومظاهر ذلك وهو بحث مسهب جيد.
¶ ثم ينتقل إلى "الإصلاح� العثماني وسياسة الوجهاء التي لعبت دورًا هامًا في تشكّل خارطة ما انضوى تحت اللواء العثماني، إن بجهل أو بمعرفة، فقد تم استغلال هؤلاء الوجهاء كلٌّ في موضعه؛ ما بين عالم، أو ملاك الأراضي، أو شيوخ القبائل، أو أعيان القرى ممن لهم نسبٌ معرق، وأثر استغلال كل وجيه من هؤلاء سواء من حكام المناطق الذين كان لهم نفوذ توسعيّ أمثال محمد علي، أو غيره، أو حتى من السلاطين أنفسهم، أو استغلال الوجهاء لمن هم دونهم في المركزية.
¶ ثم ينتقل إلى أثر الحملة الفرنسية على مصر من عدة جوانب وأبرزها: � الاقتصاد والتوسع التجاري والمالي والتحديث في كل مناحي الحياة تقريبا وأثر ذلك على المجتمع.
� التبدلات في وضع الفئات المجتمعية، ومن أبرزها
الأجانب الذين ازداد عددهم تبعا للحملة وقد شغلوا مناحي عدة من الدولة، ومُلاك الأراضي الذين ازداد عددهم تبعا للتقسيم الجديد الذين سنّه عباس.
� والبيروقراطيون والطبقة الحاكمة وما شهدته من تغيرات بين فترتي الحقبة العثمانية وشكلها الجديد ممثلا في محمد علي وخلفائه من ولده.
•� ومن أثر الحملة الذي نوقش الإفلاس والاحتلال الفعلي، وفي ذلك يقول أوين "إن ضياع الاستقلال الاقتصادي لا يسبق ضياع الاستقلال السياسي وحسب، بل يمهد له السبل أيضا!"
¶ ثم تنحو آن لامبتون بورقة بديعة! عن التغير الاجتماعي في إيران في القرن التاسع عشر وهي من أهم الورقات التي تم طرحها في الكتاب!
وبذلك ينتهي الجزء الأول المعنون بـ "طلائع الإصلاح وتبدل العلاقات مع أوروبا وهي مقالات تخدم هذه الفكرة فقط، ويبدأ الجزء الثاني ليناقش" التحولات في المجتمع والاقتصاد" في نفس المحاور الثلاث تركيا وإيران ومصر، وهذا الجزء هو أمتع وأهم! من الجزء الأول بكثير عدا مقال أو اثنين مما قد يعتري القاريء ضجر غير مبرر لإحصائيات اقتصادية وسكانية قد يراها القاريء غير مبررة!
في هذا الجزء يتحدى كينيث كونو عن أصول المِلْكية الفلاحية في مصر وهو في نظري إلى جانب ورقتين سأشير لهما أهم ما كتب في هذا الجزء إن لم يكن في الكتاب، ففيه رصد واضح لعملية الانتزاع البطيئة حينا والخاطفة السريعة جدا أحيانا للحيازات من الفلاحين تبع ذلك تملك وتحكم الدولة في كل شيء تقريبًا، فإن خسر الفلاح أرضه فما المتبقي له؟ وكان أثر هذا واضحا إذ تم دفاع الفلاحين المستميت أحيانا عن حيازاتهم وإن دفعهم ذلك لاستخدام السلاح!، وهذا الجزء من تاريخ مصر يعكس توحش الدولة وبداية تألهها الحقيقي وما غرقت فيه الأمة المصرية كلها بعد ذلك!
¶ ثم يلي هذه الورقة؛ الورقة الثانية في الأهمية في
هذا الكتاب، حيث تتعرض جوديث تاكر لتبعات تدهور اقتصاد الأسرة المصرية في منتصف القرن التاسع عشر وتبعات ذلك على الوضع المجتمعي ككل من حيث الأم المنتجة والأب الكادح والأبناء الذين دُقّوا دقا بين قوات محمد علي وخلفائه، حيث الأب والبالغ من أبنائه يساقون إما للعمل الإلزامي أو للسخرة، وتبعا للإعالة تعمل الأم وتكدح من غير نول شيء، فما بين أجر يكاد لا يذكر للزوج "العائل" وضرائب باهظة على الفلاحين تم تفسيخ المجتمع المصري تفسيخا تاما من قاعدته التي هي القاعدة الأهم في حينها من الفلاحين.
وتتعرض تاكر إلى وضع النساء داخل المجتمع والظلم الذي تعرضن له، و وضع المحاكم الشرعية التي كان لا زال العمل بها جاريا وإن كانت أحكامها نافذة في بعض الأحيان وأحايين كثيرة لا تنفذ!
¶ ثم ننتقل إلى الثورة الدستورية الإيرانية عامي 1905-1909 وأثر الجماهير والطبقات الاجتماعية فيها، سواء أكانت نخب دينية أو ليبرالية أو ملكية، وبيان أثر كل واحدة منها في هذه الثورة.
¶ ثم يختتم الكتاب بما يلمسه ويعانيه كل من وطأت قدمه القاهرة! هذه المدينة العظيمة قدمًا البائسة حداثةً بما تم زجها فيه! حيث يتعرض لتاريخ المدينة وتاريخ تخطيطها وكلمة تخطيط هنا بمعنى إنشاء لا بالمعنى الهندسي للتخطيط إذ يعرف كل من له أدنى معرفة بالعلم أن هذه المدينة الغظيمة هي أسوأ ما تم التخطيط له مطلقا من قبل أي مهندس! فهي كما ورد "أشبه بإصيص مشروخ، نصفاه لن يلتحما ثانية أبدا !"
وقم اختُتم هذا الجزء بهذه الجملة التي لا تعليق عليها: "فإن التوسع المحتوم للقاهرة مثله في ذاك مثل الجلاميد التي يُخلّفُها النهر الجليدي، يمضي قدمًا ويترك شظايا متفرقة؛ منها الباهر ومنها الكابي التعيس لماضيه السحيق والقريب!"
في النهاية كتبت هذه الأبحاث في أوقات متفرقة، وإن أمة يعرف عنها أعداؤها -وهو ليس بلفظ مريب إطلاقًا، إذ أن كل معرفة هي بالضرورة قوة، والقوة إنما تستخدم لدحض الخصم بأي شكل!- كل ذلك، لهي أمة محتلة وإن لم تُحتل!
أذهلني ما أراه من جلد بحثي.
أود أن أشكر المترجم شكر خاص على نقله لهذا السفر العظيم، ودائما شكر للعزيزة مدارات.
الكتاب بداية من عنوانه يتحدث عن منطقة الشرق الأوسط بداية من التاريخ المرقوم، في أول أجزائه يبتدأ بـ:
¶ موقف العلماء العثمانيين من التغريب في عهد سليم الثالث و موقفهم من دعم التغريب الذي عارضوه بقوة والذي كانت له آثار سلبية في بعض المواقف ومنها عدم تفهمهم لما هو مُغرب في جسم الدين وما هو مغرّب ونافع في جسد المسلمين وموقفهم الأشهر من الطاعون، ثم إظهار إلى أي مدى كان تماسك هذه الطغمة من التعلق بالدين أم بالسلطان فيما يذهب إلى من دعاوى المصلحة العليا! حيث كانوا في نهاية المطاف جزءًا لا يتجزأ من الحكومة وبهذا تم ردم هذه الهوة بين ما هو سياسي وما هو ديني.
¶ ثم ينتقل إلى موقف السلطنة من المساواة الإسلامية/المسيحية ومظاهر ذلك وهو بحث مسهب جيد.
¶ ثم ينتقل إلى "الإصلاح� العثماني وسياسة الوجهاء التي لعبت دورًا هامًا في تشكّل خارطة ما انضوى تحت اللواء العثماني، إن بجهل أو بمعرفة، فقد تم استغلال هؤلاء الوجهاء كلٌّ في موضعه؛ ما بين عالم، أو ملاك الأراضي، أو شيوخ القبائل، أو أعيان القرى ممن لهم نسبٌ معرق، وأثر استغلال كل وجيه من هؤلاء سواء من حكام المناطق الذين كان لهم نفوذ توسعيّ أمثال محمد علي، أو غيره، أو حتى من السلاطين أنفسهم، أو استغلال الوجهاء لمن هم دونهم في المركزية.
¶ ثم ينتقل إلى أثر الحملة الفرنسية على مصر من عدة جوانب وأبرزها: � الاقتصاد والتوسع التجاري والمالي والتحديث في كل مناحي الحياة تقريبا وأثر ذلك على المجتمع.
� التبدلات في وضع الفئات المجتمعية، ومن أبرزها
الأجانب الذين ازداد عددهم تبعا للحملة وقد شغلوا مناحي عدة من الدولة، ومُلاك الأراضي الذين ازداد عددهم تبعا للتقسيم الجديد الذين سنّه عباس.
� والبيروقراطيون والطبقة الحاكمة وما شهدته من تغيرات بين فترتي الحقبة العثمانية وشكلها الجديد ممثلا في محمد علي وخلفائه من ولده.
•� ومن أثر الحملة الذي نوقش الإفلاس والاحتلال الفعلي، وفي ذلك يقول أوين "إن ضياع الاستقلال الاقتصادي لا يسبق ضياع الاستقلال السياسي وحسب، بل يمهد له السبل أيضا!"
¶ ثم تنحو آن لامبتون بورقة بديعة! عن التغير الاجتماعي في إيران في القرن التاسع عشر وهي من أهم الورقات التي تم طرحها في الكتاب!
وبذلك ينتهي الجزء الأول المعنون بـ "طلائع الإصلاح وتبدل العلاقات مع أوروبا وهي مقالات تخدم هذه الفكرة فقط، ويبدأ الجزء الثاني ليناقش" التحولات في المجتمع والاقتصاد" في نفس المحاور الثلاث تركيا وإيران ومصر، وهذا الجزء هو أمتع وأهم! من الجزء الأول بكثير عدا مقال أو اثنين مما قد يعتري القاريء ضجر غير مبرر لإحصائيات اقتصادية وسكانية قد يراها القاريء غير مبررة!
في هذا الجزء يتحدى كينيث كونو عن أصول المِلْكية الفلاحية في مصر وهو في نظري إلى جانب ورقتين سأشير لهما أهم ما كتب في هذا الجزء إن لم يكن في الكتاب، ففيه رصد واضح لعملية الانتزاع البطيئة حينا والخاطفة السريعة جدا أحيانا للحيازات من الفلاحين تبع ذلك تملك وتحكم الدولة في كل شيء تقريبًا، فإن خسر الفلاح أرضه فما المتبقي له؟ وكان أثر هذا واضحا إذ تم دفاع الفلاحين المستميت أحيانا عن حيازاتهم وإن دفعهم ذلك لاستخدام السلاح!، وهذا الجزء من تاريخ مصر يعكس توحش الدولة وبداية تألهها الحقيقي وما غرقت فيه الأمة المصرية كلها بعد ذلك!
¶ ثم يلي هذه الورقة؛ الورقة الثانية في الأهمية في
هذا الكتاب، حيث تتعرض جوديث تاكر لتبعات تدهور اقتصاد الأسرة المصرية في منتصف القرن التاسع عشر وتبعات ذلك على الوضع المجتمعي ككل من حيث الأم المنتجة والأب الكادح والأبناء الذين دُقّوا دقا بين قوات محمد علي وخلفائه، حيث الأب والبالغ من أبنائه يساقون إما للعمل الإلزامي أو للسخرة، وتبعا للإعالة تعمل الأم وتكدح من غير نول شيء، فما بين أجر يكاد لا يذكر للزوج "العائل" وضرائب باهظة على الفلاحين تم تفسيخ المجتمع المصري تفسيخا تاما من قاعدته التي هي القاعدة الأهم في حينها من الفلاحين.
وتتعرض تاكر إلى وضع النساء داخل المجتمع والظلم الذي تعرضن له، و وضع المحاكم الشرعية التي كان لا زال العمل بها جاريا وإن كانت أحكامها نافذة في بعض الأحيان وأحايين كثيرة لا تنفذ!
¶ ثم ننتقل إلى الثورة الدستورية الإيرانية عامي 1905-1909 وأثر الجماهير والطبقات الاجتماعية فيها، سواء أكانت نخب دينية أو ليبرالية أو ملكية، وبيان أثر كل واحدة منها في هذه الثورة.
¶ ثم يختتم الكتاب بما يلمسه ويعانيه كل من وطأت قدمه القاهرة! هذه المدينة العظيمة قدمًا البائسة حداثةً بما تم زجها فيه! حيث يتعرض لتاريخ المدينة وتاريخ تخطيطها وكلمة تخطيط هنا بمعنى إنشاء لا بالمعنى الهندسي للتخطيط إذ يعرف كل من له أدنى معرفة بالعلم أن هذه المدينة الغظيمة هي أسوأ ما تم التخطيط له مطلقا من قبل أي مهندس! فهي كما ورد "أشبه بإصيص مشروخ، نصفاه لن يلتحما ثانية أبدا !"
وقم اختُتم هذا الجزء بهذه الجملة التي لا تعليق عليها: "فإن التوسع المحتوم للقاهرة مثله في ذاك مثل الجلاميد التي يُخلّفُها النهر الجليدي، يمضي قدمًا ويترك شظايا متفرقة؛ منها الباهر ومنها الكابي التعيس لماضيه السحيق والقريب!"
في النهاية كتبت هذه الأبحاث في أوقات متفرقة، وإن أمة يعرف عنها أعداؤها -وهو ليس بلفظ مريب إطلاقًا، إذ أن كل معرفة هي بالضرورة قوة، والقوة إنما تستخدم لدحض الخصم بأي شكل!- كل ذلك، لهي أمة محتلة وإن لم تُحتل!
أذهلني ما أراه من جلد بحثي.
أود أن أشكر المترجم شكر خاص على نقله لهذا السفر العظيم، ودائما شكر للعزيزة مدارات.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الشرق الأوسط الحديث - المجلد الأول.
Sign In »
Reading Progress
January 14, 2018
– Shelved
January 14, 2018
–
48.48%
"الجزء الأول يحمل عنوان طلائع الإصلاح وتبدل العلاقات مع أوروبا، ويتناول عدة مقالات أعتبر أهمها مقال حوراني عن الإصلاح العثماني وسياسة الوجهاء التي لعبت دورا هاما في تشكيل سياسات تلك المنطقة إلى ما آلت إليه من تحديث، حيث يختلف دور الوجيه هنا من ما بين عالم دين أو تاجر كبير أو شخص منحدر من عائلة ذات سيادة وكل يخدم فيما يجيده، حيث الوجيه دائما وأبدا ما تم توظيفه بغيره لا بنفسه إما من القوى الاستعمارية أو من السلاطين"
page
240
January 15, 2018
–
Started Reading
January 15, 2018
– Shelved
(Other Paperback Edition)
January 15, 2018
– Shelved as:
to-read
(Other Paperback Edition)
January 17, 2018
–
67.68%
"بدأ دور الدولة في تحويل الريف المصري مع حلول النصف الأول من القرن التاسع عشر. وفقدت الأسرة الفلاحية سيطرتها على تنظيم إنتاجها واستهلاكها حين تدخلت الدولة بشكل مباشر في الحياة الفلاحية من خلال نظام قائم على الاحتكارات الزراعية وأعمال السخرة والإكراه على الخدمة العسكرية ومصادرة أراضي الفلاحين."
page
335
January 17, 2018
–
92.93%
"وإذا أخدنا مجمل الأمور بعين الاعتبار، فيمكننا تلخيص منجزات محمد علي في القاهرة ببضع كلمات: تسوية أكداس القمامة في شمال القاهرة وغربها، تجفيف بعض البِرَكْ، شبكة مصارف المياه في الأزبكية التي كانت ستتحول إلى حديقة، وتحسين بعض الطرقات وإلغاء المقاعد فيها."
page
460
January 18, 2018
–
Finished Reading