ŷ������

المبارزة، او ثنائية الأشياء، او التضاد او حتى "الديالكتيك" ... كلها اسماء تصح لهذه القطعة الأدبية الرائعة.

- مئة وخمسون صفحة، ضخّ تشيخوف فيها من التضاد والتناقضات الكثير الكثير، ليخرج الينا بقصة، قد تكون تتكرر، وقد تكون جانبية وعادية في الحياة، لكنها رسمت مشهداً مخيفاً لتفصايل الحياة السائدة آنذاك، والتي ربما لا يزال الكثير منها سائداً الى اليوم.

- بين المدينة الصاخبة والريف النائي بالمكان، بين المؤمن المزيف والمؤمن الحقيقي بالدين، بين المؤمن والملحد بالفلسفة، بين الفضيلة والرذيلة بالنساء، بين السادية والعطف، الجهل والعلم... ثنائيات كثيرة رمانا تشيخوف بينها في هذه الصفحات.

- البناء القصصي كان مميزاً، فالرواية لا تتصاعد الى ذروة وتبدأ بالانحدار، بل تخللها العديد من الصعود والهبوط وردف لأفكار جديدة وقصص جانبية جعلتها قوية ومتماسكة منذ بدايتها حتى نهايتها.

- لا يفوت تشيخوف نقد للمجتمع والمعتقدات:"الإيمان بلا عمل جسد ميت"و " الغني فقط هو الذي يميز من هو ربك ومن هو ربي، أما الفقير فلا فرق عنده"...

- قرأت نيتشه في العديد من مقاطع هذه الرواية، ورغم ان تشيخوف لا يجنح اليه، لكنه ابدى آراءه على لسان عالم الحيوان والطبيعة.. والبقاء للأفضل.

- خاتمة الرواية كانت رائعة "وهكذا الحياة.. يخطو الناس بحثاً عن الحقيقة خطوتين الى الأمام وخطوة الى الوراء. وتدفعهم الآلام والأخطاء وملل الحياة الى الوراء، ولكن الشوق الى الحقيقة والعزيمة الصلبة تدفعهم الى الامام قدما. ومن يدري؟ ربما يبلغون شاطئ الحقيقة الأصلية"