نبال قندس's Reviews > حمى الأحلام
حمى الأحلام
by
by

للوهلة الأولى الرواية مرعبة، غريبة وحابسة للأنفاس، لكنك لن تستطيع إفلاتها من بين يديك حتى الصفحة الأخيرة. وبعد الانتهاء منها لن تنتهي هي منك.
انهيت قراءة الرواية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ولم أتمكن من النوم بعدها، وأنا أفكر في هذا الكابوس المرعب، وكيف أنه حقيقي ويحدث كل يوم في عدة أماكن من هذا العالم.
"الملاحظات مهمة جداً"
آماندا، أم شابة، تحتضر في المستشفى، وإلى جانبها يجلس "دافيد" طفل امرأة أخرى، يحاورها ويحاول معرفة ما الذي أوصلها إلى هنا بينما تحدثه عن ما حدث لها هي وطفلتها "نينا". يحاول الوصول إلى إجابة تُهِمّه بينما تحاول آماندا عبر التذكر الوصول إلى إجابتها الخاصة. تراقب بقلق مسافة الإنقاذ بينها وبين طفلتها "نينا"
"تكمن النقطة الأساسية في تفصيل ما، لا بد لأحدنا أن يكون ملاحظاً"
هذا التفصيل الذي يجعل الواحد منا شخصاً آخر، أين هو؟ ما الذي يحدث بالضبط في هذا الحلم أو الكابوس؟
تمسك الرواية بمخاوفنا: الخوف من فقدان البيت، الخوف من الفقر، الخوف من الموت، ولذلك نحاول البحث عن طرق النجاة حتى لو كانت نتيجتها أن نتحول لأشخاص آخرين، روح جديدة في الجسد القديم. الخوف على الأطفال، حالة القلق الدائمة، مع كل حركة وخطوة يخطوها الطفل. والحساب العبثي لمسافة الإنقاذ اللازمة للقيام بما يلزم.
"يظلّ الابن، يا كارلا، ابناً مدى الحياة"
يجب أن تكون متيقظاً على الدوام، لا يمكنك السهو ولو للحظة واحدة. لحظة واحدة يمكن أن تغيير كل شيء، لحظة واحدة يمكن أن تقلب العالم رأساً على عقب. يمكن لهذا أن يعبر عن كل شيء في حياتنا، ليس أطفالنا فحسب، بل كل ما يحدث في حياتنا. لحظة واحدة كافية لخسارة كل شيء.
"المسألة هي أن العيون كلها لا تكون كافبة في بعض الأحيان، يا آماندا. لا أدري كيف لم أرَه؟ وبسبب أي براز كنت مهتمّة بحصان عاهر بدلاً من الاهتمام بابني."
هذا العالم المرعب الذي يحوّل البشر إلى آخرين، يبقيك يقظاً ومترقباً، لتراقب التفاصيل، وما هو مهم حقاً.
***
الرواية من الأدب الأرجنتيني للكاتبة الشابة سامنتا شوابلين، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة "MAN BOOKER"
ترجمة بديعة للمترجم صالح علماني، صادرة عن دار الآداب.
انهيت قراءة الرواية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ولم أتمكن من النوم بعدها، وأنا أفكر في هذا الكابوس المرعب، وكيف أنه حقيقي ويحدث كل يوم في عدة أماكن من هذا العالم.
"الملاحظات مهمة جداً"
آماندا، أم شابة، تحتضر في المستشفى، وإلى جانبها يجلس "دافيد" طفل امرأة أخرى، يحاورها ويحاول معرفة ما الذي أوصلها إلى هنا بينما تحدثه عن ما حدث لها هي وطفلتها "نينا". يحاول الوصول إلى إجابة تُهِمّه بينما تحاول آماندا عبر التذكر الوصول إلى إجابتها الخاصة. تراقب بقلق مسافة الإنقاذ بينها وبين طفلتها "نينا"
"تكمن النقطة الأساسية في تفصيل ما، لا بد لأحدنا أن يكون ملاحظاً"
هذا التفصيل الذي يجعل الواحد منا شخصاً آخر، أين هو؟ ما الذي يحدث بالضبط في هذا الحلم أو الكابوس؟
تمسك الرواية بمخاوفنا: الخوف من فقدان البيت، الخوف من الفقر، الخوف من الموت، ولذلك نحاول البحث عن طرق النجاة حتى لو كانت نتيجتها أن نتحول لأشخاص آخرين، روح جديدة في الجسد القديم. الخوف على الأطفال، حالة القلق الدائمة، مع كل حركة وخطوة يخطوها الطفل. والحساب العبثي لمسافة الإنقاذ اللازمة للقيام بما يلزم.
"يظلّ الابن، يا كارلا، ابناً مدى الحياة"
يجب أن تكون متيقظاً على الدوام، لا يمكنك السهو ولو للحظة واحدة. لحظة واحدة يمكن أن تغيير كل شيء، لحظة واحدة يمكن أن تقلب العالم رأساً على عقب. يمكن لهذا أن يعبر عن كل شيء في حياتنا، ليس أطفالنا فحسب، بل كل ما يحدث في حياتنا. لحظة واحدة كافية لخسارة كل شيء.
"المسألة هي أن العيون كلها لا تكون كافبة في بعض الأحيان، يا آماندا. لا أدري كيف لم أرَه؟ وبسبب أي براز كنت مهتمّة بحصان عاهر بدلاً من الاهتمام بابني."
هذا العالم المرعب الذي يحوّل البشر إلى آخرين، يبقيك يقظاً ومترقباً، لتراقب التفاصيل، وما هو مهم حقاً.
***
الرواية من الأدب الأرجنتيني للكاتبة الشابة سامنتا شوابلين، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة "MAN BOOKER"
ترجمة بديعة للمترجم صالح علماني، صادرة عن دار الآداب.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
حمى الأحلام.
Sign In »
مراجعة رائعة ((: