ŷ������

ربما من يريد أن يتعرف على عبقرية شكسبير فعليه ان يقرأ هذه المسرحية المأساوية، هي المسرحية هي من اشهر الأعمال التي كتبها شكسبير والتي مازالت خالدة بنصها وعبقريتها وعمق تصويرها الفني والنفسي والشخصيات والدراما الهائلة التي قدمها شكسبير هنا ، في الواقع أنه يقدم عملاً متزناً متكاملاً فيه بعد مأساوي عميق كتلك التي قدمها سوفوكليس في الملك أوديب، هي إمتداد حي وناضج لكل مأساة كتبت ورابط قوي ومتين للأعمال القادمة التي ستكتبها يد المأساة ..


عطيل الشخص الساذج جداً الذي يقع ضحية الغيرة ، يقع ضحية الشك والتسرع وعدم إحسان الظن بأقرب الناس إليه قلباً وعاطفة ، (ديدمونة) التي أحبها وتزوجها رغماً عن أبيها، تلك الإنسانة النقية الطاهرة صاحبة القلب المحب، التي لم يحافظ عليها (عطيل) أمام أول إختبار حقيقي، ياله من أبله حقيقي ، بعض الناس ليس لأنهم غير جديرون بالحب، بل لأنهم لا يعرفون كيف يحبون ولا كيف يحافظون على علاقاتهم الطيبة من الوشاية والمكر ، جسد شكسبير هنا الصراع بين الحقيقة والوهم وكيف أن الوهم يمكن أن يسيطر على الإنسان بسهولة أكثر مما نتوقع، بل نجد أن الواشي والخبيث (ياجو) نفسه كان مستغرباً من بلاهة (عطيل) وتسرعه في الحكم على الوشايات ، هكذا يمكن أن يتحطم كل شيء جميل أمام ظن سيء وفكرة خاطئة، وتبقى النهاية مأساة لا تحتمل ..