Abdullah Abdulrahman's Reviews > الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
by
by

حين تقرأ لمنيف تشعر أن كل الأشياء من حولك صارت أدفئ , و أن الحديث يغوص بك إلى العُمق .. فيغرقك بصخب النحيب و مرارة الألم . لأن الحروف مع منيف إنسجام واحد لكل الحقائق و الموبقات .. و هو يروي لك الأحداث يلونها بألوان الفصول الأربعة , و في أحيان أخرى ينتهج منهجاً حيادياً فيلونها بالرمادي القاتم ليترك لك الوقوف من على أعلى الهضبة و تأمل كل شيء من أعلى دون أن يكون لك مقدرة على تغير الأقدار و المُسببات .
في دهاليز ذاك المستشفى .. تتسرب إليك الذكريات , و تعذبك بحضورها المتكرر . بينما تذهلك الشخصيات التي تجتمع من حولك بتنوعها , بإنغماسها بذاتها , و بتطفلها المستمر عليك . كل شيء يسير بهدوء و بروتين قاتل , حتى تتفاجئ بمفاجأة ما تغير وجه الحياة في ذاك المشفى . فبين موت طالع .. و ما تبعه من أحداث , يصرخ بطل الرواية بوجوة الأطياف التي تزوره يوماً بعد يوم لتذكره بمصيره و بماضيه المرتبط به كإرتباطه بروحه .
يصرخ هذا النص بوجة الأنظمة السياسية الجائرة , و قوالب الحكم الجاهزة , و سياسة تكميم الأفواة .. يريد منيف من خلال هذا النص أن يحييّ مفهوم الحرية و الديمقراطية بكل أدواتها , و يحارب الأساليب التقليدية في علاقة المحكوم بالحكام . حيث يسرد لنا تجارب عديدة لأشخاص عانوا من حكم الجلاد , و تعزروا في السجون بسبب أقوالهم و أحكامهم المبنية على سياسة حرية التعبير . و معاناة كل فرد منهم في التعايش مع المجتمع بعد خروجه من خلف القبضان .. و قصة بطل الرواية الرئيسي و الذي مر بتجربة خاصة مع السجن هي الفلك الذي يجمع كل هذة القصص ببعضها البعض .
مذكرات أو أوراق طالع .. هي الحدث الأبرز في هذا النص , فالعبور فيها و إستعراض مدى القسوة و الفحش و العذاب الذي مر به أمر صعب و مؤذي للنفس و الذاكرة , حيث تفيق و تغفو على نفس العذاب و الرائحة و المساحة الضيقة التي حشر فيها جسدك و أنفاسك المخنوقة . في لحظة ما .. أراد طالع من خلال أوراقه أن ينقل لنا الصورة الخلفية للإزدهار و الرغد الذي تعيش فيه مدينة "موران" و أن هذا الإزدهار ما هو إلا للتغطية الصورة الحقيقة للعذاب الذي يطول هذا الشعب ظلماً و بهتاناً و بأسم السلطان و تحت نظره .
الوجوة التي مر بها "طالع" في سجن العبيد .. كان لها كبير الأثر في قصته , فمن "الشهيري" كانت كل عذاباته .. حيث كان الآمر الناهي في تلك الحفرة المخبئة خلف القيود , و كانت كل خطط العذاب و التعذيب تبدأ منه و تنتهي إليه . و من "هلال" تعلم "طالع" معنى الصبر و الإيمان الحقيقي بقضيته , رغم أن حضوره لم يأتي إلا متأخراً إلا أنه كان لهُ كبير الأثر على شخصية "طالع" و طريقة تعايشه و تحمله لتلك الفترة الصعبة من السجن .
أكثر الإجزاء التي أثرت فيني من قصة "عادل" هي تجربته مع "العلبة" أو "المحرقة" .. الوقوف تحت شمس الصحراء في مكان مغلق تماماً و مصنوع من الفولاذ و تجول فيه العقارب و الحياتّ طوال اليوم , حتى تشعر أنك أصبحت جماداً ينتمي للبيئة الجافة المحيطة بك , من شدة درجة الحرارة و الجفاف الذي أصاب الجسد نتيجة الوقوف طيلة اليوم في هذا الجحيم . سيناريو مثل هذا تظن أنه بعيد كل البعد عن الواقع , ولكن ما يدريك .. ففي كل يوم نكتشف مصيبة جديدة من مصائب أساليب التعذيب في السجون و الدهاليز المخفية . مثل هذة الأساليب تجعلك تتساءل إلى أي مدى من الممكن أن يتمادى الإنسان في التفنن في أساليب تعذيب الأحياء و المُعترين ؟ .
"سجن القليعة" المكان الموُحش المرهوب , إنه أحجية صعبة في الغياب و سيرة العذاب .. في ذاك السجن كل الظروف تستفزك و تثير حفيظتك , و كل الشخصيات تلقى شيئاً من إعجابك , فهي تركيبة عجيبة و مثيرة للشفقة , فمن المساعد أبو غائب الموهوم بسيرة الولد الغائب .. إلى (أبو مكرم) حامد زيدان السجين التي ذابت زهرة شبابه .. و المندفع بأرائه و أحكامه , إلى كل الوجوة المجتمعة في المهاجع المنفصلة , حتى تركيبة المكان .. و السجناء العاديون , و الحوارات التي تدور في ساعات الترقب و الإنتظار , و العلاقات بين السجناء و الجلادين .. و السخرية القائمة بينهم بشكل دائم , كل هذة التفاصيل أثارت شهية النص و فتحت أعيننا على إتساعها لتستجمع الصورة بأكملها .
حادثة وفاة "الحاج مصطفى" و ما تبعها من تشيع و تكريم لروحه .. كانت من الأحداث التي تعلق في الذاكرة . كما أن الحديث عن المجريات و المستجدات التي حصلت بعد عودة "عادل" إلى السجن المركزي من سجن القليعه حديث مشوق و مثير , و كان أفضل حديث تختم به هذة الرواية الطويلة و الصعبة .
في دهاليز ذاك المستشفى .. تتسرب إليك الذكريات , و تعذبك بحضورها المتكرر . بينما تذهلك الشخصيات التي تجتمع من حولك بتنوعها , بإنغماسها بذاتها , و بتطفلها المستمر عليك . كل شيء يسير بهدوء و بروتين قاتل , حتى تتفاجئ بمفاجأة ما تغير وجه الحياة في ذاك المشفى . فبين موت طالع .. و ما تبعه من أحداث , يصرخ بطل الرواية بوجوة الأطياف التي تزوره يوماً بعد يوم لتذكره بمصيره و بماضيه المرتبط به كإرتباطه بروحه .
يصرخ هذا النص بوجة الأنظمة السياسية الجائرة , و قوالب الحكم الجاهزة , و سياسة تكميم الأفواة .. يريد منيف من خلال هذا النص أن يحييّ مفهوم الحرية و الديمقراطية بكل أدواتها , و يحارب الأساليب التقليدية في علاقة المحكوم بالحكام . حيث يسرد لنا تجارب عديدة لأشخاص عانوا من حكم الجلاد , و تعزروا في السجون بسبب أقوالهم و أحكامهم المبنية على سياسة حرية التعبير . و معاناة كل فرد منهم في التعايش مع المجتمع بعد خروجه من خلف القبضان .. و قصة بطل الرواية الرئيسي و الذي مر بتجربة خاصة مع السجن هي الفلك الذي يجمع كل هذة القصص ببعضها البعض .
مذكرات أو أوراق طالع .. هي الحدث الأبرز في هذا النص , فالعبور فيها و إستعراض مدى القسوة و الفحش و العذاب الذي مر به أمر صعب و مؤذي للنفس و الذاكرة , حيث تفيق و تغفو على نفس العذاب و الرائحة و المساحة الضيقة التي حشر فيها جسدك و أنفاسك المخنوقة . في لحظة ما .. أراد طالع من خلال أوراقه أن ينقل لنا الصورة الخلفية للإزدهار و الرغد الذي تعيش فيه مدينة "موران" و أن هذا الإزدهار ما هو إلا للتغطية الصورة الحقيقة للعذاب الذي يطول هذا الشعب ظلماً و بهتاناً و بأسم السلطان و تحت نظره .
الوجوة التي مر بها "طالع" في سجن العبيد .. كان لها كبير الأثر في قصته , فمن "الشهيري" كانت كل عذاباته .. حيث كان الآمر الناهي في تلك الحفرة المخبئة خلف القيود , و كانت كل خطط العذاب و التعذيب تبدأ منه و تنتهي إليه . و من "هلال" تعلم "طالع" معنى الصبر و الإيمان الحقيقي بقضيته , رغم أن حضوره لم يأتي إلا متأخراً إلا أنه كان لهُ كبير الأثر على شخصية "طالع" و طريقة تعايشه و تحمله لتلك الفترة الصعبة من السجن .
أكثر الإجزاء التي أثرت فيني من قصة "عادل" هي تجربته مع "العلبة" أو "المحرقة" .. الوقوف تحت شمس الصحراء في مكان مغلق تماماً و مصنوع من الفولاذ و تجول فيه العقارب و الحياتّ طوال اليوم , حتى تشعر أنك أصبحت جماداً ينتمي للبيئة الجافة المحيطة بك , من شدة درجة الحرارة و الجفاف الذي أصاب الجسد نتيجة الوقوف طيلة اليوم في هذا الجحيم . سيناريو مثل هذا تظن أنه بعيد كل البعد عن الواقع , ولكن ما يدريك .. ففي كل يوم نكتشف مصيبة جديدة من مصائب أساليب التعذيب في السجون و الدهاليز المخفية . مثل هذة الأساليب تجعلك تتساءل إلى أي مدى من الممكن أن يتمادى الإنسان في التفنن في أساليب تعذيب الأحياء و المُعترين ؟ .
"سجن القليعة" المكان الموُحش المرهوب , إنه أحجية صعبة في الغياب و سيرة العذاب .. في ذاك السجن كل الظروف تستفزك و تثير حفيظتك , و كل الشخصيات تلقى شيئاً من إعجابك , فهي تركيبة عجيبة و مثيرة للشفقة , فمن المساعد أبو غائب الموهوم بسيرة الولد الغائب .. إلى (أبو مكرم) حامد زيدان السجين التي ذابت زهرة شبابه .. و المندفع بأرائه و أحكامه , إلى كل الوجوة المجتمعة في المهاجع المنفصلة , حتى تركيبة المكان .. و السجناء العاديون , و الحوارات التي تدور في ساعات الترقب و الإنتظار , و العلاقات بين السجناء و الجلادين .. و السخرية القائمة بينهم بشكل دائم , كل هذة التفاصيل أثارت شهية النص و فتحت أعيننا على إتساعها لتستجمع الصورة بأكملها .
حادثة وفاة "الحاج مصطفى" و ما تبعها من تشيع و تكريم لروحه .. كانت من الأحداث التي تعلق في الذاكرة . كما أن الحديث عن المجريات و المستجدات التي حصلت بعد عودة "عادل" إلى السجن المركزي من سجن القليعه حديث مشوق و مثير , و كان أفضل حديث تختم به هذة الرواية الطويلة و الصعبة .
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى.
Sign In »
Quotes Abdullah Liked

“ان الشرقيين الذين عاشوا في الصحاري وفي الهواء الطلق، لا يطيقون أي سقف، عدا السماء !”
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى

“ستبقى السجون وسوف تتسع إذا ظلّ الناس في بلادنا يفخرون بصبرهم واحتمالهم ، وأن من يعاني أكثر في الدنيا لابد أن يجازى في الآخرة ، وإذا استمروا أيضاً ينتظرون طيور السماء لكي تنقذهم !”
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى

“المشكلة ليست فى الصعوبات ، فلكل مرحلة صعوباتها وتعقيداتها ، وأيضاً ضحاياها ، ولكن المشكلة كما أرى ، هى فى انعدام اليقين ، فى الهزيمة الداخلية التى نعيشها مما يجعل الكثيرين حائرين ثم يائسين”
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
― الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
Reading Progress
December 17, 2011
– Shelved
April 17, 2012
–
Started Reading
April 17, 2012
–
28.0%
May 6, 2012
–
Finished Reading