ŷ������

التفكير العلمي
فؤاد زكريا
..............
تعرفت _ وللأسف الشديد _ علي المفكر (فؤاد زكريا) متأخر جدا عما كان يجب أن يحدث، وهذا الكتاب يعتبر ثاني لقاءاتي به، ولا أعتقد أنه سيمر وقت طويل إلا وسألتقي به مجددا.
في هذا الكتاب يبدأ المؤلف بالحديث عن سمات التفكير العلمي، فمن سماته: التراكمية، فالجديد يقف في العلم علي أكتاف القديم، ولا يمكن التحرك إلي الأمام في العلم إلا اعتمادا علي ما أنجزه السابقون. ومن سماته: التنظيم، فالمعرفة العلمية ليست عشوائية ولا هي نتاج تفكير غير منظم، بل يتميز التفكير العلمي بوجود قواعد منظمة تحكم حركاته إلي الأمام. ومن سماته: البحث عن الأسباب، فالعلم لا يترك الظاهرة موضع البحث بدون البحث عن الأسباب الكامنة خلفها. ومن سماته: الشمولية واليقين، فالعلم يفسر الظاهرة موضع البحث تفسيرا ينطبق عليها في كل مكان، كما أنه يعتبر تفسيرا يقينيا لا يمكن الشك فيه.
في الفصل الثاني: عقبات في طريق التفكير العلمي يوضح المؤلف أن التفكير العلمي كمنهج يعتبر حديث جدا في المعرفة البشرية، فالإنسان تعرف مؤخرا علي طرق التفكير العلمي بالصورة المنهجية المعروفة الآن، ومما أخر ظهوره _ ويعيقه حاليا _ عقبات منها: الأسطورة والخرافة، والخضوع للسلطة سواء كانت سلطة سياسية قد تحرف العقل عن الصواب، أو سلطة دينية، ومن المعوقات: القدم، فالقديم يكتسب تدريجيا سلطة وقداسة تمنع نقده وتجديده.
في الفصل الثالث: المعالم الكبري في طريق العلم، اهتم الكاتب بالتعريف بأهم منجزات العلم والتفكير العلمي في العالم القديم من خلال الحديث عن بعض كبار العلماء والمفكرين في هذا العصر، وكذلك في العصور الوسطي، والعصر الحديث.
في الفصل الرابع تحدث عن صلة العلم بالتكنولوجيا، كما تحدث في الفصل الخامس عن العلم المعاصر وكيف تحول من علم ميكانيكي بالدرجة الأولي في العصور الأولي للنهضة في أوروبا وكيف تحول في العصر الحالي، حاليا اتسع مجا التفكير العلمي رأسيا ليتطور بالفروع المختلفة للعلم، كما تقدم أفقيا ليشمل التفكير العلمي مجالات لم تكن خاضعة للبحث العلمي سابقا منها مجالات العلوم الإنسانية كعلم النفس والاجتماع.
في الفصل السادس تحدث عن الأبعاد الاجتماعية للعلم المعاصر فتحدث عن مشكلات اهتم العلم بالبحث عن حلول لها، منها مشكلة: الغذاء والسكان، ومشكلات البيئة، ومشكلات التسلح.
في الفصل السابع تحدث عن شخصية العالم وأهم الصفاتالتي يجب أن يتمتع بها، منها: الحياد، والروح النقدية، والنزاهة.
رغم عظمة الكاتب _ وهو ما أشرنا إليه سابقا _ إلا أن هذا الكتاب _ بسبب قدمه _ لا يعتبر من الكتب التي تدل علي شأن مؤلفها، وهذا الكتاب يعتبر في أغلب مادته معلومات عامة في عصرنا الراهن.