Areej Kiwan's Reviews > استعمار مصر
استعمار مصر
by
by

الكتاب ليس تأريخ لاستعمار البريطانى و لكن هو شرح لنظام الاستعمار البريطانى نفسه و كيف يتحكم فى البلاد المُستعمرة و يحولها كالكتاب المقروء و يتوغل فى كل تفاصيلها ليستغلها،فيشرح كيف تحكم فى العمارة و العمران، نظام التعليم، التجنيد و تنظيم الزراعة و غيرها ..
فبداية بالعمران المصري، كان يوصف بأنه عشوائي غير منظم و غير مفهوم و كثير من كتابات العلماء و المصوريين ( لانهم كانوا بينزلوا جولات فى المدن القديمة و يتوهوا فيها ) تؤكد على انه ضروري تنظيم الشوارع و العمران بشكل عام .. و هنا تيموثي يؤكد على فكرة انه المستعمر كان عنده قصور فى قراءة و فهم العمران فى البلاد الى استعمرها بالاساس ادى بيه للحكم على العمران بأنه عشوائي رغم انه منظم لكن بنظام مختلف عن نظام المستعمر نفسه! و الخطأ فى الحكم على أمور كثيرة لم يكن جديد و وقع فيه علماء الحملة الفرنسية لانهم اخطأوا فى النظر للكثير من الامور و محاولات فهمها.. فموسوعة وصف مصر لا تخلو من اخطاء..و بدأ ميتشل يشرح نظام المدن العربية و تدرج فراغاتها ما بين العام و الخاص، النشاط و الخصوصية لكل فراغ، ليصبح كل شيء منظم فعلا و لكن حسب اطار و نظام مختلف لم يفهمه المستعمر فوصفه بالغير منظم!
و بناء عليه بدأ المستعمر يضع خطط لتنظيم مصر، فمثلاً بدأ بتخطيط و بناء مناطق جديدة فى القاهرة ( القاهرة الخديوية ) تسكنها طبقات راقية و لها اهتمام كبير فى مقابل اهمال و تجاهل لكل المناطق القديمة الى بدأ اعداد سكانها تزيد و تضغط و تتحول لمكان عشوائي فعلا نتيجة الاهمال و الضغط عليها من طبقات لم تجد بدائل افضل فى الاحياء الجديدة، و الامر لا يقف عن الاهمال و انما التعدى و ازالة مناطق و بيوت قديمة و مساجد و غيرها من الابنية العريقة اذا قابلته فى طريق تطويره للاحياء الجديدة! و هنا ترك المستعمر اضافاته بجانب المدن القديمة ليتجلى الفارق و لتبدأ مقارنة غير عادلة ما بين العمران التقليدي للمصريين و ما بين العمران الجديد الى بناه المستعمر! و كذلك وضع تصميم موحد لمنازل الريف مع تجاهل لحياة الفلاح و طبيعة مسكنه الى بناه بنفسه و كل شيء فيه له معنى مرتبط بنظام يومه، فتحول البيت من شيء نابض يتغير استخدامه ما بين الليل و النهار لمجرد وحدات او علب ( اطار ) موزع فيه عدد من السكان يمكن للمستعمر مراقبتهم و متابعتهم بشكل افضل ..
و هكذا فى التعليم و انشاء الجيش فى وقت محمد على و تحويل الفلاحين لجنود و تنظيم الزراعة و التفتيش و المراقبة و غيرها من الانظمة الى فرضت فى مصر.
و هنا هل كان للاستعمار فوائد لمصر و تنظيمها ؟ اكيد ، لكن كان تنظيم لهدف السيطرة مش بهدف التطوير ، و فى خلال التنظيم فقد المصري هويته و معنى كل شيء و ارتباطه بتراثه و اكيد فى ظل المقارنة ما بين عمرانه الموصوف بالعشوائي و ما بين الاحياء الجديدة الراقية هيفقد اي ثقة فيما عنده و هيلتفت للجديد الى مش بالضرورة هو الافضل و هو قابل للنقد ايضا و ينسي تماما اصله الى كان ممكن يستمر و يتعلم منه و يطوره لانه هو النابع منه و الملائم لحياته بالاساس! فكرة ان الانسان يتخبط و يُسلب الثقة و الاختيار السليم شيء حزين جدا..
و استكمالا لسياسة المستعمر يستمر الكتاب فى شرح فكرة التأطير فى شئون البلاد المختلفة كالتحكم و وضع نظام للزراعة و التجنيد و التعليم و الى خضع لنفس فكرة العمران، فالمستعمر وصل مصر فى فترة كان التعليم متمثل فى الازهر، و كما وصف العمران وصف رواقه و طريقة التعليم بعدم التنظيم بالمقارنة بنظام المداارس و الصفوف و تنظيمها الغائب عن مصر وقتها، و اهمل تماما ما كان فى الازهر من نظام، نظام فى توزيع الطلاب و فى جلوسهم و نظام فى التعلم نفسه.. فوضع نظام للمدارس لضبط الافراد نفسهم لتأدية عملهم كوحدة واحدة ..و هكذا فى كل اتجاه النتيجة انه بيتم وضع نظام و بيتم عمل تطوير لكن لهدف التنظيم للفهم و التحكم و فقط و تضيع كل المعانى و الاختيارات الخاصة بالانسان و يتوه ما بين تراثه الموصوف بالعشوائي و ما بين الجديد (الذي لا يمثله و لا يعبر عنه و لا يرحب به) ..
و فى وسط كل دا كان بتظهر سير لرجال القرن ال19 من المصريين الى كان لهم دور حقيقى و اجتهاد واضح فى التطوير امثال رفاعة الطهطاوي و قاسم أمين و على مبارك و غيرهم.. و الكتاب بيظهر ان بعض من المصريين الى وصلوا لمكانة كبيرة لتعليمهم و مواهبهم فى ظل الاستعمار كانوا بيعانوا من صراع ما بين انه رافض للاستعمار نفسه و ما بين انه مستفيد و راغب فى الاصلاح و متمكن منه.. و عندي فضول افهم ازاى توازنوا فى ظل كل دا و كيف كانت الامور من منظورهم؟
،،
بعض مراجعات الكتاب بتصفه بالصعوبة، لكن انا اعتقد انه المشكلة فى الترجمة نفسها.. كان ممكن تكون متمكنة و تنقل الكتاب و افكاره بشكل افضل.. و رغم الترجمة افكار الكتاب جميلة و تشجع على استكماله
فبداية بالعمران المصري، كان يوصف بأنه عشوائي غير منظم و غير مفهوم و كثير من كتابات العلماء و المصوريين ( لانهم كانوا بينزلوا جولات فى المدن القديمة و يتوهوا فيها ) تؤكد على انه ضروري تنظيم الشوارع و العمران بشكل عام .. و هنا تيموثي يؤكد على فكرة انه المستعمر كان عنده قصور فى قراءة و فهم العمران فى البلاد الى استعمرها بالاساس ادى بيه للحكم على العمران بأنه عشوائي رغم انه منظم لكن بنظام مختلف عن نظام المستعمر نفسه! و الخطأ فى الحكم على أمور كثيرة لم يكن جديد و وقع فيه علماء الحملة الفرنسية لانهم اخطأوا فى النظر للكثير من الامور و محاولات فهمها.. فموسوعة وصف مصر لا تخلو من اخطاء..و بدأ ميتشل يشرح نظام المدن العربية و تدرج فراغاتها ما بين العام و الخاص، النشاط و الخصوصية لكل فراغ، ليصبح كل شيء منظم فعلا و لكن حسب اطار و نظام مختلف لم يفهمه المستعمر فوصفه بالغير منظم!
و بناء عليه بدأ المستعمر يضع خطط لتنظيم مصر، فمثلاً بدأ بتخطيط و بناء مناطق جديدة فى القاهرة ( القاهرة الخديوية ) تسكنها طبقات راقية و لها اهتمام كبير فى مقابل اهمال و تجاهل لكل المناطق القديمة الى بدأ اعداد سكانها تزيد و تضغط و تتحول لمكان عشوائي فعلا نتيجة الاهمال و الضغط عليها من طبقات لم تجد بدائل افضل فى الاحياء الجديدة، و الامر لا يقف عن الاهمال و انما التعدى و ازالة مناطق و بيوت قديمة و مساجد و غيرها من الابنية العريقة اذا قابلته فى طريق تطويره للاحياء الجديدة! و هنا ترك المستعمر اضافاته بجانب المدن القديمة ليتجلى الفارق و لتبدأ مقارنة غير عادلة ما بين العمران التقليدي للمصريين و ما بين العمران الجديد الى بناه المستعمر! و كذلك وضع تصميم موحد لمنازل الريف مع تجاهل لحياة الفلاح و طبيعة مسكنه الى بناه بنفسه و كل شيء فيه له معنى مرتبط بنظام يومه، فتحول البيت من شيء نابض يتغير استخدامه ما بين الليل و النهار لمجرد وحدات او علب ( اطار ) موزع فيه عدد من السكان يمكن للمستعمر مراقبتهم و متابعتهم بشكل افضل ..
و هكذا فى التعليم و انشاء الجيش فى وقت محمد على و تحويل الفلاحين لجنود و تنظيم الزراعة و التفتيش و المراقبة و غيرها من الانظمة الى فرضت فى مصر.
و هنا هل كان للاستعمار فوائد لمصر و تنظيمها ؟ اكيد ، لكن كان تنظيم لهدف السيطرة مش بهدف التطوير ، و فى خلال التنظيم فقد المصري هويته و معنى كل شيء و ارتباطه بتراثه و اكيد فى ظل المقارنة ما بين عمرانه الموصوف بالعشوائي و ما بين الاحياء الجديدة الراقية هيفقد اي ثقة فيما عنده و هيلتفت للجديد الى مش بالضرورة هو الافضل و هو قابل للنقد ايضا و ينسي تماما اصله الى كان ممكن يستمر و يتعلم منه و يطوره لانه هو النابع منه و الملائم لحياته بالاساس! فكرة ان الانسان يتخبط و يُسلب الثقة و الاختيار السليم شيء حزين جدا..
و استكمالا لسياسة المستعمر يستمر الكتاب فى شرح فكرة التأطير فى شئون البلاد المختلفة كالتحكم و وضع نظام للزراعة و التجنيد و التعليم و الى خضع لنفس فكرة العمران، فالمستعمر وصل مصر فى فترة كان التعليم متمثل فى الازهر، و كما وصف العمران وصف رواقه و طريقة التعليم بعدم التنظيم بالمقارنة بنظام المداارس و الصفوف و تنظيمها الغائب عن مصر وقتها، و اهمل تماما ما كان فى الازهر من نظام، نظام فى توزيع الطلاب و فى جلوسهم و نظام فى التعلم نفسه.. فوضع نظام للمدارس لضبط الافراد نفسهم لتأدية عملهم كوحدة واحدة ..و هكذا فى كل اتجاه النتيجة انه بيتم وضع نظام و بيتم عمل تطوير لكن لهدف التنظيم للفهم و التحكم و فقط و تضيع كل المعانى و الاختيارات الخاصة بالانسان و يتوه ما بين تراثه الموصوف بالعشوائي و ما بين الجديد (الذي لا يمثله و لا يعبر عنه و لا يرحب به) ..
و فى وسط كل دا كان بتظهر سير لرجال القرن ال19 من المصريين الى كان لهم دور حقيقى و اجتهاد واضح فى التطوير امثال رفاعة الطهطاوي و قاسم أمين و على مبارك و غيرهم.. و الكتاب بيظهر ان بعض من المصريين الى وصلوا لمكانة كبيرة لتعليمهم و مواهبهم فى ظل الاستعمار كانوا بيعانوا من صراع ما بين انه رافض للاستعمار نفسه و ما بين انه مستفيد و راغب فى الاصلاح و متمكن منه.. و عندي فضول افهم ازاى توازنوا فى ظل كل دا و كيف كانت الامور من منظورهم؟
،،
بعض مراجعات الكتاب بتصفه بالصعوبة، لكن انا اعتقد انه المشكلة فى الترجمة نفسها.. كان ممكن تكون متمكنة و تنقل الكتاب و افكاره بشكل افضل.. و رغم الترجمة افكار الكتاب جميلة و تشجع على استكماله
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
استعمار مصر.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
حسام
(new)
-
rated it 4 stars
Jan 05, 2023 12:15AM

reply
|
flag