ŷ������

القراءة الرابعة للرواية.
إعجاب متصاعد وارتباط وتورط مع كل قراءة، أفكر إن كان يمكن فصل ذلك عن كوني عشت في امبابة أكثر من 30 عاما

قرأتها أول مرة في 1997 وبدت لي كثيفة وغامضة ومربكة. وبدا لي إبراهيم أصلان غير راغب في أن تفهم ما لا تعرفه. مقتصد وبخيل ويمر سريعا على الأماكن والأحداث ولا وقت ولا رغبة لديه للشرح. عليك أن تعرف بنفسك.

القراءة الثانية كانت في 2004 أو 2005 وبدأت في تلمس طريق ما محبب فيها، تفهمت أكثر اقتصاد إبراهيم أصلان وبدا لي سرده كواحد من أبناء المكان يصف لك طريقا فيه بطريقة لن تدلك إلا إن كنت تعرفه مسبقا، ويبتسم ساخرا منك ومن رغبتك في الوصول سريعا، وهو يعرف أنك لن تصل إلا بعد عناء كبير في كل الأحوال. ربما كانت هذه ببساطة طبيعة المكان. نزلت وتجولت في الكيت كات لأرى الأماكن والشوارع التي تحدث عنها ولم أكن أعرف بعضها، وعندما كنت أسأل كنت أسمع الوصف بنبرة أصلان.

القراءة الثالثة كانت في 2013 عندما انتقلت للحياة خارج امبابة، ومع أقسى لحظات تجربة الثورة. تفهمت أشياء أخرى أكثر عن صمت إبراهيم أصلان وجمال وجومه السردي، وفهمت كيف انتهت الرواية - التي تبدو كحلقات من الحياة تدور بلا نهاية في مكانها -بانتفاضة عارمة أتت من اللا مكان وانتهت مقموعة لتبدأ حلقات أخرى في الدوران، وانهدم معها جانب من المكان وانبنى آخر، ليبدو دائما كحياة مؤقتة لا أساس لها إلا أنقاض حياة سابقة،

في القراءة الرابعة وأنا أبعد عن امبابة - وعن الثورة - فهمت كيف تصف شعورا بالحنين لمكان لا يخفي الرغبة في الإفلات منه ومن مصيره، بدون أن تستسلم تماما لهذا الحنين أو تنجرف كثيرا وراء تلك الرغبة