Abu Saeed's Reviews > كيف ندعو الناس؟
كيف ندعو الناس؟
by
by

يعتبر كتاب "واقعنا المعاصر" للأستاذ المؤلف رحمه الله هو المدونة الأساسية التي طرح فيها أفكاره للنهوض بالأمة من الحالة الغثائية الراهنة، مع بيان خط الانحراف وتجلياته في مختلف المجالات في الواقع المعاصر. ومن الركائز الأساسية في طرحه رحمه الله ركيزتان: الأولى- تحديد المفاهيم الكبرى التي أصابها الانحراف وانعكس ذلك على الأمة بشكل سلبي؛ وأبرز تلكم المفاهيم: مفهوم كلمة التوحيد، ومعنى العبادة، والعلاقة بين الدنيا والآخرة، ومفهوم القضاء والقدر، ومفهوم الحضارة وعمارة الأرض. وقد شرح تلك المفاهيم والانحرافات التي داخلتها على نحو مطول في كتابه "مفاهيم ينبغي أن تصحح". والركيزة الثانية- هي التربية على تلك المفاهيم بعد تصحيحها وتنشئة المجتمع على المنهج النبوي الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم مع الجماعة الأولى في مكة ثم المدينة. وقد أفرد لبيان هذه القضية كتابنا هذا: "كيف ندعو الناس؟".
يشرح المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب المنهج الصحيح للدعوة الذي يجب أن تسير على الحركة الإسلامية المعاصرة، يتمحور ذلك في تأسيس قاعدة صلبة من المؤمنين بالدعوة، الموقنين يقينا جازما بأن إقامة الشريعة مسألة عقيدة وتوحيد، وأن إصلاح الأمة يكون أولا بإعادتها إلى أساس عزها وهو توحيد الله؛ سواء كان توحيدُا في الاعتقاد أو العبادة أو الحاكمية، وأن يجندوا أنفسهم لهذه القضية، ويحملوا نفوسهم على استكمال شعب الإيمان وتحصيل العلم والوعي والفكر؛ ليكونوا الأساس الصلب الذي تقوم عليه الدعوة، والمثال الذي يجذب الناس إليها. فإذا تأسست هذه القاعدة الصلبة، والتي لا تطمح في سعيها ولا حركتها إلا لإعلاء كلمة الله وتحقيق منهجه في الأرض، فإن نطاق المخاطبة الدعوية يتوسع ليشمل دوائر أوسع من المدعويين، ليكملوا صرح الدعوة معتمدين على القاعدة الصلبة التي هي القدوة والملهم للجموع. وتكرر من المؤلف التنبيه على خطر الشحن العاطفي المجرد، الذي يجذب الجماهير والتي لا تلبث أن تنفض عند أول مس من الأذى لأنها لم تتجمع على أساس العقيدة الراسخة التي لا تزعزها العواصف، بل الواجب أن تتوسع القاعدة على بصيرة من "عقدية القضية"، نعم هذا سيؤثر على أعداد الجموع، وسينفر أكثر الناس، لكنها ستؤسس الحركة على قاعدة متماسكة، لا تؤثر في تماسكها مؤامرات غربية أو شرقية. وقد أشار أيضا إلى بعض الآفات التي أصابت الدعاة من عدم التجرد لله، والاستكبار عن اتباع الحق، وغير ذلك، مما أدى إلى تشرذم الحالة الدعوية وإضعاف موقف الإسلاميين. ويرى المؤلف رحمه الله أن الغائلة الخطيرة التي أصابت الحركة الإسلامية المعاصرة هي التعجل، إما التعجل بالصدام مع السلطة، مما صير المسألة من دعوة إلى إقامة دين الله إلى ضارب ومضروب وحرب على الإرهاب! وإما بالتعجل والدخول في العمل البرلماني ظنا بأنه طريق التمكين، وإن نحرت على جنباته العقيدة والمبادئ، وأسبغت الشرعية على نظم جاهلية. والسبيل الحق فيما يرى المؤلف هو الصبر على طريق التربية الطويل، وتأسيس القاعدة الصلبة على النحو المتقدم ذكره، لتتضح للناس كافة المفاهيم والحقائق التي تدعو إليها الحركة، مع مفاصلة الأوضاع الجاهلية ورفض الاعتراف بشرعيتها، ما دامت قائمة على غير منهج الله. ثم ختم المؤلف كتابه بنظرة إلى المستقبل، والمستقبل للإسلام تصديقا لموعود الله بظهور دينه، ولكن يجب على الحركة الإسلامية أن تصحح مسارها، وتتلافى أخطاؤها .. وإلا فسنة الله (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). وتحدث كذلك عن واقع الغرب الصليبي اليهودي، بلسان المستعلي بإيمانه، الوازن للواقع بالموازين السماوية لا الأرضية.
أعجبني الكتاب جدًّا، وأرى أن السنوات الأخيرة تشهد بصحة ما قاله رحمه الله من أهمية التربية على الإسلام والعقيدة الصحيحة، وأن الجموع المشحونة عاطفيا بغير أساس عقدي وإن غرت الناظر، لشديدة الانفضاض عن الدعوة والداعية عند أول فتنة. ومما يجدر ذكره أن النفس السلفي العلمي واضح جدا في هذا الكتاب، فتجد نقولا عن ابن تيمية مثلا، كما أنه أوضح مواضع يعتبرها كثيرون ضبابية في الطرح القطبي، كمفهوم الجاهلية، والتوقف في الحكم بإسلام من لم يصدر منهم رفض صريح للجاهلية، مسترشدا بكلام العلماء والفقهاء.
يشرح المؤلف رحمه الله في هذا الكتاب المنهج الصحيح للدعوة الذي يجب أن تسير على الحركة الإسلامية المعاصرة، يتمحور ذلك في تأسيس قاعدة صلبة من المؤمنين بالدعوة، الموقنين يقينا جازما بأن إقامة الشريعة مسألة عقيدة وتوحيد، وأن إصلاح الأمة يكون أولا بإعادتها إلى أساس عزها وهو توحيد الله؛ سواء كان توحيدُا في الاعتقاد أو العبادة أو الحاكمية، وأن يجندوا أنفسهم لهذه القضية، ويحملوا نفوسهم على استكمال شعب الإيمان وتحصيل العلم والوعي والفكر؛ ليكونوا الأساس الصلب الذي تقوم عليه الدعوة، والمثال الذي يجذب الناس إليها. فإذا تأسست هذه القاعدة الصلبة، والتي لا تطمح في سعيها ولا حركتها إلا لإعلاء كلمة الله وتحقيق منهجه في الأرض، فإن نطاق المخاطبة الدعوية يتوسع ليشمل دوائر أوسع من المدعويين، ليكملوا صرح الدعوة معتمدين على القاعدة الصلبة التي هي القدوة والملهم للجموع. وتكرر من المؤلف التنبيه على خطر الشحن العاطفي المجرد، الذي يجذب الجماهير والتي لا تلبث أن تنفض عند أول مس من الأذى لأنها لم تتجمع على أساس العقيدة الراسخة التي لا تزعزها العواصف، بل الواجب أن تتوسع القاعدة على بصيرة من "عقدية القضية"، نعم هذا سيؤثر على أعداد الجموع، وسينفر أكثر الناس، لكنها ستؤسس الحركة على قاعدة متماسكة، لا تؤثر في تماسكها مؤامرات غربية أو شرقية. وقد أشار أيضا إلى بعض الآفات التي أصابت الدعاة من عدم التجرد لله، والاستكبار عن اتباع الحق، وغير ذلك، مما أدى إلى تشرذم الحالة الدعوية وإضعاف موقف الإسلاميين. ويرى المؤلف رحمه الله أن الغائلة الخطيرة التي أصابت الحركة الإسلامية المعاصرة هي التعجل، إما التعجل بالصدام مع السلطة، مما صير المسألة من دعوة إلى إقامة دين الله إلى ضارب ومضروب وحرب على الإرهاب! وإما بالتعجل والدخول في العمل البرلماني ظنا بأنه طريق التمكين، وإن نحرت على جنباته العقيدة والمبادئ، وأسبغت الشرعية على نظم جاهلية. والسبيل الحق فيما يرى المؤلف هو الصبر على طريق التربية الطويل، وتأسيس القاعدة الصلبة على النحو المتقدم ذكره، لتتضح للناس كافة المفاهيم والحقائق التي تدعو إليها الحركة، مع مفاصلة الأوضاع الجاهلية ورفض الاعتراف بشرعيتها، ما دامت قائمة على غير منهج الله. ثم ختم المؤلف كتابه بنظرة إلى المستقبل، والمستقبل للإسلام تصديقا لموعود الله بظهور دينه، ولكن يجب على الحركة الإسلامية أن تصحح مسارها، وتتلافى أخطاؤها .. وإلا فسنة الله (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم). وتحدث كذلك عن واقع الغرب الصليبي اليهودي، بلسان المستعلي بإيمانه، الوازن للواقع بالموازين السماوية لا الأرضية.
أعجبني الكتاب جدًّا، وأرى أن السنوات الأخيرة تشهد بصحة ما قاله رحمه الله من أهمية التربية على الإسلام والعقيدة الصحيحة، وأن الجموع المشحونة عاطفيا بغير أساس عقدي وإن غرت الناظر، لشديدة الانفضاض عن الدعوة والداعية عند أول فتنة. ومما يجدر ذكره أن النفس السلفي العلمي واضح جدا في هذا الكتاب، فتجد نقولا عن ابن تيمية مثلا، كما أنه أوضح مواضع يعتبرها كثيرون ضبابية في الطرح القطبي، كمفهوم الجاهلية، والتوقف في الحكم بإسلام من لم يصدر منهم رفض صريح للجاهلية، مسترشدا بكلام العلماء والفقهاء.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
كيف ندعو الناس؟.
Sign In »