عمر جوبا's Reviews > سلسلة ما وراء الطبيعة كاملة
سلسلة ما وراء الطبيعة كاملة
by
by

وداعًا أيُّها الغريبُ، كانت إقامتكَ قصيرة لكنَّها كانتْ رائعة، عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرًا.
وداعًا أيُّها الغريبُ، كانتْ زيارتك رقصة من رقصات الظلِّ، قطرة من فطرات الندى قبل شروق الشمس، لحنًا سمعناه لثوانٍ من الدغل ثمَّ هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمنا.
وداعًا أيُّها الغريب، لكن كلَّ شيءٍ ينتهي!
لم أكن محظوظًا ككثيرين من جيلي الذي بدأ خطواته الأولى في القراءة بكتب د. أحمد خالد توفيق رحمه الله، وإنما عرفته متأخرًا جدًا، عرفته بعد أحد عشر عامًا من القراءة! سمعتُ اسمه لأوَّلِ مرةٍ بعدما مر أكثر من عِقدٍ كاملٍ على غرقي في بحر القراءة.
وأحسستُ بمرارةٍ حقيقيّةٍ يوم أن رحل الدكتور أحمد خالد رحمه الله، ولأنَّ لكلِّ شرٍ نحسبه خيرًا يكمن داخله كنت محظوظًا لأنِّي قرأتُ كل السلسلة دون انتظارٍ طويل، فكنتُ ألتهم في اليوم تقريبًا سبعة أعداد! وأنهيت السلسلة للمرة الأولى في أقل من أسبوعين متتالين!
في علاقة أحمد خالد بقرائه عقد غير مكتوب، أنَّه هو من يحكي وعلينا نحن كقراء أن نتقبل ما يكتبه، ولكم سهّل هذا على قرّائه جدًا، فاختفت الأسئلة من عينة كيف حدث هذا، وتعليقات مثل "هذا غير منطقي"
"رفعت إسماعيل" أستاذ أمراض الدمِّ بكلية الطب جامعة "........" المدخن كقاطرة بخارية، أو كبرلين يوم دخلها الحلفاء، النحيل كقلم رصاص هارب من حقيبة طفل في الصف الأول الابتدائي، مريض القلب والضغط وصاحب الجلطات اللامتناهية، الرجل الذي يثرثر كمحطة إذاعية، الأصلع كالمريخ، رأس المكنسة الصلعاء، الذي يجعلنا سعداء سعادة الخنزير البرية في بركةٍ من الطين! كان هو بطل السلسلة.
لعلَّ أجملَ ما في السلسلة أنَّ المؤلف –كم� يسميه رفعت- غرد خارج السرب، ولا نبالغ لو قلنا أنَّه جعل لنفسه سربًا خاصًا، معتادون نحن أن يكون بطل الرواية أقوى من فيها، وأجمل من فيها، وأوسم من فيها، وأكثرهم ظهورًا وحرصًا على الوصول للقاتل والانتقام منه، لكن المؤلف جعلنا جميعًا نولع برأس المكنسة الصلعاء الذي يحمل دزينة من الأمراض المزمنة، الذي –برغ� هذا كله- ينتصر على وحوش غريبة، وسحرة مجانين، ويهدم الأساطير الراسخة في الأذهان.
يلاحظ القارئ تطورًا عبقريًا في أسلوب المؤلف يظهر جليًا بين الأعداد العشرين الأولى وما بعدها، حتى أن علاقة المؤلف برفعت إسماعيل نفسها تبدلت وتغيرت، وتطورت جدًا.
في السلسلة كلُّ شيءٍ تقريبًا، جعل فيها التشويق والإثارة والترقب والغموض والخوف والرعب وقصة حبٍّ عظيمة، وسفرًا وهروبًا وحكاياتٍ غريبة واقعية وأخر بعيداتٍ عن المنطق والعقل، لكنك تستطيع أن تخرج بكلِّ عددٍ من السلسلة بجرعة كافية لتهدئتك تمامًا.
بعض الأعداد أقوى من بعضها بالطبع، وبعضها مثير للضحك بشدة، وبعضها الآخر ضعيف لكننا نقبل كلَّ شيءٍ طالما أنه من العراب، ولكن دكتور أحمد كان أفضل ما فيه أنّه أستاذ في السخرية، والسخرية من نفسه أولًا قبل كل أحد، وأولئك الذي لا يقدرون على السخرية من أنفسهم تكون سخريتهم لزجة مثيرة للغثيان.
نوّع الدكتور أحمد في أساليب سرد الرواية، من السرد العادي للراوي العليم لأسلوب المذكرات، لأسلوب المسرح، وقصاصات الجرائد والخطابات المتبادلة، والحكاية على لسان البطل. وأحد أهم خصائص المؤلف أنّه كان يستطيع بكل عبقرية أن يقدم لك المعلومة الطبية والتاريخية والعلمية بأسلوب قصصي عظيم لا يثير فيك الملل أبدًا، كما أن ثقافته الأدبية والتاريخية والسينمائية عظيمة جدًا.
رغم أن المشهور عن السلسلة أنها سلسلة "رعب" إلا أن تيمات الرعب المستخدمة في الرواية كانت قليلة جدًا، وغلبت الإثارة والتشويق على البقية، وبالنسبة إليَّ كانت ثلاثية إيجور عظيمة جدًا جدًا، وأسطورة الأساطير.
لا توجد شخصية واحدة في السلسلة عصية على الحب، رفعت وعزت وهن-تشو-كان وهويدا وماجي –الت� تسير على العشب فلا ينثني منه عود واحد- وسهام وعادل وكاميليا ود.لوسيفر وسام النصاب وهاري شيلدون المندفع والكينونة ود.سامي حتى الأمِّ مارثا العجوز الشمطاء.
أكثر الأبطال الذين تعلقت بهم كان هو رفعت إسماعيل، وحزنتُ حزنًا عميقًا عليه حين رحل، ولا زلت أذكر تلك الضجة التي أحدثها موت رفعت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا شكَّ أننا وإن كنا قد حزنا على رفعت إسماعيل فإننا لا زلنا مصدومين من موت د.أحمد خالد توفيق رحمه، ورغم أني قرأت السلسلة حوالي سبع مرات إلا أنّي في كلِّ مرةٍ أنتظر عددًا خاصًا جديدًا يخرج للنور.
"يومَ نموت سيمحو النسيم الرقيق آثار أقدامنا على الرمال، بعدما يفنى النسيم ترى من يخبر الأبدية أننا مشينا ها هنا مرة في فجر الزمان"
لا عليكَ يا صديقي نحن أخبرنا الأبدية أنك مشيت ها هنا مراتٍ ومراتٍ، ونقشت على قلوبنا مراتٍ ومراتٍ، وجعلت الشباب يقرؤون حقًا. وداعًا يا صديقي.
وداعًا أيُّها الغريبُ، كانتْ زيارتك رقصة من رقصات الظلِّ، قطرة من فطرات الندى قبل شروق الشمس، لحنًا سمعناه لثوانٍ من الدغل ثمَّ هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمنا.
وداعًا أيُّها الغريب، لكن كلَّ شيءٍ ينتهي!
لم أكن محظوظًا ككثيرين من جيلي الذي بدأ خطواته الأولى في القراءة بكتب د. أحمد خالد توفيق رحمه الله، وإنما عرفته متأخرًا جدًا، عرفته بعد أحد عشر عامًا من القراءة! سمعتُ اسمه لأوَّلِ مرةٍ بعدما مر أكثر من عِقدٍ كاملٍ على غرقي في بحر القراءة.
وأحسستُ بمرارةٍ حقيقيّةٍ يوم أن رحل الدكتور أحمد خالد رحمه الله، ولأنَّ لكلِّ شرٍ نحسبه خيرًا يكمن داخله كنت محظوظًا لأنِّي قرأتُ كل السلسلة دون انتظارٍ طويل، فكنتُ ألتهم في اليوم تقريبًا سبعة أعداد! وأنهيت السلسلة للمرة الأولى في أقل من أسبوعين متتالين!
في علاقة أحمد خالد بقرائه عقد غير مكتوب، أنَّه هو من يحكي وعلينا نحن كقراء أن نتقبل ما يكتبه، ولكم سهّل هذا على قرّائه جدًا، فاختفت الأسئلة من عينة كيف حدث هذا، وتعليقات مثل "هذا غير منطقي"
"رفعت إسماعيل" أستاذ أمراض الدمِّ بكلية الطب جامعة "........" المدخن كقاطرة بخارية، أو كبرلين يوم دخلها الحلفاء، النحيل كقلم رصاص هارب من حقيبة طفل في الصف الأول الابتدائي، مريض القلب والضغط وصاحب الجلطات اللامتناهية، الرجل الذي يثرثر كمحطة إذاعية، الأصلع كالمريخ، رأس المكنسة الصلعاء، الذي يجعلنا سعداء سعادة الخنزير البرية في بركةٍ من الطين! كان هو بطل السلسلة.
لعلَّ أجملَ ما في السلسلة أنَّ المؤلف –كم� يسميه رفعت- غرد خارج السرب، ولا نبالغ لو قلنا أنَّه جعل لنفسه سربًا خاصًا، معتادون نحن أن يكون بطل الرواية أقوى من فيها، وأجمل من فيها، وأوسم من فيها، وأكثرهم ظهورًا وحرصًا على الوصول للقاتل والانتقام منه، لكن المؤلف جعلنا جميعًا نولع برأس المكنسة الصلعاء الذي يحمل دزينة من الأمراض المزمنة، الذي –برغ� هذا كله- ينتصر على وحوش غريبة، وسحرة مجانين، ويهدم الأساطير الراسخة في الأذهان.
يلاحظ القارئ تطورًا عبقريًا في أسلوب المؤلف يظهر جليًا بين الأعداد العشرين الأولى وما بعدها، حتى أن علاقة المؤلف برفعت إسماعيل نفسها تبدلت وتغيرت، وتطورت جدًا.
في السلسلة كلُّ شيءٍ تقريبًا، جعل فيها التشويق والإثارة والترقب والغموض والخوف والرعب وقصة حبٍّ عظيمة، وسفرًا وهروبًا وحكاياتٍ غريبة واقعية وأخر بعيداتٍ عن المنطق والعقل، لكنك تستطيع أن تخرج بكلِّ عددٍ من السلسلة بجرعة كافية لتهدئتك تمامًا.
بعض الأعداد أقوى من بعضها بالطبع، وبعضها مثير للضحك بشدة، وبعضها الآخر ضعيف لكننا نقبل كلَّ شيءٍ طالما أنه من العراب، ولكن دكتور أحمد كان أفضل ما فيه أنّه أستاذ في السخرية، والسخرية من نفسه أولًا قبل كل أحد، وأولئك الذي لا يقدرون على السخرية من أنفسهم تكون سخريتهم لزجة مثيرة للغثيان.
نوّع الدكتور أحمد في أساليب سرد الرواية، من السرد العادي للراوي العليم لأسلوب المذكرات، لأسلوب المسرح، وقصاصات الجرائد والخطابات المتبادلة، والحكاية على لسان البطل. وأحد أهم خصائص المؤلف أنّه كان يستطيع بكل عبقرية أن يقدم لك المعلومة الطبية والتاريخية والعلمية بأسلوب قصصي عظيم لا يثير فيك الملل أبدًا، كما أن ثقافته الأدبية والتاريخية والسينمائية عظيمة جدًا.
رغم أن المشهور عن السلسلة أنها سلسلة "رعب" إلا أن تيمات الرعب المستخدمة في الرواية كانت قليلة جدًا، وغلبت الإثارة والتشويق على البقية، وبالنسبة إليَّ كانت ثلاثية إيجور عظيمة جدًا جدًا، وأسطورة الأساطير.
لا توجد شخصية واحدة في السلسلة عصية على الحب، رفعت وعزت وهن-تشو-كان وهويدا وماجي –الت� تسير على العشب فلا ينثني منه عود واحد- وسهام وعادل وكاميليا ود.لوسيفر وسام النصاب وهاري شيلدون المندفع والكينونة ود.سامي حتى الأمِّ مارثا العجوز الشمطاء.
أكثر الأبطال الذين تعلقت بهم كان هو رفعت إسماعيل، وحزنتُ حزنًا عميقًا عليه حين رحل، ولا زلت أذكر تلك الضجة التي أحدثها موت رفعت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا شكَّ أننا وإن كنا قد حزنا على رفعت إسماعيل فإننا لا زلنا مصدومين من موت د.أحمد خالد توفيق رحمه، ورغم أني قرأت السلسلة حوالي سبع مرات إلا أنّي في كلِّ مرةٍ أنتظر عددًا خاصًا جديدًا يخرج للنور.
"يومَ نموت سيمحو النسيم الرقيق آثار أقدامنا على الرمال، بعدما يفنى النسيم ترى من يخبر الأبدية أننا مشينا ها هنا مرة في فجر الزمان"
لا عليكَ يا صديقي نحن أخبرنا الأبدية أنك مشيت ها هنا مراتٍ ومراتٍ، ونقشت على قلوبنا مراتٍ ومراتٍ، وجعلت الشباب يقرؤون حقًا. وداعًا يا صديقي.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
سلسلة ما وراء الطبيعة كاملة.
Sign In »
Reading Progress
2018
–
Started Reading
2018
–
Finished Reading
September 16, 2018
– Shelved
September 16, 2018
– Shelved as:
أحمد-خالد-توفيق
ومن اجمل ما قرأت عن السلسلة وعن دكتور احمد رحمة الله عليه