ŷ������

" وبعد أن تمدد في التابوت اكتسي وجهه تعبيراً مستكيناً ، لطيفاً ، بل مرحاً ، كأنما كان سعيداً بأنهم وضعوه أخيراً في علبة لن يخرج منها أبداً . نعم لقد بلغ مثله الأعلي . وأثناء الجنازة ، وكأنما تكريماً له ، كان الجو مكفهراً ممطر ، فارتدينا جميعاً الأخفاف وحملنا الشماسي "
،
أحياناً يتوه المعني ، ولا أعرف لماذا حينما يتوه المعني في بعض الأحيان أشعر وأن هناك معني وهو أن كل هذا مجرد " هراء " .. فأنت لا تعلم أي نوع من الرجال يريدنا أن نكون تشيخوف طالما أنه تقريباً الجميع معلبون .. الجميع حبيسي الوظيفة والروتين .. الروتين يتكرر كثيراً في قصص تشيخوف ويبدو أن المجتمع الأوروبي في هذا الوقت عاني كثيراً من قيود العمل والوظيفة ، وزاد تعلقهم بها قسرياً حتي أصبح من يمقتها بشكل تام ، ومن يعبدها ويعبد قوانينها .. ويري أن ما خالفها إلا خطأ كبير ومشين في حق الموظف أو المعلم كما في الرواية !
في تلك الرواية صرخة مكتومة في وجه الوظيفة والروتين الحكومي والبيروقراطية ، وتوق إلي الحرية .. ولكن كُتب علينا العمل .. كتب علينا أن نكون مُعلبين يا تشيخوف .
،
" هذه هي المسألة فعلاً . وهل معيشتنا في المدينة ، في الجو الخانق والزحام ، وكتابتنا لأوراق لا حاجة إليها ، ولعبنا الورق .. أليس هذا علبة؟ وهل قضاؤنا لعمرنا كله بين كسالي ، عاطلين ، ونساء حمقاوات فارغات ، وتحدثنا وسماعنا لشتي ألوان الهراء .. أليس هذا علبة ؟ لو أردت لرويت لك قصة ذات موعظة .
قال بوركين :
كلا آن لنا أن ننام إلي الغد "