Youssef Al Brawy's Reviews > صالح هيصة
صالح هيصة
by
by

ذو قدرة خارقة على أن يُسرّب إليك هدوء الأعصاب مهما كنت متوترًا قلقًا، كأنه هو نفسه مخدر قوي كالأقراص الناجعة يظهر أثرها الفوري على متعاطيها. فيه بداوة وبكارة وبراءة وطزاجة، ومشاعره ذات دفء وذكاء، شعره أبيض في لون السماء يقف على فروة رأسه غيرَ متناسق الطول، فكأن هذا الكائن هابط من السماء بحزمة من خيوط السحاب مربوطة في رأسه لتحفظ توازنه إذ هو يتدلى على الأرض، فشدته الجاذبية الأرضية بقوة متزايدة حتى تقطّعت الخيوط كيفما اتفق وظلت جذورها عالقة برأسه، ويكأنها آثرت أن تفحته في مطحنة الحياة ويكون في حضنها على أن يظل مرتاحًا في السماء التي أتى منها، كأنه الملاك المحبوس في جسد إنسان حكيم تمامًا، تشع منه هيبة فطرية تفرض عليك احترامه في الحال، ربما لأنه يُجسد لك من أول وهلة ذلك النموذج المعنوي الشهير بـ"عزيز قومٍ ذل".. ذاك بعضُ ما يُوصف به صالح هيصة.
صالح هيصة شخصية أسطورية نسجتْ ملحمة شعبية عظيمة كل واحدٍ بطل من أبطالها، عرّى من خلالها خيري شلبي المجتمع بكل طبقاته، من المثقفين والأرستقراطيين حتى البروليتاريا والمحششين وما بينهم من كل الشخصيات المهروسة من طوب الأرض.
هو تجسيد سامٍ وصورة مصغرة متكاملة لرياح قوية تؤثّر في كل مَن تقابله بلطشة مما بداخلها، فيجد الواحد نفسَه ملطوشًا بنور من السماء ينمو بداخله شيئًا فشيئًا، حتى يكشِف صالح هيصة عن نفسه كاملًا بداخل كل واحد. لا بد أن تجده في جانب مظلم من النفس، يعمل الهيصة من غير صوت وحده متربعًا على عرش اللا-وعي، تجده في أي تصرف هنا وهناك، وبمجرد أن تتاح لك الفرصة ويخرج لوعيك تُفاجأ به يفرض سيطرته عليك ويصبح أسلوب حياتك المثالي، تجده موجودًا في كل ساعة وفي كل مكان، يتحدى الزمكان ويظهر أينما وكيفما أراد، تلقاه يجوس ويخترق الأغوار أكثر فأكثر، ليظهر من خلال نفْسِ كل واحد كإله مرشد، يفتّح عينه على الحقيقة، ويبرز له الصورة كاملة من خلال كلمات قليلة، يضع له النموذج الأمثل للحياة، ويفلسفها بطريقة شعبية تدخل القلب بلا استئذان. صالح هيصة فيلسوف يفرض رؤيته على من هو بداخلهم بلا أي إحساس بذلك، تجده يتجلى فيك شيئًا فشيئًا، حتى يصبح كل واحد "صالح هيصة" في نفسه، حتى يصبح كل واحد إنسانًا أعلى. فيصبح بذلك منهجًا حياتيًا يجري ورائه المريدون، ليصبح الواحد منهم صالحًا هيصيًا.
كنت في متاهة الشعور بالضياع التام، في قمة الحزن وفي حاجة فعلية إلى شخصية كصالح هيصة، فأتى وفلسف لي بمنطقه البدائي الحكيم أحزاني الكثيرة التي من فرط تراكمها أصبحت أجهل أسبابها، ليجعلها بعد ذلك كرِيمِ البحر لا يستقر إلا ثوانٍ معدودة. ثم شكّل بعد ذلك صراعًا في نفسي، صراعًا من نوع آخر جديد بين أن تكون شخصًا عاديًا أو صالحًا هيصيًا، فمَن بداخله صالح هيصة لا يرتاح خصوصًا وإن كان مصريًا، وأنا وهو والزمن معنا، وستُبرز الأيام جليًّا مدى ما فعله صالح هيصة بي.
ما في هذه الرواية لا يوصف بأي شكل من الأشكال، وما فيها من تأريخ اجتماعي وسبر لأغوار المصريين لا يضاهيه ما في أي رواية أخرى. الله يرحمك ويبشبش الطوبة اللي تحت راسك يا عم خيري.
صالح هيصة شخصية أسطورية نسجتْ ملحمة شعبية عظيمة كل واحدٍ بطل من أبطالها، عرّى من خلالها خيري شلبي المجتمع بكل طبقاته، من المثقفين والأرستقراطيين حتى البروليتاريا والمحششين وما بينهم من كل الشخصيات المهروسة من طوب الأرض.
هو تجسيد سامٍ وصورة مصغرة متكاملة لرياح قوية تؤثّر في كل مَن تقابله بلطشة مما بداخلها، فيجد الواحد نفسَه ملطوشًا بنور من السماء ينمو بداخله شيئًا فشيئًا، حتى يكشِف صالح هيصة عن نفسه كاملًا بداخل كل واحد. لا بد أن تجده في جانب مظلم من النفس، يعمل الهيصة من غير صوت وحده متربعًا على عرش اللا-وعي، تجده في أي تصرف هنا وهناك، وبمجرد أن تتاح لك الفرصة ويخرج لوعيك تُفاجأ به يفرض سيطرته عليك ويصبح أسلوب حياتك المثالي، تجده موجودًا في كل ساعة وفي كل مكان، يتحدى الزمكان ويظهر أينما وكيفما أراد، تلقاه يجوس ويخترق الأغوار أكثر فأكثر، ليظهر من خلال نفْسِ كل واحد كإله مرشد، يفتّح عينه على الحقيقة، ويبرز له الصورة كاملة من خلال كلمات قليلة، يضع له النموذج الأمثل للحياة، ويفلسفها بطريقة شعبية تدخل القلب بلا استئذان. صالح هيصة فيلسوف يفرض رؤيته على من هو بداخلهم بلا أي إحساس بذلك، تجده يتجلى فيك شيئًا فشيئًا، حتى يصبح كل واحد "صالح هيصة" في نفسه، حتى يصبح كل واحد إنسانًا أعلى. فيصبح بذلك منهجًا حياتيًا يجري ورائه المريدون، ليصبح الواحد منهم صالحًا هيصيًا.
كنت في متاهة الشعور بالضياع التام، في قمة الحزن وفي حاجة فعلية إلى شخصية كصالح هيصة، فأتى وفلسف لي بمنطقه البدائي الحكيم أحزاني الكثيرة التي من فرط تراكمها أصبحت أجهل أسبابها، ليجعلها بعد ذلك كرِيمِ البحر لا يستقر إلا ثوانٍ معدودة. ثم شكّل بعد ذلك صراعًا في نفسي، صراعًا من نوع آخر جديد بين أن تكون شخصًا عاديًا أو صالحًا هيصيًا، فمَن بداخله صالح هيصة لا يرتاح خصوصًا وإن كان مصريًا، وأنا وهو والزمن معنا، وستُبرز الأيام جليًّا مدى ما فعله صالح هيصة بي.
ما في هذه الرواية لا يوصف بأي شكل من الأشكال، وما فيها من تأريخ اجتماعي وسبر لأغوار المصريين لا يضاهيه ما في أي رواية أخرى. الله يرحمك ويبشبش الطوبة اللي تحت راسك يا عم خيري.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
صالح هيصة.
Sign In »