ŷ������

📚 كتاب مدخل إلى القرآن الكريم [ عرض تاريخي وتحليل مقارن ]
🖋 تأليف : الدكتور محمد عبد الله دراز
ترجمة : محمد عبد العظيم علي
مراجعة : دكتور السيد محمد بدوي
الناشر : دار القلم / الكويت / 1984
عدد الصفحات : 179

هذا الكتاب يمثل إحدى رسالتين باللغة الفرنسية نوقشتا في 15 كانون الأول ( ديسمبر ) 1947 بجامعة باريس ، وبفضلهما نال المؤلف درجة الدكتوراه في الآداب بمرتبة الشرف الاولى.

الكتاب مقسم ألى ثلاثة اقسام :
قسم تاريخي وقسم تحليلي وقسم نقدي جدلي
وكل قسم ينقسم بدوره الى ثلاثة فصول .

•°�� في الفصل الاول من القسم التاريخي نظرة تاريخية عابرة على طفولة النبي الكريم وشبابه حتى بداية بعثته.

•°�� وفي الفصل الثاني عرض المؤلف الظروف التي نزل فيها القرآن والظروف التي جمع فيها حتى وصل الينا بهذه الصورة .
ويؤكد فيه الدكتور الدراز بان القرآن الكريم مطابق مطابقة حرفية للنص المكتوب بإملاء الرسول عليه الصلاة والسلام والذي حفظ بعناية في صدور الصحابة ، والدليل الذي يقطع بصحته يكمن في انه رغم الخلافالذي نزغ بين المسلمين مبكراً ، فقد ظل القرآن واحداً في العالم الاسلامي كله حتى بالنسبة للفرق الإسلامية الحانقة على الخلفاء الثلاثة الاوائل.

•°�� اما في الفصل الثالث فيفند الخطأ الشائع الذي يزعم بإن الاسلام يبيح نشر الدعوة بالقوة واستطاع المؤلف ان يثبت ما يخالف ذلك ، ويؤكد ان حرية الدين والمعتقد هي من المباديء التي ارساها وعززها القرآن الكريم ، فالحرب الشرعية المقدسة في نظر القرآن هي الحرب الدفاعية ، واذا كانت هناك مخالفات لهذه القاعدة وقعت عبر التاريخ فإنها في الواقع لا تستند الى حرفية النص القرآني ولا الى روحه فضلا على انها لم تكن السبب الرئيسي في انتشار الإسلام.

•°�� في القسم الثاني يستخلص الكاتب الافكار الرئيسية الثلاثة في الدعوة القرآنية من جانبها الديني والخلقي والأدبي

- فيما يتعلق بالجانب الديني اكد الدكتور الدراز بان معنى الاسلام هو الإيمان بالله والخضوع للارادة الالهية وهو بهذا المعنى لا يتعارض مع اليهودية ولا المسيحية بل يدعو للإيمان بجميع الكتب المنزلة وجميع الانبياء وتقديسهم دون التمييز بينهم .

- اما في الجانب الخلقي فقد اقام جميع الرسل ميزان العدل وكلهم أُمروا بأن يفعلوا الخير ويحثوا عليه فجاء الإسلام امتداد لما جاء به الرسل من قبل وتخفيف عن الانسانية بعض الشرائع القاسية التي كانت قد سنت .
وقد ساق المؤلف كثيرا من الامثلة من الاحكام المتشابهة في التواراة والإنجيل والقرآن.

•°�� اما القسم الثالث من الكتاب فقد كرسه الكاتب لدراسة طريقة القرآن في إثبات ربانية مصدره واعتمد في ذلك على :
١. طابع الوحي المفاجيء غير المنتظر .
٢. امية النبي عليه الصلاة والسلام وجهل قريش عامة فيما يتعلق بالقصص الديني والايمان والشرائع والكتب المنزلة .
٣. حالة النبي الامية وادراك قومه بانه لم يكن لياتي بهذا الكتاب من عنده .
٤. اللغة الاجنبية للاديان السابقة مما يصعب الوصول اليها وفهمها .
٥. الحقائق التي يقدمها القرآن لا يمكن الطعن فيها .
٦. تحدي الله لهم بانهم غير قادرين على الاتيان بمثل هذا الكتاب ولو اجتمعوا على ذلك .

•°�� ومما يزيد في في قوة الحجج والبراهين التي يقدمها الدراز رحمه الله انه لم يكتف بالنصوص القرآنية او مآثر السلف الصالح بل كان يقلب كل مسألة من المسائل على وجوهها المختلفة المحتملة منها وغير المحتملة ويورد ما جاء بشأنها في كتب المستشرقين والفلاسفة والمفكرين الغربيين ثم يرد عليهم بحجج عقلية من نوع حججهم فيبلغ في الرد عليهم.

وبالاضافة لجمال الكتاب وقوة حجته فقد بذل المترجم مجهودا يستحق الثناء فقد اثرى الكتاب في الحاشية بالكثير من الآيات القرآنية التي تخدم النص وتثريه .

💬 هذه المرة الثانية التي اقرأ فيها للدكتور الدراز بعد كتاب النبأ العظيم واشعر بالامتنان والسعادة لوجود رجال مثله تحمل هم الدين وتنافح عنه .

تقييم الكتاب :5\5
انصح بقراءته 👌