Youssef Elzeny's Reviews > فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال
by
تُعتبَر قضيّة التوفيق بين الدين والفلسفة من أهم القضايا التي شغلت بال الفلاسفة المسلمين قديمًا، من الكِندي أولًا، مرورًا بالفارابي وإخوان الصفا ثانيًا، وصولًا لابن طُفيل ثالثًا، وانتهاءً بابن رُشد رابعًا، وبدأت هذه الإشكاليَّة تَطرح نفسها بجلاءٍ مع وُفود الفلسفة اليونانيَّة إلى الفضاء العربي والديار الإسلاميَّة، إبَّان حركة الترجمة العظيمة التي قام بها العبَّاسيون وبلغت ذروتها في عهد الخليفة المأمون (المتوفَّي سنة 218هـ)، بعد أن وجَّه اهتمامه إليها الفيلسوف العربي والإسلامي الأول يعقوب بن إسحاق الكِندي (المتوفَّى سنة 256هـ). حيثُ انقسم المُفكِّرون الإسلاميُّون وجمهور العُلماء وقتذاك إلى فريقين، فريقٌ يرى بأن الفلسفة هي ابتعادًا صريحًا عن الحق الإلهي الذي أنزله الله عن طريق الوحي في صورة شرائعٍ وتعاليم، فضلًا عن أنها شيءٌ دخيلٌ وغريبٌ على المُجتمع الإسلامي، ومُخالِفٌ لروح الدين وأصوله ومبادئهُ، أي أنهم قالوا بتقديم النقل - النص الديني - على العقل. وفريقٌ آخر يرى بأن الفلسفة ما هي إلَّا تمكين الإنسان لأن يصل إلى الحقائق الكليَّة والإلهيَّة المُجرَّدة، ليس عن طريق النصوص والشرائع الدينيَّة فحسب، بل وأيضًا عن طريق النظر العقلي الخالص والتأمُّل والعلم الإنساني المحض، أي أنهم قالوا بالعقل لا بالنقل وحده، وكان ابن رُشد من الفريق الثاني الذي ارتأى ضرورة التوفيق بين الحكمة والشريعة، فألَّف لنا هذا الكتاب.
لقراءة المقال:
by

تُعتبَر قضيّة التوفيق بين الدين والفلسفة من أهم القضايا التي شغلت بال الفلاسفة المسلمين قديمًا، من الكِندي أولًا، مرورًا بالفارابي وإخوان الصفا ثانيًا، وصولًا لابن طُفيل ثالثًا، وانتهاءً بابن رُشد رابعًا، وبدأت هذه الإشكاليَّة تَطرح نفسها بجلاءٍ مع وُفود الفلسفة اليونانيَّة إلى الفضاء العربي والديار الإسلاميَّة، إبَّان حركة الترجمة العظيمة التي قام بها العبَّاسيون وبلغت ذروتها في عهد الخليفة المأمون (المتوفَّي سنة 218هـ)، بعد أن وجَّه اهتمامه إليها الفيلسوف العربي والإسلامي الأول يعقوب بن إسحاق الكِندي (المتوفَّى سنة 256هـ). حيثُ انقسم المُفكِّرون الإسلاميُّون وجمهور العُلماء وقتذاك إلى فريقين، فريقٌ يرى بأن الفلسفة هي ابتعادًا صريحًا عن الحق الإلهي الذي أنزله الله عن طريق الوحي في صورة شرائعٍ وتعاليم، فضلًا عن أنها شيءٌ دخيلٌ وغريبٌ على المُجتمع الإسلامي، ومُخالِفٌ لروح الدين وأصوله ومبادئهُ، أي أنهم قالوا بتقديم النقل - النص الديني - على العقل. وفريقٌ آخر يرى بأن الفلسفة ما هي إلَّا تمكين الإنسان لأن يصل إلى الحقائق الكليَّة والإلهيَّة المُجرَّدة، ليس عن طريق النصوص والشرائع الدينيَّة فحسب، بل وأيضًا عن طريق النظر العقلي الخالص والتأمُّل والعلم الإنساني المحض، أي أنهم قالوا بالعقل لا بالنقل وحده، وكان ابن رُشد من الفريق الثاني الذي ارتأى ضرورة التوفيق بين الحكمة والشريعة، فألَّف لنا هذا الكتاب.
لقراءة المقال:
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال.
Sign In »