ŷ������

رواية تأملية شاعرية في غاية العذوبة، يصحبنا ناتسومي سوسيكي في تجوال ورحلة فنية باذخة الجمال في ظل طبيعة خلابة وخيال طري لفنان يحاول أن يتلاشى مع فن العالم وفنه الخاص ، مزيج من تأملات، من حساسية معقدة ينشأها الفنان مع ما حوله من طبيعة ومن أناس ، يأخذنا حتى أعماق التأمل الإنساني المرتبك أمام حضرة الجمال وبواعث الحب والنشوة التأمل في الطبيعة ..


إمتزاج روح الفنان مع الطبيعة البكر هو شيء من سحر، من رغبة في التجدد، إنسجام تأملي تام ما كل من شأنه أن يجعل روح الإنسان خفيفة وتحلق فوق تأملات منفلتة من قبضة العقل والمنطق والاشياء، الرواية هذه ليست للاشياء ولا للروح أيضاً بل لتعلق بسيط وهش، حالة من الوجد مع الطبيعة والفن والفضاء والحب والقلق والضمير والإنتماء واللامعقول والشغف والعاطفة ، هروب من الإبتذال، سخط عالٍ من حياة معاصرة تبدو كالسجن للروح القادرة على التحليق بعيداً، يأخذنا الكاتب إلى عوالم بدائية غير ملموسة، عوالم ضبابية، حيث الوعي الإنساني في صفاءه ويقينه المشتت، إلى نهايات الاشياء الأكثر تشبعاً بالفن ، إلى الفن نفسه، إلى غرفة العالم السفلية الموشحة بالقصائد والفن والتأمل، بعيداً عن الضجيج اليومي للحياة، كم مرة تمنيت العيش هنا، حيث عالم سوسيكي الذي يفضح الجمال ويربت على قلب المحبين للحياة الأكثر حزناً وشاعرية، حيث مازال في وسع الفنان أن يعيش، ما زال في أبسط إنسان أن يصبح فناناً مادام يمتلك روحاً صافية، حساسة، متمردة، أن لكل منا في داخله وعي فنان، ريشة طائر، فرشاة وقلم، قصيدة وحب، وضجر يومي يجعلنا نفر من قسوة هذا العالم نحو أحضان الجمال والتأمل، التأمل بهدوء وبدون تعجيل لوصول الاشياء ..


رواية جميلة ودافئة وحميمية للغاية، وروائي أتقن سرد معالم الجمال بخفة رسام بارع، رواية لكل عاشق للفن والجمال والطبيعة..