ŷ

dzܰ-é徱Ա's Reviews > الأسطورة والمعنى: دراسات فى الميثولوجيا والديانات المشرقية

الأسطورة والمعنى by فراس السواح
Rate this book
Clear rating

by
56052706
::انطباع عام::
=-=-=-=-
رائع! يأخذنا فراس السواح في رحلة ماتعة ابتداءً من الأسطورة ومفهومها وهيكلها وكيفية التعامل معها بشكل مختلف تمامًا عن أي نص آخر، وأن هناك شروط معينة لفهم الأسطورة والدخول في عالمها والتخلي ولو قليلاً عن شدة سطوة العقل التحليلي الذي يريد كل شيء يمشي في خط مستقيم من مقدمة إلى نتيجة، وليس هذا فقط، يورد المؤلف عدة أساطير متدرجة من أبسطها إلى أعقدها وكيفية الدخول إلى عالمها واستخلاص معانيها حتى لو استخدمنا العقل التحليلي الذي بالتأكيد سوف يجعلنا نتلقى الأسطورة بشكل مختلف تمامًا عن الإنسان القديم الذي تلقاها أول مرة. ثم يتناول السواح بعض المواضيع الهامة التي تدور في إطار الأسطورة كالتاريخ والطقس ثم يتوقف قليلاً عند التموزية التي يراها كديانة ذات ثقافة أمومية مغرقة في القدم كانت رئيسية ثم اكتسبت درجة ثانية وانحصرت فقط في إطارها الخصبي التجديدي كل سنة وهذا الموضوع قد تم تناوله باستفاضة في مؤلفه لغز عشتار. وفي النهاية يختم الكتاب عن موضوع الأخلاق ويركز المؤلف خصوصًا في الأخلاق التوراتية وما تولده صور الإله التوراتي المختلفة والمتناقضة من توليد تابوهات طقسية أكثر منها أخلاقًا معنوية، ونرى ذلك منعكسًا أيضًا في سلوك أهم الشخصيات التوراتية والفصل الأخير جعله السواح لمناقشة السياق التاريخي الذي نشأت فيه اليهودية انطلاقًا من افتراضة أن أي دين هو لا ينفصل بالتبعية عن سياقه التاريخي الذي نشأ فيه.

***
::الكتاب في سطور::
=-=-=-=-=-=-=
إن الأسطورة هي حكاية مقدسة، ذات مضمون عميق يشف عن معاني ذات صلة بالكون و الوجود و حياة الإنسان ... صفة القداسة التى يتمتع بها النص الأسطوري يجب أن تكون الفيصل الأساسي في عملية التعرف على النصوص الأسطورية لثقافة ما.
الأسطورة ناتج انفعالي لا عقلاني و بوابات اللاعقلانية الإنسانية جاهزة في كل لحظة للانفتاح على مصاريعها و تدمير كل ما بناه العقل الإنساني. النزوع الأسطوري في جانبه البناء في توحيد الإنسان مع الطبيعة قد يتحول إلى ارتماء في حضن الشيطان.
ينبع سلطان الأسطورة الحقيقية من سحر البيان لا من حبكة البرهان و أسلوبها المسيطر الذي لا يخاطب العقل و الوجدان.
نحن لا نملك أسطورة يونانية نقلت إلينا في سياقها الديني الشعائري، و إنما من خلال وثائق أدبية منمقة منقطعة عن خبراتها الدينية الأصلية، أي من خلال مثيولوجيا مجردة من القدسية و منزوعة عنها صفة الأسطورة.
الأدوات القوية التي تعيننا على التعامل مع النص الأسطوري المفرد إرجاعه إلى النسق المثيولوجي الذي ينتمي إليه، ضرورة تحديد الزمرة التي تنتمي إليها الأسطورة ضمن النسق المثيولوجي ذاته كأن تكون أسطورة أصول و تكوين او أسطورة خصب إلخ.
إجراء المقارنات البعيدة منها و القريبة ضمن نظام صارم ضمن بيئتها و الثقافة التي أنتجتها.
هذا هو المنهج الذي يجب أن يحل محل المنهج القديم الذي كان يقدم الفكرة الأسطورية ثم اتباعها بحشد من الأمثلة الموضحة المستمدة من ثقافات متباعدة و منتزعة من سياقاتها و ترابطاتها المحلية.
إن الأسطورة هي وسيط رمزي يومضع الانفعال الداخلي في الخارج من خلال وسيط رمزي آخر هو الكلمات. و لكننا عندما نأتي إلى التحليل و التفسير فإننا نلجأ إلى وسيط ثالث إلى جملة أخرى من الكلمات تعمل على شرح الجملة العصبية، في الوقت الذي يتوجب علينا فيه ان تربح تلك الجملة الأصلية وصولا إلى الحالة الانفعالية التي أنتجت الأسطورة. أي أن نتأمل الأسطورة كما تأملنا النار و نفذنا إلى سرها دون وسيط. هذه مهمة صعبة تنقلنا من البحث إلى ما يشبه التصوف.
الأسطورة تبقى أمنية للتاريخ المقدس لأنها لا تعطي الإنسان أهمية تذكر في صنع حضارته و تقرير مصيره.
يمكننا تمييز ثلاث مراحل في التاريخ الذي تكشف عنه الأسطورة: السرمدية السابقة على فعالية الألوهة؛ الزمن الكوزموغوني أي زمن الخلق والتكوين؛ زمن الأصول والتنظيم.
الأسطورة تزود الإنسان بذاكرة تاريخية تعطيه إحساسًا بوجود مسوغ لحياته، وبدون هذه الذاكرة يصير الإنسان إلى حالة أشبه بالموت، لأن نسيان الماضي هو نوع من أنواع الموت.
الأسطورة هي ترميز للخبرة الدينية بالكلمات، والطقس هو ترميز لها بالحركات، والتمثال هو ترميز بالصورة المادية الماثلة أمام البصر.
اعتقد الإنسان بقدرته على عون القوى الإلهية الحافظة لحياة الإنسان من خلال الطقس الذي يعمل على عون القوى الإلهية الحافظة لحياة الإنسان من خلال الطقس الذي يعمل على تحيين الأسطورة وجعل النشاطات الخلاقة للزمن البدئي فاعلة في الزمن الجاري.
إن الأسطورة الحقة هي التي تفصح عن وجهيها هذين: وجه القدم ووجه الآن المزروع في السرمدية.
مؤسسة التابو هي نوع جنيني من الأخلاق الدينية.
لا يجوز لأية ديانة أن تفاخر بعلو منظومتها الأخلاقية وتميزها عما جاءت به الأديان الأخرى، لا فرق في ذلك بين وثنية وتوحيد. تختلف اللغات في التعبير عن ذات الدلالات وكذلك تختلف الأديان شكلاً وتلتقي مضمونًا في دين واحد هو دين الإنسان.
كتاب التوراة من حيث الشكل والمضمون ينتمي إلى جنس من الكتابة اسمه جنس الجمع التراثي حيث يعمد المحررون إلى جمع وتصنيف وإعادة صياغة تركة أدبية شفوية شعبية متعددة من حيث المنشأ والأصول وخطوط التداول ويرتبونها في تسلسل زمني مفروض عليها من الخارج ويجعلها تبدو وكأنها رواية تاريخية متصلة الحلقات.
ما يؤكد على ثانوية الأخلاق في التوراة أن كل خطايا بني إسرائيل يمكن غسلها بطقس تطهر بسيط أما تجاوز قاعدة طقسية أو حدود تابو معين فيودي بحياة أكثر الناس تقوى على الفور ... إن أول نفس أحل قتلها في إسرائيل هي التي تأكل الخمير ولا الفطير الخروج ١٢:١٠.
فقد النص التوراتي كل مصداقية تاريخية ... لابد من الفصل بين الصورة التاريخية لإسرائيل القديمة وصورتها التوراتية ... تاريخ إسرائيل في التوراة هو محض أخيولة أدبية.

***

::اقتباس لافت::

"سأمارس الجنس مع امرأة. افعل ذلك سيدي، مارس الجنس مع امرأة. فإن مضاجعة النساء تنسي الرجل هموهه و متاعبه. كلا أيها الخادم لن أمارس الجنس مع امرأة. لا تفعل ذلك سيدي، لا تفعل فالمرأة شرك، و حفرة و خندق إنها خنجر حاد يحز رقبة الرجل." ص ٢٨٠

"تاريخ شعب إسرائيل كما ترسمه الرواية التوراتية لا يعدو أن يكون فانتازيا لا تصلها صلة بالتاريخ الحقيقي للمنطقة. بل لقد نشات هذه الديانة و تطورت و اتخذت شكلها الحالي خلال القرون القليلة للميلاد.
لكن يتبقى سؤال: إذا كان المجتمع الجديد في اليهودية قد أنشأته بقية المسبيين من يهوذا، على ما تؤكد الرواية التوراتية، لماذا قام كهنوت أورشليم ببناء قصة الأصول حول إسرائيل و جعلوا من هذه الفئة أخر من تبقى من سلالة شعب إسرائيل؟
المرجع أن تكون الجماعات التي عادت إلى أورشليم قد ضمت إلى جانب بقية سبي يهوذا شرائح من شعوب مسبية أخرى قد فقدت ارتباطها بمواطنها الأصلية. و لا تمانع من التوجه إلى أية منطقة مستفيدة من سياسة الإنعاش و إعادة البناء. كما أن من المرجح أيضا أن تكون الإدارة الفارسية قد ضمت إلى هؤلاء جماعات كانت تعيش عيشة البؤس و الكفاف في المناطق الفلسطينية الأخرى التي آلت إلى الخراب التام على يد آشور. و بما أن دولة إسرائيل-السامرة كانت أقوى الدويلات الفلسطينية و أكثرها شهرة و كام إلهها يهوه أعلى الآلهة الفلسطينية شأنا، فقد تم إفهام جماعات العائدين و المرحلين إلى أورشليم بأنهم ورثة مملكة إسرائيل و أن إله السماء الفارسي هو الآن يهوه القديم في حلته العالمية الشمولية الجديدة. " ص ٣٤٨

***

::تساؤل::

يذكر فراس السواح في بداية كلامه عن السياق التاريخي الذي نشأت فيه اليهودية أن أي دين لابد أن ينشأ في إطار تاريخي ولفهم هذا الدين يجب الإحاطة بالظروف التاريخية التي نشأ فيها الدين. سؤالي هنا، هل هذا هو منهج التاريخانية؟ لأنه كانت الابتداء بالفكرة نفسها كان كمسلمة.

***
6 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الأسطورة والمعنى.
Sign In »

Quotes dzܰ-é徱Ա Liked

فراس السواح
“الانسان الحديث الذي غالبا ما يفخر بعلمانيته وعقلانيته هو سليل ذلك الانسان المتدين القديم صانع الاساطير، وهو إذ يدير ظهره لأساطيره التي فقدت لديه كل مقدرة على الايحاء، إنما يعمل على استبدالها بأساطير مزيفة وطقوس عابثة، قد ترضي ذلك النزوع الاسطوري لديه، ولكنها لا تجعله في انسجام وتلاؤم مع متطالباته الحقيقية. وهذا ما يجعل الجماهير على الدوام عرضة للوقوع في براثن اساطير حديثة مصممة بشكل مدروس من أجل توجيه الجماهير والسيطرة عليها. ويتجلى ذلك بأخطر صورة في مجال السياسة.”
فراس السواح, الأسطورة والمعنى: دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية


Reading Progress

March 23, 2019 – Shelved
March 23, 2019 – Shelved as: to-read
July 10, 2021 – Shelved as: فراس-السواح
August 14, 2022 – Started Reading
August 14, 2022 – Shelved as: nonfiction
August 14, 2022 – Shelved as: mythology-folklore
August 14, 2022 – Shelved as: philosophy
August 14, 2022 – Shelved as: religion-spirituality-mysticism
August 14, 2022 – Shelved as: history
August 15, 2022 –
page 27
7.58%
August 18, 2022 –
page 47
13.2%
August 20, 2022 –
page 111
31.18%
August 21, 2022 –
page 213
59.83%
August 23, 2022 –
page 329
92.42%
August 25, 2022 – Finished Reading
February 3, 2024 – Shelved as: في-مكتبتي-ورقي

No comments have been added yet.