ŷ

حماس's Reviews > لا تقولي إنك خائفة

لا تقولي إنك خائفة by Giuseppe Catozzella
Rate this book
Clear rating

by
12543333
لا تقولي إنكِ خائفة أبدًا




حتى لو كان الخرف يعتريكي، وترتعد فرائصكِ له
ِاعترافكِ لنفسكِ بخوفكِ يعطيه الفرصة لشل حركتك
كوحش يتعاظم ببطء ليبتلعك بداخله
ثم يصور لكِ الهلاك على أنه الأمل المبتغى
فتذهبين بقدميكِ إلى الهلاك، ورحلة الهلاك تكون غالبا بلا عودة، رحلة في اتجاه واحد، وإن اختلفت المصائر فلن تعودي إلى ذاتكِ أبدا
ِتنسين من أنت ومن أين أتيت
ِتنسين ماضيكِ وحاضركِ وما كنت تتمنيه ليصير مستقبلك
ِويبقى حلم أوحد، حبيسًا هناك، قد يكون حلما بزيارة القمر، أو بمصادقة رئيس بلاد العجائب، لا يهم ..
ففي كل الأحوال سيكون حلمًا مستحيلًا، عقلك يخدعك فقط كي تبقى على قيد الحياة
أو ربما ما يبقى هو ذكرى وحيدة، تعيدين تصويرها مئات المرات، مع الكثير والكثير من المونتاج حتى تتوهين عن الذكرى الأصلية، وهذا أيضًا لا يهم..
لا يهم من كنّا وأين كنّا، لا تهم الذكريات
مايهم فقط هو البقاء على قيد الحياة
وحين تتخلين عن كل شىء في سبيل البقاء على قيد الحياة
تتخلين عن ممتلكاتكِ، تتخلين عن قوتكِ التى طالما رفعتِ رأسكِ عاليًا تتباهين بها أمام مرآتكِ،
تفتخرين أنكِ وبرغم كل الظروف القاسية التى مررت بها تمكنتِ من الحفاظ على روحكِ وأحلامكِ داخل قلبكِ لا يسلبهم أحد،
ولكنك اليوم تتعلمين كيف تتخلين عنهم وتتعلمين أن الظروف بوسعها دائمًا أن تكون أقسى،
وأن قوتكِ التى طالما افتخرتِ بها كانت فقط لأن الظروف لم تكن قاسية بالدرجة الكافية
تتخلين أيضًا عن ماضيكِ وعن هويتكِ، أنتِ فقط إنسانة تريد الحياة
وحتى الإنسانية تتخلين عنها في لحظة ما
وتتقبلين بلا قدرة أو رغبة في الاعتراض إذا نادوكي أو غيركِ بـ هيوانا (حيوان)
وحين تتخلين عن كل شىء، فقط لتبقى على قيد الحياة
ِتأبى الحياة بكبرياء ان تتقبل تضحياتك
تعلم أن تضحياتكِ كانت لأجل حلم تريدين تحقيقه لا من أجل سواد عيني الحياة
ِفتنتزع منك آخر ما تبقى لك، تنتزع أنفاسكِ الأخيرة وتوهمكِ أن حلمكِ هو كان سبب هلاكك
وتعودين للوراء لتتذكرين كيف وصلتِ إلى هذه الحال
لكنكِ لا تملكين متسعًا من الوقت
لقد فارقتِ الحياة




أحببتِ البحر، وجدتِ فيه شغفكِ الثاني بجانب العدو، بإمكانني تخيل مدى سعادتكِ وأنتِ على متن القارب وسط البحر ترين حلمكِ أمامكِ وتمدين يديكِ بأقصى ما تستطيعين لالتقاطه، كان بإمكانكِ تنسم رائحة البحر وتأمله عن قرب وربما مد يديكِ لتلمسينه أيضًا
كنتِ تحلمين باحتضان البحر بمجرد وصولكِ إلى إيطاليا، لتستشعري ابتلالكِ بمياه البحر، أنتِ التى طالما راودكِ هذا الحلم منذ بدأ معكِ شغف العدو في سن مبكرة للغاية
وفي لحظة، بدا لكِ أنكِ لن تصين أبدًا، بدا لكِ أن الحل الأوحد هو القفز في أحضان البحر، ولم تتوانى
لربما اعتقدتِ أن البحر سيسمح لكِ بممارسة شغفكِ عليه، يسمح لكِ بالركض على سطحه



وياليته فعل!

هل كرهتِ البحر في اللحظات القصار الفواصل ما بين إدراككِ لمصرعكِ، وبين مصرعكِ بالفعل؟
أم هل احتفظت بحبكِ له حتى النهاية؟



لن نعرف أبدًا





تمت
21/7/2019
9 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read لا تقولي إنك خائفة.
Sign In »

Reading Progress

July 20, 2019 – Started Reading
July 20, 2019 – Shelved
July 20, 2019 –
page 174
64.21% "فقد كنت حزينة، بدرجة كبيرة، جعلتني لا أخشى شيئًا
الخوف ما هو إلا أحد جوانب ترف السعادة"
July 20, 2019 –
page 176
64.94% ""الهواء هنا له رائحة طيبة"
هكذا قلت لتيريزا التى كانت تجلس على المقعد الخلفي بجانبي
"ليس بع أي رائحة، إنه طبيعيّ، يا سامية. كل ما في الأمر أنه يخلو من رائحة البارود""
July 21, 2019 – Shelved as: international-words
July 21, 2019 – Shelved as: أخبار-الحروب-والدول
July 21, 2019 – Shelved as: النفيس
July 21, 2019 – Shelved as: سير-وتراجم
July 21, 2019 – Shelved as: wrote-and-read-with-pain
July 21, 2019 – Shelved as: أمتعتنى
July 21, 2019 – Finished Reading

No comments have been added yet.