ŷ

mai ahmd's Reviews > الغثيان

الغثيان by Jean-Paul Sartre
Rate this book
Clear rating

by
F 50x66
's review

really liked it
bookshelves: فلسفة, روايات


عندما كتب ساتر روايته الاولى التي اشتهرت تحت عنوان «الغثيان»، وكان قد اسماها في البداية «تأملات في الصدفة»، عرضها على رفيقة حياته سيمون دوبوفوار، التي وجدتها مملة ولا تتضمن عنصر التشويق، أعاد سارتر صياغتها قبل ارسالها الى الناشر
الفرنسي «غاليمار»، لكن لجنة القراءة رفضتها واعتبرتها غير ذات شأن.
مما أصابه بالإحباط الشديد والاكتئاب
الا أنه قرر التصرف بشكل عملي هذه المرة ملتمسا من صديقه، شارل دولان، التوسط لدى الناشر، غاستون غاليمار. واقترح الناشر تعديلات وتغييرا للعنوان إلى «الغثيان».
وهكذا ظهرت للوجود الرواية المؤسسة لشهرة جان بول سارتر، فحصدت النجاح الجماهيري المنقطع النظير !

الغثيان ليس بالكتاب السهل القراءة لأنه يحوي فلسفة سارتر الوجودية وجاء ذلك متمثلا في شخصية بطل الرواية السيد أنطوان , تبدو الكتابة في المئة الأولى مملة وعبثية وحديث نفس لا رابط بين فقرة وأخرى , تضج بالتأمل في التفاصيل الصغيرة , التفكير الذي لا يتوقف عقل يكاد أن ينفجر , تشغله الأيادي , الحجارة المقذوفة في بركة ماء صورا في السقف , دوائر صلبان ,,الرؤى لا تتوقف ,يدخل مكتبة يتأمل في اللوحات يكتب تفاصيل الوجوه يحدثها هذا التأمل الذي شغل بطل الرواية أوصله لمرحلة من الغثيان ,الغثيان نتج عن الملل من عبثية الوجود الإنساني يتوقع أنطوان أن حل مشكلته لربما يكمن في الإلتقاء بصديقته آني لكن حين يجدها لا يجدها!
فحالها لم يكن يختلف عنه كثيرا ,,
يقول سارتر في رائعته الغثيان
ما أشد ما أحسني بعيدا عنهم , من على هذه الرابية يخيّل إليّ أنني أنتمي إلى جنس آخر
إنهم يخرجون من المكاتب بعد يوم عملهم , ينظرون إلى البيوت والحدائق نظرة راضية
ويفكرون بأنها مدينتهم , مدينة برجوازية جميلة , إنهم غير خائفين , وهم يحسون بأنهم
في بيوتهم !
إنهم لم يروا قط إلا الماء المستأنس الذي يسيل من الصنابير ,
وإلا النور الذي ينبع من المصابيح حين يضغطون على المفتاح ,
وإلا الأشجار الهجينة التي تُسند بالمناشير ,
إنهم يرون الدليل مئة مرة كل يوم , على أنّ كل شيء يتم بصورة آلية ,
وأنّ العالم يطيع قوانين ثابتة لا تتغير ,
إن الأجسام المتروكة في الفراغ تسقط جميعا بالسرعة نفسها ,
والحديقة العامة تغلق كل يوم في الساعة الرابعة !
وأن الرصاص يذوب عند الدرجة 335
و أن آخر ترام يغادر أوتيل دوفيل في الساعة الثالثة والعشرين وخمس د !
إنهم مطمئنون , كئيبون
يفكرون في الغد أي ببساطة في يوم جديد
إن المدن لاتنعم إلا بنهار واحد يعود متشابها كل صباح
ولا يفعلون إلا أن يقرعوا له الأجراس أيام الأحد , الحمقى !
إنهم يثيرون إشمئزازي !

أظن أن هذه الفقرة التي كتبها سارتر على لسان أنطوان تلخص ما أراد سارتر أن يقوله في الغثيان ,
ولا أظن أن كل من يقرأ غثيان سارتر سيتصالح معه !
إنها قراءة في فلسفة الوجود وهشاشة الإنسان بعين سارتر
وليست رواية تبحث فيها عن أحداث
78 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الغثيان.
Sign In »

Reading Progress

Started Reading
August 15, 2007 – Finished Reading
March 21, 2012 – Shelved
March 21, 2012 – Shelved as: فلسفة
March 21, 2012 – Shelved as: روايات

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Bayader (new)

Bayader Saleh “لي� للحياة أي معنى على الإطلاق حتى نعطيها نحن المعنى باختياراتنا، ثم بعد ذلك يأتي الموت ليزيل المعنى الذي أعطيناه للحياة"
هل هذا الاقتباس من كتاب الغثيان ؟


back to top