ŷ

Nizar's Reviews > نظرية الأدب

نظرية الأدب by Terry Eagleton
Rate this book
Clear rating

by
78171512
's review

it was amazing
bookshelves: to-read-again-and-again

الأدب، هذا الشيء المراوغ، الذي يخلق اللذة الخالصة، والذي يعبّر عن كل ما فينا من سعادة، أو اضطراب، أو تعاسة، أو ما طاب لك من ذكر كلمات تصنف كمشاعر. الأدب، والقصص، والحكايات، ذلك النسيج المعقد، والذي من شأنه أن ينتشلنا من حالة ليقذفنا إلى حالة أخرى. كل هذا استدعى أن يُكتب في الأدب نظرية، وهنا، يكتب إيغلتون "مقدمة" أقرب ما تكون إلى أطروحة في نظرية الأدب، يستعرض نظرية ومن ثم يأتي دوره لينقدها ويفندها.
في مدخل هذا الكتاب، يحاول إيغلتون أن يعرف الأدب. ليرفض أن يتم تعريفه بأنه كتابة تخيلية، أي أنها كتابة مخالفة للحقيقة بالمعنى الحرفي. لذا، فهو يهدم الثابت والعام والمنتشر في تعريف الأدب.

ينتقل إيغلتون، لينبش أوراق التاريخ للمدارس النقدية أملًا في تعريف الأدب، فيبدأ باستعراض الشكلانية، وتطورها واندثارها. ليستعرض في كتابه هذا، المدارس والحركات النقدية الأدبية المعروفة. لكن استعراض إيغلتون لهذه الحركات كان تفاعليًا، ديناميكيًا، روائيًا. وبذلك، كان قادرًا على التعبير عن نظرية الأدب - والتي قد تشعرك بالملل نظرًا لأن هذا الموضوع يعتبر أكاديميًا وتخصصيًا بشكل كبير - بطريقة خفيفة.

الحركات النقدية هنا تم استعراضها بالتسلسل، فكأن إيغلتون يستعرض شريطًا سريعًا لتاريخ النقد الأدبي. فكيف نشأت الدراسات الإنجليزية، وكيف نشأت التمحيص، والنقد الجديد، وعلم الظاهرات والتأويل، ونظرية الاستقبال، وكيف تولد هذه الحركات والمدارس من رحم الحروب أو الكوارث أو أنها تكون ردات فعل على أنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية. فمن هنا، نرى كيف أن الأدب مرتبط أشد الارتباط بالسلطة، لذا يعمد إيغلتون على ربطه بالإيديولوجيا.
يتابع إيغلتون حديثه عن البنيوية والسيميائية، وما بعد البنيوية. أما عن فصل التحليل النفسي، فأعتبرها مقدمة جيدة للراغبين في قراءة فرويد ولاكلان. الجميل في استعراض إيغلتون أنه تمكن من تحفيز براعم التذوق الدماغية، فقدّم للقارئ مادة تمكنه من الغوص أكثر (إن شاء) في مدارس فلسفية وأدبية عديدة، فمثلًا في الفصل الأخير قدم فرويد بطريقة سلسلة وكذلك هايدغر ولاكلان ورولان بارت وهيرش وهيسرل وغيرهم. من هنا، نرى بأن الكتاب دسم جدًا، يتطلب وقتًا كبيرًا، فهو بداية جيدة للعديد من المواضيع.

لا شك بأن إيغلتون تناول العديد من الثنائيات هنا، كما أن ثنائية اللغة والمعنى كانت حاضرة بقوة في طرح إيغلتون، زد على ذلك ثنائية الاستعارة والكناية، واستعرض أيضًا ثنائية الخطاب واللغة.
في المحصلة، يختتم إيغلتون كتابه بفصل النقد السياسي. فبعد استعراض النظريات الأدبية، يأتي إيغلتون ليفصح عن وجهة نظره من هذه النظرية الأدبية، فيعبر عن رأيه بأنها � أعني النظرية الأدبية � متصلة بشكل كبير بالنظام السياسي، وذلك لدور النظرية بتعزيز وإسناد افتراضات النظم السياسية.
هي رحلة تضيء ثنايا عقلك، رحلة كتبها إيغلتون وترجمها ثائر ديب بترجمة تحترم عقل القارئ، وتثري مصطلحاته العربية بكلمات دقيقة، ليتضح الجهد المبذول في ترجمة الكتاب، لذا، شكر ثائر ديب هنا وجب وجوبًا.

في فصله الأخير، يرفض إيغلتون هذه النظرية الأدبية - بعد كل هذا المجهود في استعراضها! � فيقول: "ويتعين علينا أن نستخلص، إذًا، أن هذا الكتاب ليس مدخلًا إلى النظرية الأدبية بقدر ما هو نعي لها، وأننا قد انتهينا إلى دفن الموضوع الذي سعينا إلى نبشه." فهل كانت محاولتنا لفهم النظرية الأدبية عبثًا؟ أم أن ارتباطها الوثيق بالنظام السياسي، جعلها دهليزية بشكل جلي؟

لا تقرأ هذا الكتاب إلا في الحالات التالية:
- أن تكون/ي مهتمًا/مهتمةً بالنقد الأدبي.
- أن تكون/ي مستعدًا مستعدةً لزوبعة عقلية عظيمة.
- فصل الشتاء ضروري لقراءة هذا الكتاب.

شكرًا تيري إيغلتون، شكرًا ثائر ديب.
4 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read نظرية الأدب.
Sign In »

Reading Progress

September 23, 2019 – Shelved as: to-read
September 23, 2019 – Shelved
September 26, 2019 – Started Reading
October 26, 2019 – Shelved as: to-read-again-and-again
October 26, 2019 – Finished Reading

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Razan (new) - added it

Razan Qahtan أُهدي إليّ هذا الكتاب وليس لدي اطلاع على النظريات الأدبية، لحسن الحظ إنها بدايات الشتاء :=) مراجعة شاملة ومفيدة👏


back to top