ŷ������

- من هنا بدأ كل شيئ!

- "جلجامش"، ملحمة شعرية، فكرية، فلسفية وإنسانية. جذورها تضرب في الألف الثالث قبل الميلاد وتدوينها وتنقيحها تم على عدة مراحل (سومر �� بابل) موزعة على اثني عشر لوحاً وجدت في مكتبة آشور بنيبال في نيننوى.

- الملحمة تحكي قصة جلجامش ملك أوروك، لكنها تعبّر عن روح عصر ذلك الزمن بكل الهواجس والآمال والأحلام وتعبر عن الوجه الحضاري والإنساني الذي وصل اليه انسان ذلك العصر وعن الرسالة التي تخرجها هذه الحضارة للعالم.

- لن أكتب تفاصيل او ملخص للملحمة لكنني سأكتب عن بعض النقاط:

1- الكتاب بالدرجة الأولى ممتاز علمياً لأنه يرتكز على عدة أبحاث والكاتب يغلب ترجمة على أخرى حسب روحية النص ويشرح اختياراته.
2- الكتاب لا يضع النص ويترك القارئ (غير المتخصص) في حيرة، بل يشرح ويستطرد ويفنّد العديد من النظريات.
3- الكتاب يشكل مرجعاً فريداً لكل من أراد البحث او الإطلاع على منبت وأصل العديد من النظريات والأساطير التي وصلتنا على انها "حقائق" مطلقة!
4- الكتاب يظهر تأثير ملحمة جلجامش في الأساطير الموازية للحضارات المتجاورة (شمشون، آخيل، هرقل..) والمتلاحقة.
5- الكتاب يظهر بدء "التفرّد" في المجتمع الإنساني بمعنى التميّز عن المجموعة وبدء تأثيره في الحماعة.
--
مفاصل:

ص57:

اوتنابشتيم بطل اسطورة الطوفان البابلية، الذي حمل في سفينته من كل زوجين من الحيوانات اثنين وأهله فأنقذ الحياة على الأرض من الدمار الشامل الذي احدثه الطوفان العظيم. وقد أنعم عليه الآلهة بالخلود مع زوجته وأسكنوه في جزيرة نائية تقع خلف بحار الموت جزاء له"

ص153

"فتح آنو فمه
مخاطباً عشتار العظيمة
"لو حققت لك مطلبك،
لعم الجفاف سنيناً سبعاً
فهل جمعت قمحاً يعيل الناس؟
وهل زرعت علفاً يكفي الماشية؟"

ص214

"وعندما حل اليوم السابع،
أتيت بحمامة وأطلقتها.
طارت الحمامة بعيداً ثم عادت إلي،
لم تجد مستقراً فعادت.
ثم أتيت بسنونو واطلقته،
طار السنونو بعيداً ثم عاد إلي.
لم يجد مستقراً فعاد.
أتيت بغراب وأطلقته.
طار الغراب بعيداً. فلما رأى الماء الماء قد انحسر،
حام وحط وأكل، ولم يعد."

ص239:

"فجأة ينتصب جلجامش،كأول شخصية تعلن عن حضورها في استقلال عن الجماعة وعن آلهتها، معلناً ابتداء عصر الإنسان الذي يرث الأرض""

ص275:

"ان هدف الحياة ومعناها قائم فيها، في الممكنات غير المحدودة التي تتيحها لنا، والتي نعمى عنها حين يداهمنا رعب الموت فنسعى لإطالة حياة لا ندري ماذا نفعل بها"

ص281

"لم يقهر جلجامش الموت، بل وحتى لم يقهر خوفه من الموت، لأن الخوف من الموت شرط لحب الحياة واستنفاذ ممكناتها. لقد قبل الموت، وبقبوله للموت قد قبل الحياة"