ŷ������

تبدو صحافة سيمور هيرش كما لو أنها عالم خيالي لا يمت الي ما ألفناه من صحافتنا العربية المجيدة بصلة! الرجل صاحب الاسم اللامع في الصحافة الاستقصائية. والذي كان بطلاً للكثير من فضائح الإدارات الأمريكية المتعاقبة بدءاً من مقالة القنبلة عن مذبحة (ماي لاي ) التي كشف ان وحدة امريكية قامت بتجميع حوالي 500 فرد من شيوخ وأطفال قرية ماي لاي ثم قتلتهم بدم بارد, وهو المقال والذي عَجًل بانتهاء الحرب وانسحاب أمريكا المخُزي, مرورًا بدوره فى فضيحة ووتر جيت التي أزاحت الرئيس نيكسون من الحكم وأيضا كتابه الشجاع (الخيار شمشون) الذي فضح البرنامج النووي الإسرائيلي والدور الأمريكي المخزي ف التغطية وتواطئ الإدارات الأمريكية المتعاقبة عن محاسبة اسرائيل فى الوقت الذي تقف بالمرصاد والعقوبات لأي دولة اخري تفكر فى بناء قنبلة نووية, كشف هيرش أيضاً عن أكاذيب القيادة الأمريكية فى مسالة غزو العراق و كيف كذب بوش وتشيني على العالم بخصوص امتلاك برنامج نووي سري وأيضاً القصة المختلقة عن قتل بناء لادن, وغيرها

انها سيرة صحافة حقيقية مفعمة بالمبدأ الأساسي للصحافة وهي البحث عن الحقيقية العارية المجردة من الحسابات السياسية والصفقات المشبوهة.
والأكثر بعثًا للحزن ان الصحفي الذي كان عدواً لكل الإدارات لم يمس أو يسجن أو يُلقي في غيابات سجن بتهم واهية أو ملفقة, لا يزال الصحفي العنيد يمارس مهنته المحبة ويستقصي عن الحقيقة فى ركام أكاذيب السياسة.