Bassel's Reviews > وديع سعادة الأعمال الكاملة
وديع سعادة الأعمال الكاملة
by
by

عزيزي سعادة، أودُّ أن أبوح لك بأنني لم أكن من قبل قد خَبرتُ مقدرة الشعر على جعلي بهذه الطريقة التي أنا عليها الآن ..
أتساءل ..
كيف التنفس يصبح بهذه الصعوبة لمجرد المرور على بعض الكلمات ؟
وأين كانت هذه الدمعة مُخبّأة ؟ ولمَ لمْ تنهمر في مناسبات كنت قد تمنّيت انهمارها على أراضي خدودي القاحلة بدلاً من الاستلقاء على سريري الصغير و الأنين فقط ..
ها أنا ذا أغمض عيناي كي أستشعر ملمس حروفك، لأرى أمامي فجأةً طفلاً يشبهني، كان قد اختبأ في مكان ما بدخلي رافضاً حياة البلوغ الكاذبة، وكأنَّ حروفك قطعة حلوى تغريه للخروج من مخبئه بعدما ظنّيت كل الظن أنني فقدت هذا الطفل في معترك الحياة ..
يبدو يا عزيزي أن كل قساوتنا هي طبقة رقيقة عائمة على بحر من الهشاشة، يمكن لنص قصير أو لبيت من الشعر أن يذيبها ويشق طريقه فينا كما يشق نصل السّكّين طريقه في قطعة من الجبن الأصفر ..
نعم، نحن أصدقاء يا سعادة حتى و إن كان هناك هوة واسعة في الأعمار بيننا، فوحده الصديق الحقيقي من يساعدنا على البكاء ويعيد لنا الإيمان بأن الإله لم يسحب بعد من دروج أعيننا هذه الهِبة، ألم يحصل هذا مع نيتشه في إحدى روايات يالوم ؟! ألم تكن تلك الدمعة الخجولة هي حصاد تلك الجلسات العديدة مع صديقه و الختم المُدمغ على وثيقة العلاقة بينهما ؟! ..
أنت فعلت ذلك أيها الصديق من أول جلسة، فلكَ منّي كلُّ السلام و حفنة من القُبل ..
============
- كثيرة هي النصوص التي أود اقتباسها ولكنني سأكتفي بهذا النص القصير و العزيز على قلبي ..
يقول سعادة :
" أرى على الطريق أشخاصاً عابرين
بعضُ مابقي مني يرى أشخاصاً
هؤلاء، على الأرجح، لم يفقدوا شخصاً أحبّوه
أم أنهم فقدوه، ومع ذلك يكملون الطريق ؟!
لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصاً نحبُّه
ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه ؟
ألم تكن النزهة كلها من أجله ؟
ألم يكن هو النزهة ؟
كيف يمشي واحدٌ إذا فقد شخصاً !
أنا حين فقدت شخصاً، توقفت
كان هو الماشي و أنا تابعه
كنت الماشي فيه
وحين توقَّف
لم تعُدْ لي قدمان .. "
أتساءل ..
كيف التنفس يصبح بهذه الصعوبة لمجرد المرور على بعض الكلمات ؟
وأين كانت هذه الدمعة مُخبّأة ؟ ولمَ لمْ تنهمر في مناسبات كنت قد تمنّيت انهمارها على أراضي خدودي القاحلة بدلاً من الاستلقاء على سريري الصغير و الأنين فقط ..
ها أنا ذا أغمض عيناي كي أستشعر ملمس حروفك، لأرى أمامي فجأةً طفلاً يشبهني، كان قد اختبأ في مكان ما بدخلي رافضاً حياة البلوغ الكاذبة، وكأنَّ حروفك قطعة حلوى تغريه للخروج من مخبئه بعدما ظنّيت كل الظن أنني فقدت هذا الطفل في معترك الحياة ..
يبدو يا عزيزي أن كل قساوتنا هي طبقة رقيقة عائمة على بحر من الهشاشة، يمكن لنص قصير أو لبيت من الشعر أن يذيبها ويشق طريقه فينا كما يشق نصل السّكّين طريقه في قطعة من الجبن الأصفر ..
نعم، نحن أصدقاء يا سعادة حتى و إن كان هناك هوة واسعة في الأعمار بيننا، فوحده الصديق الحقيقي من يساعدنا على البكاء ويعيد لنا الإيمان بأن الإله لم يسحب بعد من دروج أعيننا هذه الهِبة، ألم يحصل هذا مع نيتشه في إحدى روايات يالوم ؟! ألم تكن تلك الدمعة الخجولة هي حصاد تلك الجلسات العديدة مع صديقه و الختم المُدمغ على وثيقة العلاقة بينهما ؟! ..
أنت فعلت ذلك أيها الصديق من أول جلسة، فلكَ منّي كلُّ السلام و حفنة من القُبل ..
============
- كثيرة هي النصوص التي أود اقتباسها ولكنني سأكتفي بهذا النص القصير و العزيز على قلبي ..
يقول سعادة :
" أرى على الطريق أشخاصاً عابرين
بعضُ مابقي مني يرى أشخاصاً
هؤلاء، على الأرجح، لم يفقدوا شخصاً أحبّوه
أم أنهم فقدوه، ومع ذلك يكملون الطريق ؟!
لا أعرف كيف لا تتوقف أرجلنا عن المشي حين نفقد شخصاً نحبُّه
ألم نكن نمشي لا على قدمينا بل على قدميه ؟
ألم تكن النزهة كلها من أجله ؟
ألم يكن هو النزهة ؟
كيف يمشي واحدٌ إذا فقد شخصاً !
أنا حين فقدت شخصاً، توقفت
كان هو الماشي و أنا تابعه
كنت الماشي فيه
وحين توقَّف
لم تعُدْ لي قدمان .. "
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
وديع سعادة الأعمال الكاملة.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
2020
–
Finished Reading
October 18, 2020
– Shelved
October 18, 2020
– Shelved as:
to-read