ŷ������

الله يفعل ما يشاء
الرواية باعتبارها مرآة لواقع الشعوب و ما عاشته من تجارب تعكس صورة عارية من كل زيف و تقدم لنا الواقع بكل ما فيه من جمالية و قبح و خير و سوء و مرارة و حقيقة مجردة من كل إيهام . و لإن كان النقد حاضرا لدى عديد الأدباء من بينهم أحمدو كوروما ( كاتب من ساحل العاج ) فإنه لم يخلو من جانب السخرية بل هو من أساسيات الكتابة لديه . الله يفعل ما يشاء ، كان من الضروري أن يضع هذا العنوان ليبين أن الأطراف التي رسمت مصائر بشر في دول عانت من المستعمر أو حتى من زعمائهم تتوهم أنهم قادرون على إخضاع الشعوب و كأنهم بلغو درجة أشد قوة من الإنسان . لقد أهدى روايته هذه إلى أطفال جيبوتي < لقد كتبت هذه الرواية نزولا عند رغبتكم . إلى زوجتي، لصبرها > . في هذه الحكاية السندبادية التي يرويها الطفل إبراهيما و أبطالها الأطفال و النساء خاصة الذين كانو من أكثر المتضررين في الحروب الأهلية بدول أفريقيا و في فترة الاستعمار و ما تبعها من حروب أهلية و نزاعات قبلية انجرت عنها مجازر رهيبة و بطل هذه الرواية إبراهيما الذي انظم الى "الجنود الأطفال " كما يطلق عليهم و من خلال تنقله بين معسكراتهم تبين لنا تجربته أن القتل و سفك الدماء و الغرق في الجهل و الابتعاد عن التعليم كما هو حال إبراهيما و الكثير من الأطفال من المصائر التي يراد أن يتبعها البشر هناك و منعهم من إدراكهم لحقهم في الحياة و العيش في الديمقراطية . نتعرف كذلك في الرواية على ثقافة مختلفة تبرز فيها التمائم التي يحتمي بيها الجنود خاصة و العديد من التقاليد و النزاع بين العشائر و الحقد و العداء حتى أننا نجد العنصرية حاضرة فيما بينهم بشدة! ما يغذي الصراع كذلك هو حب السلطة و السيطرة على مناطق الثروات مثل الذهب أما فيما يتعلق بالسياسة فنجد أن لعبة السيطرة قد اتسمت بالعناد حتى أن أحد الزعماء قام بقطع أيدي عدد كبير من الناخبين ليمتنعو عن التصويت يتواصل الأمر بين أخذ و رد و ومفاوضات و تحالفات في المقابل يتزايد إنتشار العنف و الفوضى و الشهوة الشبقية المفرطة و الإغتصاب و القتل و إستهلاك المخدرات من قبل "الجنود الأطفال" خاصة للدخول في غيبوبة و نسيان تلك المآسي و الأفعال الشنيعة التي ارتكبوها . كل هذا أورده الكاتب على لسان البطل و قد استعان باللغة الفرنسية للكتابة ليس كاختيار إنما لأنها لغة منتشرة في الكثير من الدول الإفريقية و قد تجنب اللغة الفرنسية الصافية و وظف مفردات خاصة بأفريقيا . الأبطال التعساء نتعرف من خلالهم على واقع أقل ما يقال عنه أنه مروع و مرير و فاسد و لا يغيب جانب السخرية بل نجده حاظرا بكثافة. إن هذه الرواية تعكس الواقع العاري من كل زيف .