ŷ������

رواية فسوق لعبده خال: المجتمع العربيّ كما لم يُكتب عنه من قبل


لم أقرأ رواية تشرّح عفن المجتمعات العربيّة كهذه الرواية. ينطلق عبده خال من مجتمعه السعودي ليضع الملح على الجرح فيصيح في وجه النتانة والتخلّف والرجعيّة والقسوة اللاطية في جماجم بشر بأجساد لا تفقه إلّا الظلم والشراسة.
الجرأة التي تحدّث بها الكاتب عن ملفّات وسلوك لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعوديّة صادمة. قِصص لم أتخيّل يومًا أنّها تحدث، فتجعلك تفكّر وتستدرك: هل هؤلاء بشر مثلنا؟ هل يشعرون مثلنا؟ هل من خلقهم هو نفسه الله الذي خلق الشجر والعصافير؟

رواية صادمة. عرّت الكثير من الأفكار المتأسلمة التي لا علاقة لها بالدين. شذّبت الكثير من اللحى وفضحت ما يختبئ أسفلها من نتانة وذكوريّة غبيّة.
ناقش الكاتب بحرفيّة فوق العاديّة مفهوم الشرف وربطه بالحياة والعادات في صفحات جريئة، صادمة، مترابطة بشكل جمالي مبهر مع التفسّخ الكوني الذي نعيشه في هذه المزبلة التي اسمها الأرض.
أحببتها حتّى الحرف الأخير وكنت مشدوهًا بكلّ صفعة كان عبده يوجّهها لهؤلاء الذين حُسبوا على البشر فقط لأنّ لهم أجساد. فالروائي لم ينتقد فقط تطبيق الدين بشكل أعوج يلبّي طلبات من وكّلوا أنفسهم خلفاء الله على الأرض، بل تماهى وانتقد السلطة والفساد في سلك الشرطة.
هذه الرواية لن تعجب الكثير، فالصدق يرعب المغفّلين الغافلين
لكلّ من يريد أن يقرأ أدبًا فيه رسائل حقيقيّة، به بهذا العمل الزاخر بالإبداع.