Mohammed's Reviews > أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة
أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة
by
by

لنتحدث قليلاً عن تلك العلاقات التي لا ينظر لها المجتمع بعين الاستحسان، فالمجتمع � في النهاية- تهمه الشكليات أكثر من المضمون. تلك العلاقات المبنية على شغف مفاجئ، أو ملل مستفحل أو حاجة نفسية طارئة، وهي غالباً لا تنتهي نهاية عادية.
العلاقة الأساسية في هذه الرواية القصيرة تقوم على تلك المعادلة: طرف يستبد به الفراغ ولديه قدرة ورغبة في العطاء، وطرف يهوي في بئر الاحتياج النفسي أو المادي أو الجسدي ويمد يده بقنوط لعل يداً أخرى تنتشله. في البداية تبدو معادلة متكاملة من حيث العطاء والأخذ. لكن ما يحدث لاحقاً هو أن الطرف المعطاء يشعر بأنه يُستنفد، بأنه لم ينتشل الطرف الآخر بل سقط معه، وقد يتحول في نهاية المطاف إلى دور الوصي الذي يشعر بالمسؤولية الكاملة عن سعادة شريكه التعيس. أما هذا الأخير فيدمن على الأخذ والاستهلاك، يبدأ علاقته بالعرفان والتبجيل لمنقذه، ثم يعمد إلى تحميله مسؤولية ما قد يحدث إن تخلى عنه، وقد ينتهي به الأمر إلى السأم من الوصاية والبحث عن ملاك جديد، يعطي دون حساب.
تمكن زفايغ من تصوير هذه العلاقة السقيمة في صفحات معدودة، وهذا يحسب له. غير أن الإيجاز حرم القارئ من معايشة الشخصيات ومعرفة تاريخها واستيعاب دوافعها بشكل أفضل.
نص جيد ولكن المشكلة لدي هو مساواة البعض بين دوستويفسكي وزفايغ في التشريح النفسي والتعمق في حنايا الشخصيات. أمر يذكرك بأختك الكبرى عندما تحمل لك صينية لها رائحة الملوخية لتخبرك بأنها صنعت بيتزا بنفس مواصفات مطعم بيتزا هت. أو عندما يلوّح لك الشاب في كشك الحارة بقنينة مريبة ويقسم لك بأن تركيبة العطر لها نفس رائحة عطر شانيل، فتضطر إلى استنشاق رائحة تشبه رائحة العشب المحترق وتجامه قائلاً: بل هي أفضل من الأصلي!
أعتقد أن لو أن زفايغ أن أخذ حقن بروتينات، وتناول العسل البلدي وأعقبه بمشروب الطاقة، فلن يصمد أمام دوستويفسكي في الجولة الأولى.
مجرد مزحة، تحية للكاتبين العظيمين، فلكلٍ منهما أسلوبه وجمهوره.
العلاقة الأساسية في هذه الرواية القصيرة تقوم على تلك المعادلة: طرف يستبد به الفراغ ولديه قدرة ورغبة في العطاء، وطرف يهوي في بئر الاحتياج النفسي أو المادي أو الجسدي ويمد يده بقنوط لعل يداً أخرى تنتشله. في البداية تبدو معادلة متكاملة من حيث العطاء والأخذ. لكن ما يحدث لاحقاً هو أن الطرف المعطاء يشعر بأنه يُستنفد، بأنه لم ينتشل الطرف الآخر بل سقط معه، وقد يتحول في نهاية المطاف إلى دور الوصي الذي يشعر بالمسؤولية الكاملة عن سعادة شريكه التعيس. أما هذا الأخير فيدمن على الأخذ والاستهلاك، يبدأ علاقته بالعرفان والتبجيل لمنقذه، ثم يعمد إلى تحميله مسؤولية ما قد يحدث إن تخلى عنه، وقد ينتهي به الأمر إلى السأم من الوصاية والبحث عن ملاك جديد، يعطي دون حساب.
تمكن زفايغ من تصوير هذه العلاقة السقيمة في صفحات معدودة، وهذا يحسب له. غير أن الإيجاز حرم القارئ من معايشة الشخصيات ومعرفة تاريخها واستيعاب دوافعها بشكل أفضل.
نص جيد ولكن المشكلة لدي هو مساواة البعض بين دوستويفسكي وزفايغ في التشريح النفسي والتعمق في حنايا الشخصيات. أمر يذكرك بأختك الكبرى عندما تحمل لك صينية لها رائحة الملوخية لتخبرك بأنها صنعت بيتزا بنفس مواصفات مطعم بيتزا هت. أو عندما يلوّح لك الشاب في كشك الحارة بقنينة مريبة ويقسم لك بأن تركيبة العطر لها نفس رائحة عطر شانيل، فتضطر إلى استنشاق رائحة تشبه رائحة العشب المحترق وتجامه قائلاً: بل هي أفضل من الأصلي!
أعتقد أن لو أن زفايغ أن أخذ حقن بروتينات، وتناول العسل البلدي وأعقبه بمشروب الطاقة، فلن يصمد أمام دوستويفسكي في الجولة الأولى.
مجرد مزحة، تحية للكاتبين العظيمين، فلكلٍ منهما أسلوبه وجمهوره.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة.
Sign In »
Reading Progress
May 24, 2021
–
Started Reading
May 24, 2021
– Shelved
May 25, 2021
–
Finished Reading
وزود عليهم بقي لما اختك تعملك فراخ وتقولك دي بالضبط زي بتاعة كنتاكي🤣
ومفيش مقارنة بين دوستو وزفايغ
واحد رغاي وبيعيد ويزيد وواحد بيختصر وبيجيب من الأخر في صفحات قليلة...😜
مراجعة جميلة مع إني أختلف معاك إن الإيجاز في الرواية حرمنا من معرفة الدوافع..
التصرفات والدوافع في الظروف دي بتكون وليدة اللحظة و مش مفهومة اوي ومش محتاجين نعرف اوي عملوا كدة ليه..
بتبقي لحظات جنان وكلنا بنمر بيها في حياتنا بغض النظر عن الظروف:)