ŷ

يحيى عمر's Reviews > ‫سبي� الغارق: الطريق والبحر�

‫سبيل الغارق by ريم بسيوني
Rate this book
Clear rating

by
11372213
's review

it was ok

هل وجد القراء الغارقون في طلاسم (سبيل الغارق) سبيلًا ؟

إنها (الخلطة)....ولبعض الكتاب (خلطات)، وفي الخلطة غلطة، وما أكثر الغلطات في الخلطات !!.

تظهر الكاتبة د. ريم بسيوني في روايتها هذه بعد روايتها (ثلاثية المماليك) وكأنها وصلت إلى خلطتها الخاصة التي تريد أن تُعرف بها عند القارئ !، ولبعض الكتاب خلطات يعرفون بها عن قرائهم، فعلى سبيل المثال خلطة الدكتور علاء الأسواني هي (الجنس � السياسة � الدين)، وخلطة الأستاذ إحسان عبد القدوس معروفة، وخلطة الأستاذ يوسف السباعي معروفة (الرومانسية إلى منتهاها أو الفواجع إلى منتهاها أو الفكاهة إلى منتهاها).....ويبدو خلطة د. ريم هي [التاريخ � الغموض - الجنس (المرتبط أولًا بقهر المرأة ثم بقبولها هذا القهر) - الحب ].
في هذا الإطار قدمت هذه الرواية من خيط رئيسي عن قصة إنسانية تتفاعل بكل متناقضاتها وتقلباتها عبر الزمن، يتضفر معه خيطان غامضان مقحمان تمامًا على الرواية !!.
كان الإقبال الأولي على رواية (سبيل الغارق) متوقعًا بعد نجاح رواية (ثلاثية المماليك) في إجتذاب الكثير من القراء، لكن القراء لن يجدوا رواية سلسة كالأولى، بل ستغرقهم منذ البداية بطلاسمها، ولن يكون الغموض خفيًا مثلما كان في الثلاثية بحيث يتساءل الناس ماذا تقصد الكاتبة بالبطلة التي أختطفت ثم أحبت بطلها المملوكي الذي أخذ جسدها بالإكراه، ثم قلبها وروحها لاحقًا، وهل في هذا إسقاط سياسي ما، لكنها هذه المرة تغرق قارئها في طلاسمها في كل صفحة.
والرمز مستخدم كثيرًا في الأدب، وهو محبب للقارئ الذكي، شريطة أن يكون قريبًا وبعيدًا في آن، بعيد فلا يقدم نفسه من أول وهلة فكأن لم يكن، وقريب فلا ينغلق عن القارئ أو يشكل عليه، بينما كانت رموز الكاتبة طلاسم، وكلما رأت أنها أوغلت في الطلاسم عادت فقدمتها مباشرة للقارئ فأبطلت جزءً من رموزها إبطالًا مباشرًا.
كذلك فإن دورة الحب الرئيسية بين البطل والبطلة قد أخذت تتكرر مرات ومرات دون فائدة شعورية من التكرار أو فكرية جديدة للقارئ، وبالتالي كان يمكن للرواية أن تختصر بسهولة دون خلل حقيقي في المبنى أو المشاعر، بل بالعكس كانت ستكون أفضل حيث ستكون أقل ترهلًا.
الخيط الأساسي يحكي عن أسرة ميسورة الحال تعيش في القاهرة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حيث أب ميسور لخمس بنات، البنت الوسطي بينهم (جليلة) مثقفة، وأختارت طريقًا نادرًا في ذلك الوقت هو طريق التدريس مما نفر منها الرجال، وكان لها خادم أسود (حسن) يصاحبها دومًا ويثق الأب فيه، أمه كانت جارية سوداء حررها الأب وتخدم العائلة أيضًا، ينمو حب البنت في قلب الخادم ويحميها عدة مرات أهمها أثناء قصف الإسكندرية من قبل الأسطول البريطاني عام 1882، حيث ينجوان بأعجوبة بحمايته لها بينما يموت الأب وأختين لها، وتصبح بلا حامي لها ولأمها في مواجهة أطماع العم إلا هذا الخادم.
وهنا تنعطف الرواية، فتعود مع أمها والخادم إلى القاهرة، وفي مواجهة رغبة العم في تزويجها قسرًا من إبنه يقترح الخادم (حسن) أن يتزوجها صوريًا ويوثقا ذلك في المحكمة لتفوت على العم غرضه، ومع إعتمادها عليه يطالب حسن يتحويل الزواج الصوري إلى حقيقي !، وتحت ضغط الحاجة والرغبة في الحماية مع حاجة الضعف الأنثوي ترضخ جليلة وتقدم جسدها لحسن بشرط عدم التعري أمامه، لكنه في اليوم التالي يطالبها بالتعري الكامل ويأخذ ما أراد !!.
وشيئًا فشيئًا تزداد قوته ويحصل على حقوقها من عمه، ثم تنمو تجارته، يحاول تحدي الإنجليز في عدة لقطات متفرقة، وتمضي حياته مع سيدته السابقة في تناقضات بين الحب والصد والإستعلاء والقهر في مزيج عجيب أجادت الكاتبة في وصفه لكنها أكثرت فيما أجادت !!، فتكررت دورة الحب والصد ست مرات على الأقل:
(لابد أن تستجيبي لأوامري، يريد أن يقهرني ابن الجارية، أنت لي، نسيت يا حسن إحسان والدي لك، أنا حميتك، أحبكَ لكن أكره إكراهك لي، أحبكِ ولكن أكره إستعلائك علي)، دورات تكررت عبر الرواية.
ومع هذا الخيط الرئيسي يفاجأ القراء بخيطين مقحمين عجيبين، خط صوفي يبدأ في منطقة سبيل الغارق حيث قابل الأب أحد العباد المتصوفة (الشيخ الزمزمي) وكان يصطحب الخادم، فبدأ حسن يتشرب الروح الصوفية ويظل على صلة بها وبشيخه، ووراء كل دورة مع دورات (الحب / الصد) بينه وبين جليلة نجد عدة صفحات مع الحورات والطلاسم الصوفية، ومجدول معها خط ثالث أعجب وأبعد، الصراع الإسلامي البرتغالي على البحور، وكيف فقد المسلمون الريادة على طريق التجارة حين نجح البرتغاليون في هزيمة المماليك وسيطروا هم على البحور، وهكذا يسير حديث التصوف جنبًا إلى جنب مع حديث البحور والسيطرة عليها، كأن السيطرة الدنيوية هو موضوع صوفي !!.
لقد ارادت الكاتبة خلطة وكان الإقحام فيها غلطة، فخرجة الخلطة غير ممتزجة وصعبة الهضم والإقناع، ولو إكتفت بالقصة الإنسانية لكان أفضل كثيرًا (مع تحفظي على إصرار الكاتبة على قصة الحب التي تقهر فيها المرأة جنسيًا إما قهر مباشر باللقوة أو قهر معنوي بالحاجة، ثم هي بعد ذلك ترضي بهذا القهر الجنسي وتستعذبه ويرضيها جسديًا...كررتها مرتين في ثلاثية المماليك وها هي تعود له في هذه الرواية ...أهذا ما يقال عنه شيطان الكتابة حين يتملك الكاتب !!).
وفيما يلي بعض الوقفات مع الصفحات:
ص 9: تفلسف زائد.
ص 10: الشاطر حسن قتل الحمامتين وبعد ألف عام من الإنتصارت بدأت هزائمه، فما هما الحمامتان ؟!، أهما الكتاب والسنة ؟!، فلماذا قالا أن في كبد الأولى وحوصلة الثانية شفاء، ألم يكن في ذلك دعوة لقتلهما ؟.
ص 25: الأم توافق على تعليم الفتاة دون الرجوع للأب ؟!!، وكان يمكن أن تتعلل به لرفض الطلب.
ص 27: مبالغات، فقد كانت هناك مدارس للبنات.
ص 36: إسراف في الرمز.
ص 37: هل عرابي زوجته شركسية ؟ (لم تكن شركسية، بل كانت كريمة مرضعة الأمير إلهامي باشا، وبالتالي وهي أخت حرم الخديوي محمد توفيق فيما بعد (من الرضاعة وليس أختها من الدم)، وهل البارودي من أب تركي وأم يونانية ؟ (بل كان لأبوين من أصل شركسي مملوكي).
ص 38: هل يعقوب صنوع هو أول من قال: مصر للمصريين ؟! (لم أجد أي دليل على هذا، ولو هذه هي الحقيقة، أفلا تكون دعوة مشبوهة، أن يكون أول من أطلقها يهودي ؟!).
ص 39: محمد عبده لم يكن يريد الإبتعاد عن السياسة إلا بعد هزيمة الثورة العرابية وليس قبل ذلك.
ص 42: خلفاء إسماعيل لم يتخذوا جواري ؟!، من قال ذلك ؟!، تاريخ الخديو عباس حلمي الثاني معروف.
ص 45: لا يجيد القراءة والكتابة، ثم يختار الروايات ؟.
ص 45: أبن جارية أي إبن سفاح ؟!!!، من قال هذا !!.
ص 47-48: إسراف في الرمز.
ص 13، ص 51: الطريق الثالث السيطرة على البحور، هذه نظرية الأدميرال ماهان وليس كلام شيخ صوفي مسلم !!.
ص 51-53: إغراق في الرمز.
ص 58: محاولة إغتصاب غير مفهومة من الناشر تجاه جليلة بالتواطؤ مع صديقتها، فلا موقفة مبرر ولا تواطؤ الصديقة مفهوم.
ص 69: إستمرار غير مفهوم في تواطؤ الصديقة.
ص 74: ابن الجارية عبد وليس له أب ؟، من قال هذا ؟.
ص 113: هل ألفونسو الإيطالي صوفي أيضًا يحدث حسن عن طرق التجارة والبحور !!.
ص 117: مزج جديد بين حديث الصوفية والبحور.
ص 129: الرمزية الذاتية الباطنية التي لا يفهمها إلا الكاتب (نموذج لطريقة الكتابة عبر الرواية:.
[ سبيل الغارق هو الغرق....وسبيل الغارق هو النجاة...مكتوب عليه الغرق ومكتوب عليه النجاة...يصطحب في طريقة الهزيمة..ولا يسعد بالنصر إلا عشية وضحاها..يكتمل القمر أمامه ويبقى نصره ناقصًا، تتنفس الشمس لكن لا تبقى حوله كثيرًا..يختنق من رائحة الدخان..ويغوص لعله ينجو...لو مات سيحيا...لو نسي سيتذكر..لا مفر من الخوض ].
ص 140: أثناء خروجها بعربة من الأسكندرية مع الخادم مرت بجوارها عربة بها أشلاء تعرفت من خلالها على أشلاء والدها من خلال خاتمه !!!!، أي عربة أشلاء تلك التي تخرج من الإسكندرية في ذلك الوقت ؟!!!!، ومن يهتم وقتها بجمع الأشلاء، ولماذا يخرجها ؟!!، ومن أخرج اشلاء والدها من تحت أنقاض بيتهم بهذه السرعة إذا كانت هي تركت كل شيئ وتوجهت بسرعة للخروج، ومن يريد أن يخرج هذه الأشلاء خارج الإسكندرية ولماذا ؟!!، موقف مفصلي في الرواية ولا يوجد تمهيد معقول له.
ص 144: كيف فجأة بدأ يناديها بإسمها ويلمسها، وتقبل ذلك !!.
ص 179: هل كان يمكن بسهولة عام 1882 إتمام زواج سيدة من خادمها في المحكمة دون موافقة الولي ؟!!.
ص 224: موقف الأم المستسلم لزواج إبنتها من خادمهما غريب (رغم إحتياجهما لحسن).
ص 252: الأم تقول لأبنتها: تخافين الفناء حوله ؟! (أصبحت الأم هي الأخرى تتحدث بالمصطلحات الصوفية !!).
ص ص 292 � 304: قصة السلطان الغوري وطريق التجارة والهزيمة المملوكية البندقية أمام البرتغاليين في موقعة (ديو) عام 1509.
ص 295: البنادقة أصبحوا أيضًا يتحدثون كالصوفية !!.
ص 298: السلطان الغوري يقول: المماليك لا يحاربون في البحور !! (من قال هذا ؟!، كان للمماليك أمجاد بحرية هامة).
ص 394: حسابيًا لا يمكن بعد عشر سنوات من قصف الإسكندرية أن يكون إبنها الأكبر عمره ثمان سنوات، فمن أحداث الرواية لم يكن بدء حملها الأول قبل عام على الأقل من هذا الخروج، ثم حالتي وفاة للجنين، الأولى بعد أن ولد بالفعل أي بعد حمل مدته تسعة أشهر، ثم حالة إكتئاب طويلة، ثم حمل ثان فسقط فحالة إكتئاب أخرى، ثم حمل ثالث مدته الطبيعية تسعة أشهر، فلا يمكن أن يزيد عمر الولد عام 1892 عن ست سنوات....يبدو أنها تبت الرواية على فترات غير متصلة

ملحوظة أخيرة:
كيف تتحدث رواية عن الحالة الوطنية وعن شخصيات تتحمس للوطن، ثم تدخل بالرواية في عصر مصطفى كامل دون أي إشارة إليه أو إلى الحركة الوطنية التي يقودها ؟!!، هل لأن مصطفى كامل كان يرى إستقلال مصر في إطار الإطار العثماني � الشبيه بالكومنويلث الإنجليزي � أليس في تجاهل مصطفى كامل ظلم تاريخي بين ونقطة ضعف روائية أخرى في رواية تنقل أحداث عصرها ؟!!.

التقييم النهائي 2/5
كانت لتستحق 3/5 لولا موضوع القهر الجنسي وقبوله،
وكانت تستحق 4/5 لولا إقحام خطوط لا علاقة لها بالقصة الأصلية
9 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read ‫سبي� الغارق.
Sign In »

Reading Progress

October 8, 2020 – Started Reading
October 12, 2020 – Finished Reading
June 19, 2021 – Shelved

No comments have been added yet.