ŷ������

أولاً و قبل كل شيء نحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن سخر لنا الأنرنيت الذي أوصل هذا الكتاب المحرم على رفوف المكتبات إلى عقر البيوت المغربية, و الذي وضع حداً للحجر على الشك و التفكير و الحياة !
بالنسبة للكتاب, كنت أظنه من كتب الهشتك بشتك, أو نسخة ورقية من مسلسل حريم السلطان..لكنني تفاجأت عندما وجدته توثيقاً قيماً لتاريخ المغرب منذ ما قبل الاستقلال إلى السنوات قبل الأخيرة من حكم الحسن الثاني- صحيح أنه أغفل فترة مهمة هي السنوات الأخيرة من حكم الحسن الثاني و التي خلالها اضطر الحسن الثاني للتنازل و التراجع عن كثير من سياساته عندما كان المغرب مقبلاً على ''السكتة القلبية'' كما سماها هو نفسه- ..إلا أن الكتاب غني جداً بالمعلومات التاريخية و من أهم ما ذكر فيه أن العديد من المناطق في المغرب- على عكس ما يشاع الآن و لأسباب سياسية بحثة - كان خارجاً في معظم الأوقات عن سلطة المخزن, و كانت السلطة الحقيقية فيه لفترات معينة في يد العلماء و زعماء القبائل و بالتالي فالمغاربة -كغيرهم- يحق لهم الآن كما كان دائماً أن يختاروا الطريقة السياسية التي يٌحكمون بها و ليسوا ملزمين -تاريخياً- بأي شكل محدد من أشكال الحكم السياسي !
من أهم الفترات التي تحدث عنها الكتاب أيضاً فترة الخمسينات و الستينات,و رغم كل ما حدث فيها إلا أن كلاً من المخزن ممثلاً في الملك و المناضلين كانوا يعرفون حدودهم ولا يتجاوزونها, و قد منح هذا الحد الأدنى من العقلانية المغرب فرصة تكوين حركات سياسية و اجتماعية قوية وقتها,و وضع حداً للصدامات التي كانت تغرق بجيرانه العرب في الدم..
إن هذا الكتاب من أهم الكتب التي قرأتها, و تؤسفني القصص التي ذكرت فيه و أجيال المناضلين التي أفناها الاستبداد في السجون,لكنني موقنة أن كل هذا سيتوقف عن الحدوث و أن النخبة المغربية لاتزال تحتفظ بذلك الحد الأدنى من العقل و ستصل بلا شك بالمغرب إلى بر الأمان.