ŷ

Omar's Reviews > الولد الشقي في السجن

الولد الشقي في السجن by محمود السعدني
Rate this book
Clear rating

by
137016679
's review

it was ok

� كتاب من تأليف الأديب المصري " محمود السعدني " صدر عام 1997م و يستذكر فيها بعض الحكايات التي مرت عليه في المرات الثلاثة التي سجن فيها .. الكتاب خفيف و أسلوب الكاتب سلس و يشبه أسلوب أحمد توفيق و أنيس منصور .. لكن الحكايات التي كتبها تفتقر إلى المتعة و التشويق و إن كانت تنقل صورة حقيقية للوضع في السجن و الفساد المستشري بين الحراس و العلاقات المريبة بين السجناء أنفسهم و بين السجناء و الحراّس ..

� يتألف الكتاب من 6 فصول ، كل فصل يتحدث فيه الكاتب عن إحدى الشخصيات المثيرة التي قابلها في السجن ..

1. أبو سداح : وهو مجرم عتيد ، كان له في السجن ثلاثين سنة .. لم ير خلالها العالم الخارجي و لهذا كان يجهل ما يدور في الخارج ( انتهت الحرب العالمية و احتلت فلسطين و حدثت حرب 48 و عدوان 56 و حرب 67 و حرب الاستنزاف و ثورة عبد الناصر و حكمه ثم السادات ، .... كل هذه الأحداث جرت بينما هو في السجن ) و لهذا كان يتفاجئ بالتغيرات التي كانت تطرأ على إدارة السجن و كيف يصبح حراس الأمس سجناء اليوم
و تستطيع أن تقرأ في هذا الفصل كيف انطبعت شخصية أبي سداح بطبيعة السجن و السجناء .. وكيف صار السجن عالمه الوحيد الذي لا يعرف سواه.

o في مقدمة هذا الفصل يتحدث الكاتب عن السجن و أنه أسوء اختراع خلقه الإنسان ، و عن العلاقة بين السجناء و الحراس وكيف كان العلاقة الفاسدة بينهم علاقة انتفاعية و كيف يتطور سلوك المجرم في السجن ليصبح أسوء و لذلك فالسجن بالنسبة للكاتب ( استطيع أن أقول وأنا مرتاح الضمير ، أن السجن ليس رادعا وليس وسيلة للعقاب . لقد اخترع الانسان السجن ليقضى على الجريمة ، ولكن ها هو السجن قائم والجريمة موجودة ، يسيران معا جنبا الى جنب . . ولا يلتقيان ، كأنهما شريط ، سكة حديد ، يكملان بعضهها ولايتعارضان . و اعتقد أن الإنسان لابد أن يسعى لاختراع بديل آخر ، إذا أراد أن يقضي على المجرمين .. و الإجرام ! ثم شيء آخر .. و أخير .. لقد كان القصد من بناء السجن ، كما هو مكتوب عليه بحروف بارزة أعلى البوابات ، وعلى الأسوار " السجن ، تأديب ، و تهذيب ، و اصلاح " و لكن يبدو أن الأعمال ليست بالنيات في مصلحة السجون ، لأن السجن تحول بالفعل إلى تحطيم ، و تعذيب و افساد).

o و يقول أن ميزة المساجين عن الناس في الخارج أنهم أصدق و أشرف ( ففى الخارج يرفع النصاب عادة شعار الشرف ، ويرتدى الجبان زي الشجاعة ، ويتغنى البخيل بالكرم ويتشح السافل بمكارم الاخلاق ولكن فى السجن كل شىء ظاهر ومكشوف وعلى عينك يا تاجر ! وهم عندما ينادون الاخرين ، ينادونهم بأسمائهم وصفاتهم دون تزوير ولا رتوش ، فاروق النصاب ، واسماعيل القواد ، وسيد الحرامي وإبراهيم مخدرات ) .. الناس على طبيعتهم ولا يدعون المثالية.

o و أعجبني اعترافه بأن تجربته في السجن كانت مضيعة للوقت ، لم يدع البطولة و النضال ولم يجعل من تجربة السجن وسيلة لإدعاء الأهمية و العبقرية .. يقول ( وتسألنىي ، وماذا استفدت من السجن ؟ وأقوال لا شيء .. فالسجن ليس تجربة مفيدة . لأن التجربة الحقيقية في الخارج ، حيث الحياة عريضة والحركة سريعة ، والاختبارات متعدده ، ولكن السجن ، يوم واحد ممل ومكرر وكئيب ، غير أنيّ استطيع ان اقول أيضا ، ان تجربة السجن مفيدة ، وضرورية ، بشرط أن تحدث مره واحدة ولفترة قصيرة ! )

2. اليانكي : وهو بحار مصري من بور سعيد كان يعمل على سفينة بحرية أمريكية سجن بتهمة حيازة الحشيش مع صديق ياباني .. المضحك كيف اتفق مع الياباني على الانتحار في نفس الوقت وكيف عدل عن الفكرة بينما قتل الياباني نفسه .. أما المثير للتعجب و السخرية المغلفة بالحزن فهو كيف كان يستمد قوته و مكانته في السجن من رعايته لكلبة المأمور وكيف انقلبت الأمور فوق رأسه فجأة حين كسر ساق الكلبة متهما أحد السجناء الآخرين بكسرها لينتقم منه.

3. سيد الحليوة : يتحدث عن سيد وهو فتى في التاسعة عشرة من عمره ، أدخل السجن لقيامه بقتل قاتل والده وكيف حاول بعض المساجين المتسلطين أن يجعلوه منه سلعة جنسية لأحد المساجين الكبار ، وكيف قاوم ذلك في البداية و كيف رضخ بعدما وصلته أخبار والدته التي تزوجت من عنتر صديق عليوه ( قاتل والده ).

4. المسلكاتي : وهو أحد المساجين الكبار الذين كان يفتح لهم مستشفى السجن للإقامة ( بعد رشوة الطبيب الفاسد ) فكانوا يعيشون فيه حياة مرفهة تختلف كليا عن حياة البقية خارج المستشفى .. و فيه يتحدث الكاتب عن الفساد الإداري في الدولة المصرية و كيف كان بإمكان الكبار أن يزوروا تواريخ دخولهم إلى السجن ليختصروا من فترة السجن سنوات طويلة و فيه يصور لنا الكاتب أسوء صورة متخيلة للطبيب الجشع الذي كان يتكسب من استغلال منصبه.

5. عبد الستار السياسي : أحد السياسيين الذي كان يحلم بالخروج من السجن للانقلاب على الحكومة و الذي بعد الإفراج عنه ظهرت صورته على احدى الجرائد المحلية يحتفل بإحدى الخطوات الحكومية في سبيل حل مشاكل الفلاحين.

6. عبد الحفيظ الإشتراكي : أحد السذج الذين تم توريطهم في أحداث 15 مايو 1971 و اتهموا بمحاولة الإنقلاب على السادات .. وكيف تم التغرير به و إقناعه بأنه يقوم بخدمة البلد و بأن كبار الدولة يشاركونه الرأي و يمثلون نفس الحزب .. وكيف تم التضحية به أخيرا ليزج به في السجن وكيف قام بتجارة السجائر في السجن و كيف أعد له فخ محكم لتثبت عليه تهمة محاولة الإنقلاب على الحكم ..
flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الولد الشقي في السجن.
Sign In »

Reading Progress

February 9, 2021 – Started Reading
February 14, 2021 – Finished Reading
June 28, 2021 – Shelved

No comments have been added yet.