ŷ������

في البداية كنت متوجسة من قراءة الرواية لسببين، أولهما لأن حسام عادل صديق عزيز ولم أكن أريد أن أمنحها تقييما سيئا أو أن أضطر لمنحها تقييم جيد حتى لو لم تعجبني، وثانيا لأني لم أظن أنني سأكون مهتمة بفانتازيا تركيزها على التراث العربي لكثرة انغماسي في الفانتازيا الأجنبية. لكن كنت مخطئة فعلا، لأني استمتعت جدا بالرواية.

هي رواية فانتازيا رومانسية من التراث العربي والإسلامي بطابع حكايات ألف ليلة وليلة وعليها رشة ملك الخواتم لتولكين. قصة عن مملكة سحرية يحرسها الجان وتطاردها لعنة سببها الحب، وأساطير وصراع على السلطة. قصص الحب في الرواية دي بتهد ممالك فعلا، وهذا هو ذوقي بصراحة، لما بنجمع الرومانسية والفانتازيا، لأنه لا يصح لقصص الحب في الفانتازيا أن تكون عادية كالروايات الرومانسية.

مملكة أنطاكية ومدينة ألمرية حيث تدور أغلب الأحداث، وصفهم في الرواية حسسني بأنهم مزيج من مدن عالم تولكين وبالذات غوندور وريفنديل، مملكتي البشر والجان، وقصة حب ورد وصليل فكرتني بقصة حب أراجورن وأروين وعذابهما. الرواية، وهي الأولى في ثلاثية، تنقسم إلى 3 أجزاء يرويها لنا الراوي المجهول وتتنتقل بين مملكة أنطاكية التي تركز على الأميرة سلام التي تحاول إنقاذ مملكتها من لعنة لحقت بها بسبب أبيها وجدها، والقصة الثانية هي قصة الربان صليل في ألمرية الذي يهرب من ماض لا نعرفه بحثا عن إنقاذ روحه بعد مأساته.

حسام عادل نفسه بارع في التنقل من قصة للتانية بأسلوب جذاب، ولكونها الرواية الأولى في ثلاثية، فهي بتجهز للأحداث، ورغم كده لم تخل من الإثارة. أسلوب الكتابة رائع وشيق وواضح في كتابته حبه للغة العربية واهتمامه أن كلها تكون بالفصحى أسعدني جدا. العيب الوحيد الذي قد لا أعتبره عيبا نظرا لكونها سلسلة، هو عدم التركيز الكافي على دواخل بعض الشخصيات وكمان جانب الفانتازيا مكانش ظاهر بقوة غير في الجزء الثاني من الرواية، ولأني من محبي الفانتازيا بتمنى أشوف ملامحها في كل مكان لما بقرأ رواية خيالية. لكن أرجع وأقول إني استمتعت بيها جدا، والشخصيات حبيتها وفي انتظار التعمق أكتر فيها في الأجزاء التالية.