رولا البلبيسي Rula Bilbeisi's Reviews > شريد المنازل
شريد المنازل
by
by

شريد المنازل هو شريد الهوية، غريب الدار، تائه الهدف، فارغ المشاعر، بعد فشل كل محاولاته للانتماء. ضائع بين ديانتين، هويتين، عائلتين تختلفان في كل شيء ولا شيء، ولكنهما تتشاركان به وحده، عائلة تشاركه اسمه، وأخرى تشاركه مشاعره.
تبعثرنا الرواية في ثنايا وفوضى الحرب الأهلية العبثية، ضياع يبدأ ولا ينتهي، يعيد أوطاننا الى نقطة ما دون الصفر وتحول أصحابنا وجيراننا الى أعداء وهميين همنا الوحيد القضاء عليهم. هذه هي الحرب الأهلية التي بدأت في لبنان ولم تنتهي، وإن سكنت سنينا، تعود شعلة صغيرة تشعل لهيبها مرة ثانية وثالثة ورابعة كما يحدث حتى يومنا هذا، والمبرر الوحيد الدائم هو الدين، مع أن أدياننا السماوية كلها اجتمعت على احترام الإنسان، ورفضت وحشيتنا وقتلنا لبذرة الإنسانية الضئيلة المتبقية في ضمائرنا.
نظام، ذلك الطفل البريء الجميل الذي يلمس القلوب، لا ترى على وجهه سوى ابتسامة مرحبة ومحبة غير مصطنعة، وجد لدى توما وزوجته رخيمة حنان وعطف واهتمام، ووجدا به حلم طفل يستحيل أن يرزقا به.
وما بين دين أهله ودين توما ورخيمة، تاه نظام بين قشور الديانات، ولم يعرف لمن ينتمي وكيف يمكنه أن ينتمي، فهو يرى نفسه لا مسلم ولا مسيحي، هو فقط إنسان، مواطن لبناني يظن أنه تجاوز الأديان والطوائف والعصبيات في محاولة للانتماء فقط الى وطن.. ولكن لا مناص، ففي هذا الوطن بالذات هويتك ووجودك تحدداهما طائفتك.
وما لم تجمعه الحياة لم يستطع أن يجمعه حتى الموت... وبقيت روح نظام تائهة متعبة حتى وجدت مثواها الأخير تحت أوراق شجر أخضر غارق في غبار الضوء.
كنت أشعر بملل في بعض فصول الرواية لتعود وتنتشلني فصول أخرى نحو الانصهار مع الحدث. كيف انزلقت مجتمعاتنا بهذه الصورة المريعة نحو العنف والجهل، نحو إقصاء وإلغاء الآخر الذي يختلف معنا بالرأي بالرغم من أنه يشاركنا بقعة وطن؟ سؤال تطرحه الرواية ولا تجد له حل!
تبعثرنا الرواية في ثنايا وفوضى الحرب الأهلية العبثية، ضياع يبدأ ولا ينتهي، يعيد أوطاننا الى نقطة ما دون الصفر وتحول أصحابنا وجيراننا الى أعداء وهميين همنا الوحيد القضاء عليهم. هذه هي الحرب الأهلية التي بدأت في لبنان ولم تنتهي، وإن سكنت سنينا، تعود شعلة صغيرة تشعل لهيبها مرة ثانية وثالثة ورابعة كما يحدث حتى يومنا هذا، والمبرر الوحيد الدائم هو الدين، مع أن أدياننا السماوية كلها اجتمعت على احترام الإنسان، ورفضت وحشيتنا وقتلنا لبذرة الإنسانية الضئيلة المتبقية في ضمائرنا.
نظام، ذلك الطفل البريء الجميل الذي يلمس القلوب، لا ترى على وجهه سوى ابتسامة مرحبة ومحبة غير مصطنعة، وجد لدى توما وزوجته رخيمة حنان وعطف واهتمام، ووجدا به حلم طفل يستحيل أن يرزقا به.
وما بين دين أهله ودين توما ورخيمة، تاه نظام بين قشور الديانات، ولم يعرف لمن ينتمي وكيف يمكنه أن ينتمي، فهو يرى نفسه لا مسلم ولا مسيحي، هو فقط إنسان، مواطن لبناني يظن أنه تجاوز الأديان والطوائف والعصبيات في محاولة للانتماء فقط الى وطن.. ولكن لا مناص، ففي هذا الوطن بالذات هويتك ووجودك تحدداهما طائفتك.
وما لم تجمعه الحياة لم يستطع أن يجمعه حتى الموت... وبقيت روح نظام تائهة متعبة حتى وجدت مثواها الأخير تحت أوراق شجر أخضر غارق في غبار الضوء.
كنت أشعر بملل في بعض فصول الرواية لتعود وتنتشلني فصول أخرى نحو الانصهار مع الحدث. كيف انزلقت مجتمعاتنا بهذه الصورة المريعة نحو العنف والجهل، نحو إقصاء وإلغاء الآخر الذي يختلف معنا بالرأي بالرغم من أنه يشاركنا بقعة وطن؟ سؤال تطرحه الرواية ولا تجد له حل!
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
شريد المنازل.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
September 11, 2012
– Shelved