ŷ������

قراءة أدب السجون دائما يسبب لي الحزن والكآبة.
كتاب صاااادم.. كابووووس.. مؤلم حد الألم.

تزممارت.. سجن رهيب تعرض المعتقلين فيه إلى أشد أنواع العذاب بشكل لا يُصور ولا يُرسم ولا يُفسر ولا يوصف، سجن أشبه بعالم بشع يسوده الجو المشحون بالمآسي والنكبات داخل جدران السجون الرطبة المدوية بصرخات الانسحاق والضياع، وشفرات حادة تطحن به آلة السجن رقاب النزلاء المظلومين.

تزممارت.. سيرة روائية للملازم الثاني "أحمد المرزوقي" في معتقل تزممارت بالزنزانة رقم10 أحد أفظع المعتقلات السرية.
ففي عام 1971 وجد طلاب مدرسة عسكرية أنفسهم متورطين في محاولة انقلاب على ملك المغرب "الحسن الثاني" دون أن يكونوا على علم بما يفعلونه، إذ تم خداعهم بأنهم سيقومون بعمل مناورات لمحاصرة عناصر ثورية، فتوجه الجميع إلى القصر الملكي، وبدأوا بتنفيذ أوامر الكولونيل "امحمد أعبابو"، ليتفاجأوا بأنهم خُدعوا، وأن ما يفعلونه هو محاولة انقلاب على الحكم.
فشل الانقلاب، وأُعدم مدبروه من الضباط والجنرالات، وتم تحويل جميع العسكريين إلى محاكمة عسكرية، وحُكم عليهم بالسجن، وبعد عامين من السجن تم ترحيلهم إلى معتقل "تزممارت" السري لنفيهم فيه.

خرج "المرزوقي" من جحيم تزممارت بعد أكثر من ثماني عشرة سنة مع ثمانية وعشرين معتقل، وبعد مراوغات في ارجاع حقوقه المسلوبة، وتهديدات وخطف بعدم تسريب أسرار الدولة للصحافة والمنظمات الحقوقية الإنسانية، كتب لنا هذه التحفة الأدبية، والتي تميزت بسرد روائي مذهل ورائع، ولغة في غاية الجمال.

ستظل "القوقعة" لمصطفى خليفة، ثم "تزممارت" لأحمد المرزوقي، من أقسى وأقوى ما كُتب في أدب السجون بالوطن العربي.