ŷ������

تصادف أنني كنت أشاهد مسلسل (عمر)، بالتوازي مع قرائتني للكتاب في أول نبطشية ليلية لي في شهر رمضان.
لدي بالتأكيد معلومات مسبقة عن معظم المعلومات المتواجدة داخل الكتاب، لكنها كانت متفرقة، فأنا أعرف نبذة عن العرب البائدة والمستعربة والعاربة، لكنني لم أعرف أن فناء العرب البائدة قد لا تعني الفناء حرفيًا.
وأعرف قصة إعادة بناء الكعبة، لكنها كانت أول مرة أعرف تفصيلة أن العرب (بكل صدق مع النفس) أصروا على ألا يدخل في تمويل تلك العملية أي أموال حرام، فلا مهر لبغي ولا مال من ربا ولا.. ولا..
وأعرف شذرات عن حرب داحس والغبراء وحرب الفجار، لكنها أول مرة أعرب بحرب سمير (ماذا؟ سمير؟!).
قام كتاب (أيام العرب) باكمال معلوماتي وصياغة تاريخ العرب قبل الإسلام بشكل مكثف ووافي، كما أشار بصراحة إلى نقص المراجع عن تلك الفترة، وفسرها بأن العرب ربما كانوا يخجلون من تاريخهم تلك الفترة، هنا خطر لي أن تلك المسألة ربما تعد جزءًا من إعجاز الإسلام.
فماذا لو هبط ذلك الدين في حضارة مستقرة (كالروم أو الفرس مثلًا) وخرج منها إلى العالم، ربما يقال إذن أن الفضل في نشر ذلك الدين يعود إلى الحضارة العريقة المتطورة.
الشيء الأبرز المتطور عند العرب كان اللغة، وأدى الكتاب دور جميل في أن شرح لي سبب تطور اللغة عند العرب، والظروف التي قد تكون أدت إلى ذلك.
-
صار معتادًا أن نقرأ أو نشاهد على مواقع التواصل عددًا ممن لديهم احتقان وتحفز مع كلمة (عرب/ عربي).
في معرض الكتاب السابق وجدت نفسي في جلسة لعدد من المثقفين العرب، وفوجئت بأنني أحدهم لديه نفس الأفكار، كانت تعد صدمة حضارية نوعًا لإنني لم أقابل في حياتي عربي يتحدث هكذا عن العرب وجهًا لوجه.
كتاب (أيام العرب) مهم جدًا، أرشحه للجميع، باستثناء تلك الفئة سالفة الذكر بالطبع
صحيح أن لغته فصيحة، لكنها ليست معقدة، لذلك أظنه مناسبًا لأن يقرأه اليافعين.
في الواقع لفتت نظري مسألة لغة الكتابة، أنها كانت وسط، فلا هي معقدة كعادة الكتابات الأكاديمية، ولا هي بسيطة بدرجة مخلة، لأن البساطة الزائدة لن تكون مناسبة للتعبير عن مثل هذه الأجواء.