ŷ������

للقارئ العربي، يتلخص هذا الكتاب في الموقف الذي حكاه الكاتب عن تلقي أحد القراء لكتابه عن كيسنجر "ثمن السلطة"، حين كان يقضي أحد الأجازات مع عائلته في حمام السباحة وبينما هو يتمشى وجد أحد السيدات وهي ممتدة على مقعدها نائمة وتغطي عينيّها بكتابه الذي ربما نامت وهي تقرأه. نعم، هكذا يمكن أن يكون حال القارئ العربي مع الكتاب باستثناء آخر فصل والذي يخص السياسة في الوطن العربي، فما دون ذلك، فالكتاب لن يكون ممتعًا لمن لا يثيرهم الفضول فيما يخص يوميات السياسة الأمريكية ومجريّاتها، ولا تشغلهم حرب فيتنام وكواليسها كثيرًا، وكيسنجر ليس لا يرونه أكثر من مفاوضًا بين السادات وبيجين، إذا لم تكن تحب أفلام كين بيرنس وآدم كورتيس واستقصائها السياسي التاريخي الممزوج بحس ساخر فبالطبع لن تجد ذاك الكتاب ممتعًا، أما أنا، ولكل تلك الأسباب الماضية، ولترجمة دكتور الأرزقي "العراقية" الماتعة أحببت الكتاب كثيرًا، والتهتمته كمسلسل تليفزيوني تدور أحداثه في أروقة السياسية الأمريكية، ولنقل مسلسل "البروج المشيّدة" مثلًا. يغطي الكتاب تلك القضايا، فيتنام وأحداثها التي لا تنتهي، ووترجيت، الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط منذ 2001، وأجواء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في أعقاب اغتيال كينيدي وبعضًا مما يخص كينيدي وحقبته، ومن ناحية التأصيل للشخصيات الرئيسية، يمكن اعتبار الكتاب عن كيسينجر ودك تشيني ونيكسون إلى جوار سيمور هارش وحياته طبعًا، تجربة ممتعة، وقراءتها مثيرة للاكتئاب لمن يمتهني الصحافة في الزريبة العربية مثل حالاتي، الذي حينما ينتهي من الكتاب لا يبقى على لسانه سوى سؤال واحد
"كل دي حرية يا ولاد المتنا**؟"