seen's Reviews > وسادة من عشب
وسادة من عشب
by
”إ� أنتَ ركنت إلى العقل ستكبر فظَّ الحواس، وإن أنتَ أبحرت في مياه العاطفة سيجرفك تيّارها، أمّا إن غلّبت إرادتك فسينتهي بكَ الأمر إلى التضييق على نفسك، وكيفما قلّبت الأمر ستجدُّ في النهاية أنَّ الحياة في عالم البشر ليست بالأمرَ الهينِّ.�
في البداية أحب أن أعبر عن امتناني للمترجم "السويركي"، وأن تبدأ مراجعتك بشكر المترجم لهو يوضح مدى براعته وقوة تأثيره. قد قرأت سابقًا أنا قط لنفس المؤلف بترجمة شديدة الضعف، مما أدى تلقائيًا إلى ارتباط مشاعر سلبية بـ"سوسيكي" نفسه -وإن لم يكن الخطأ خطأه- وأتى هذا الكتاب بهذه الترجمة العذبة ليعيد ترتيب مشاعري وأفكاري تجاهه.
الكتاب مليء بالأسئلة والأفكار والاعتراضات التأملية الفلسفية، مغلفة بشاعرية عذبة للغاية. بنائها السردي مثير للإعجاب، حيث يشرح الراوي -وهو رسام- مايدور بعقله ومايراه بعينيه من وجهة نظر فنان حقيقية وليست مبتذلة، بالإضافة لاقتباسات مناسبة بشكلٍ مبهر، تدل على تثقف الراوي(والمؤلف "سوسيكي") فيما يحب. أحببت كيف أنّ الحوارات لا تفيد في شيء، وأن سرد ما تأمله الفنان هو وحده الذي يحرك الرواية هنا، قد تكون تفصيلة صغيرة لكنها جميلة جدًا وداعمة لهدف الرواية، وهو الصوم عن المشتتات والمُلهِيات والانشغال بتأمل المخلوقات والمشاهد ورؤيتها من زاوية جمالية عذبة. للرواية مغزى عميق، وأشعر أني لم اتشرّبه كاملًا، لذلك سأعود لقراءتها مرة أخرى يومًا ما -بإذن الله- وحينها سأحاول قراءتها بتأنٍ وبجوٍ مناسب، لعلّ ذلك يكون كافيًا لتلقي الفكرة بالرهافة والشاعرية المطلوبة.
”نتطلّ� للأمام، ونلتفت إلى الوراء،
نتوق إلى ما لن يكون.
أصدقُ ضحكاتنا يشوبها الألم،
وأعذب أغنياتنا تلكَ التي
تروي أمرّ الأحزان.�
by

”إ� أنتَ ركنت إلى العقل ستكبر فظَّ الحواس، وإن أنتَ أبحرت في مياه العاطفة سيجرفك تيّارها، أمّا إن غلّبت إرادتك فسينتهي بكَ الأمر إلى التضييق على نفسك، وكيفما قلّبت الأمر ستجدُّ في النهاية أنَّ الحياة في عالم البشر ليست بالأمرَ الهينِّ.�
في البداية أحب أن أعبر عن امتناني للمترجم "السويركي"، وأن تبدأ مراجعتك بشكر المترجم لهو يوضح مدى براعته وقوة تأثيره. قد قرأت سابقًا أنا قط لنفس المؤلف بترجمة شديدة الضعف، مما أدى تلقائيًا إلى ارتباط مشاعر سلبية بـ"سوسيكي" نفسه -وإن لم يكن الخطأ خطأه- وأتى هذا الكتاب بهذه الترجمة العذبة ليعيد ترتيب مشاعري وأفكاري تجاهه.
الكتاب مليء بالأسئلة والأفكار والاعتراضات التأملية الفلسفية، مغلفة بشاعرية عذبة للغاية. بنائها السردي مثير للإعجاب، حيث يشرح الراوي -وهو رسام- مايدور بعقله ومايراه بعينيه من وجهة نظر فنان حقيقية وليست مبتذلة، بالإضافة لاقتباسات مناسبة بشكلٍ مبهر، تدل على تثقف الراوي(والمؤلف "سوسيكي") فيما يحب. أحببت كيف أنّ الحوارات لا تفيد في شيء، وأن سرد ما تأمله الفنان هو وحده الذي يحرك الرواية هنا، قد تكون تفصيلة صغيرة لكنها جميلة جدًا وداعمة لهدف الرواية، وهو الصوم عن المشتتات والمُلهِيات والانشغال بتأمل المخلوقات والمشاهد ورؤيتها من زاوية جمالية عذبة. للرواية مغزى عميق، وأشعر أني لم اتشرّبه كاملًا، لذلك سأعود لقراءتها مرة أخرى يومًا ما -بإذن الله- وحينها سأحاول قراءتها بتأنٍ وبجوٍ مناسب، لعلّ ذلك يكون كافيًا لتلقي الفكرة بالرهافة والشاعرية المطلوبة.
”نتطلّ� للأمام، ونلتفت إلى الوراء،
نتوق إلى ما لن يكون.
أصدقُ ضحكاتنا يشوبها الألم،
وأعذب أغنياتنا تلكَ التي
تروي أمرّ الأحزان.�
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
وسادة من عشب.
Sign In »