ŷ������

كتاب وصايا للأستاذ محمد الرطيان...

كتاب وصايا و ليست وصاية.. كما أكد في كلّ مرة، صنفهُ ارشادياً اجتماعياً، و أهداهُ لأبناءه و لنا.

لم يتحدث فيه إلى من هو أصغر سناً، فبعض الوصايا قرأتها لوالدتي، لأنني شعرت أنه يوجه الكلام لها. و كثيرةٌ قرأتها لنفسي مع التأكيد عليها بقلم الفسفور حتى أعود إليها سريعاً في كل مرة أنسى ضياءها.

عرفنا على ثلاثة آباء مختلفين جداً، جمعهم في رزمةٍ واحدة و ضمّ نفسه إليهم ليخرج بما في الكتاب من وصايا كُتبت بأبسط الصياغات الأبوية.

فخورة جداً لكون هذا الكتاب، الأول في قائمة الكتب التي قرأتها مع طالباتي في مشروع القراءة الحُـرّة.

من الكتب التي سأتركها بكل أمان على أقرب الرفوف لأبنائي و ضيوفي، سأخبئهُ في حقائب صديقاتي المملات العازفات عن القراءة بحجة "اللا وقت". سيكون مرجعاً أبوياً لتعاملاتي مع والدي، والدتي و حتى صغاري، في كل مرحلة من مراحل الحياة.

هل هو وصايا تربوية، افعل و لا تفعل، قل و لا تقل؟ أمممم لا أظنها هكذا و إن كانت صياغتها غالباً هكذا. الصياغة قيدت قلم الرطيّان لأنه أراد البساطة، و لكن المغزى من كل حرفٍ و كلمة، يفرقع بصمت، و تنجلي أضواءٌ ملونة باهرة كتلك التي تأسر أبصارنا في السماء مع كل احتفال أو مهرجان.

من وصاياه التي ختم بها كتابه، و أرى أنه موفقٌ في ذلك: (view spoiler)["ستجد عالم ذرّة: يعبد البقر! و ستجد مخترعاً عبقرياً: ملحداً! وستجد جراحاً كبيراً: ربه صنمٌ صغير! وستجد رجلاً في مجاهيل آسيا، أو أدغال إفريقيا يعبد الله الذي لا إله إلا هو.. الله الذي خلق عالم الذرة و البقرة التي يعبدها، وخلق المخترع الشهير و عقله العبقري المغرور، وخلق الجراح و المادة التي صنع منها صنمه الصغير. التطرف يا ولدي سيءٌ في كل شيء. العقل الجاهل سيء و العقل المغرور بمعرفتهِ أسوأ.. لأنه يرتكب الحماقات ما لا يخطر على العقل الجاهل! فسيطر على عقلك و لا تعتقله، و لا تجعله يسيطر عليك و تذكر: كل فكرةٍ لا تؤدي بك إلى الله، هي فكرةٌ مشبوهة.. أو ناقصة!" (hide spoiler)]

أخيراً: أشكر مقهى بوكتشينو في مدينة الرياض، على فكرتهم الرائعة، التي لا تزال تأتي أُكلها. و على حديث خدماتهم، توفير خدمة البيع والتوصيل لمن هم في المنازل، و في مدن أخرى. كتاب وصايا كان من الكتب الأولى، والقادم كثير.