Saber Jan's Reviews > خوارق اللاشعور
خوارق اللاشعور
by
by

أستطيع أن أقسم الكتاب إلى شقين :
الأول : الحديث عن خوارق اللاشعور أو العقل الباطن وتحليل هذه الظواهر ورأي العلماء فيها
الثاني: الفلسفة المبنية على الإيمان بخوارق العقل الباطن والإسقاطات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية عليه ومحاربته للتفكير المنطقي والانتصار للفلسفة النسبية
بالنسبة للشق الأول : فالكاتب أبدع إلى حد كبير في إيراد بيان خوارق العقل الباطن وتأثيره الكبير على المادة , وحديثه عن التجارب والنظريات التي حاولت تفسيره , ولا أجد شعورا إلى الإعجاب بما أورده المؤلف بهذا الشأن
أما الشق الثاني : و هو الجانب الفلسفي
فقد آلمني كثيرا جدا ما أورده المؤلف من عدة وجوه:
1- انتصاره للفلسفة النسبية : وفرحه الشديد بها وكأنه وقع على كنز عظيم
يريد الكاتب أن يصور لنا أن المنهج المنطقي العقلي في الوصول للحقيقة : منهج خاطئ ويحاول بكل السبل أن يحشد الأدلة والبراهين لنصرة فلسفة النسبية البائسة وهيهات ثم هيهات
إذا لم تكن هناك قواعد مطلقة وقيم ثابتة يهتدي إليها البشر أصبحنا كالبهائم كل منا يسير ويتبع ما تمليه عليه مصالحه ورغابته النفسية , لا يوجد خير مطلق ولا يوجد شر مطلق إذا فلم قد خلقنا الله؟؟؟ هل لنعيش كالبهائم نفعل ما نريد لا نتساءل عن أية حقائق لأن الحقائق نسبية ما هو حقيقة عندك أكذوبة عندي والعكس
إذا سرنا على نهج هذه الفلسفة النسبية التي فرح بها المؤلف كثيرا أصبحنا ملحدين لا نؤمن بشيء ليست لدينا أي قيم أو مبادئ , كل ما يحقق لي منفعة يصبح خيرا وكل ما يقف في طريق منفعتي في الدنيا يصبح شرا , وبالتالي لن يكون هناك أي مانع من أن نكذب نغش نخدع نرتشي نسرق نظلم ما دام هذا يصب في مصلحتنا , لن نؤمن بيوم القيامة والحساب وبالتالي سنقاتل الآخر لنحقق منافعنا الدنيوية
أي تخلف و انحطاط في الفكر وصل إليه هذا المؤمن بهذه الفلسفة الرخيصة
لا أريد أن أطيل في الكلام , وأكتفي بهذا الرد :
لو سلمنا بالفلسفة النسبية وأن جميع القيم والحقائق نسبية صحيحة عن البعض خاطئة عن البعض <<< ترتب على هذا أن هذه القاعدة هي نسبية أيضا أي هناك حقائق مطلقة ثابتة وهناك حقائق نسبية , وإذا أنكرت هذا الكلام وقلت أن الفلسفة النسبية هي حقيقة مطلقة ثابتة للكون تكون بذلك نقضت هذه الفلسفة وآمنت بأن هناك حقائق ثابتة في هذا الكون
2- نقده الشديد للتفكير العقلي المنطقي , وأن النجاح ليس حليفا للجد والاجتهاد بل حليف لحظة التجلي والإلهام
قد يكون في هذه العبارة شيء من الصحة لكنها ليست صحيحة بإطلاقها أبدا , يقول الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" ويقول "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" شاءت سنة الله في الكون أن يكون النجاح والنهضة سبيل للجد والاجتهاد وانظر هل كان للعرب حضارة وهم ظلام جهاليتهم وتخلفهم ؟! وهل كان لأوربا في قرونها الوسطى حضارة وهم ظلام طفيان الكنسية وحجرها على العلم والعقل , للأسف الشديد آلمني كلام المؤلف كثيرا لأننا في ظل وضع الأمة الإسلامي الحالي المتردي ورغبة المفكرين والعلماء أن ينهضوا بالأمة بالعمل والاجتهاد والعودة للعلم والاهتمام بالعقول النيرة : يريد منا المؤلف أن ندع هذا ونبقى غارقين في تخلفنا وجهلنا لأن النجاح هو حليف الإلهام والتجلي وما الاجتهاد والجد إلى أكذوبة تنفع للصغار!!!
أنا لا أنكر بعد كل هذه البحوث عن العقل الباطن أو اللاشعور أن له دخل في النجاح والتفوق لكن ليس معنى هذا أبدا أن نتنكر للأمر الذي ميزنا الله به عن البهائم وهو العقل ونلقي به في سلة القمامة , لم لا يكون العقل اللاواعي والواعي يسيران معا على نفس الدرب يسيران معا إلى طريق النجاح
لا أكتفي أن أقنع عقلي الباطن بأنني إنسان ناجح وأكرر كل صباح 100 مرة "أنا ناجح" وأترك العمل والاجتهاد فإن السماء لا تمطر ذهبا ولافضة بل أقرن هذا الإيحاء الإيجابي بالعمل والاجتهاد والتفكير
3- لم يتطرق المؤلف للجانب العملي : كيف أستفيد من العقل الباطن ؟ وكيف أجعله يقودني للنجاح ؟ هذه هي مربط الفرس وللأسف لم يتطرق لها الكاتب , لذا سقطت قيمة كبيرة من الكتاب لأن الفلسفة والتنظر غلب عليه ولم يأت بحلول عملية , لذا أدعو من أراد أن يقرأ كتابا عن العقل الباطن بعيدا عن هذه الفلسفة المقيتة التي ذكرها المؤلف ومليء بالحلول والتطبيقات العملية للعقل الباطن أنصحه أن يقرأ كتاب قوة العقل الباطن لجوزيف ميرفي
الخلاصة : ينبغى أن يكون العقل الواعي واللاواعي حليفان يسيران معا نحو النجاح , أي : نجتهد ونعمل ونفكر ونستخدم عقولنا للنهضة بالأمة وفي نفس الوقت نغذي عقلنا الباطن بالإيحاء الإيجابي وبهذا نكون استفدنا من الاثنين ولم نغلب جانب على آخر
الأول : الحديث عن خوارق اللاشعور أو العقل الباطن وتحليل هذه الظواهر ورأي العلماء فيها
الثاني: الفلسفة المبنية على الإيمان بخوارق العقل الباطن والإسقاطات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية عليه ومحاربته للتفكير المنطقي والانتصار للفلسفة النسبية
بالنسبة للشق الأول : فالكاتب أبدع إلى حد كبير في إيراد بيان خوارق العقل الباطن وتأثيره الكبير على المادة , وحديثه عن التجارب والنظريات التي حاولت تفسيره , ولا أجد شعورا إلى الإعجاب بما أورده المؤلف بهذا الشأن
أما الشق الثاني : و هو الجانب الفلسفي
فقد آلمني كثيرا جدا ما أورده المؤلف من عدة وجوه:
1- انتصاره للفلسفة النسبية : وفرحه الشديد بها وكأنه وقع على كنز عظيم
يريد الكاتب أن يصور لنا أن المنهج المنطقي العقلي في الوصول للحقيقة : منهج خاطئ ويحاول بكل السبل أن يحشد الأدلة والبراهين لنصرة فلسفة النسبية البائسة وهيهات ثم هيهات
إذا لم تكن هناك قواعد مطلقة وقيم ثابتة يهتدي إليها البشر أصبحنا كالبهائم كل منا يسير ويتبع ما تمليه عليه مصالحه ورغابته النفسية , لا يوجد خير مطلق ولا يوجد شر مطلق إذا فلم قد خلقنا الله؟؟؟ هل لنعيش كالبهائم نفعل ما نريد لا نتساءل عن أية حقائق لأن الحقائق نسبية ما هو حقيقة عندك أكذوبة عندي والعكس
إذا سرنا على نهج هذه الفلسفة النسبية التي فرح بها المؤلف كثيرا أصبحنا ملحدين لا نؤمن بشيء ليست لدينا أي قيم أو مبادئ , كل ما يحقق لي منفعة يصبح خيرا وكل ما يقف في طريق منفعتي في الدنيا يصبح شرا , وبالتالي لن يكون هناك أي مانع من أن نكذب نغش نخدع نرتشي نسرق نظلم ما دام هذا يصب في مصلحتنا , لن نؤمن بيوم القيامة والحساب وبالتالي سنقاتل الآخر لنحقق منافعنا الدنيوية
أي تخلف و انحطاط في الفكر وصل إليه هذا المؤمن بهذه الفلسفة الرخيصة
لا أريد أن أطيل في الكلام , وأكتفي بهذا الرد :
لو سلمنا بالفلسفة النسبية وأن جميع القيم والحقائق نسبية صحيحة عن البعض خاطئة عن البعض <<< ترتب على هذا أن هذه القاعدة هي نسبية أيضا أي هناك حقائق مطلقة ثابتة وهناك حقائق نسبية , وإذا أنكرت هذا الكلام وقلت أن الفلسفة النسبية هي حقيقة مطلقة ثابتة للكون تكون بذلك نقضت هذه الفلسفة وآمنت بأن هناك حقائق ثابتة في هذا الكون
2- نقده الشديد للتفكير العقلي المنطقي , وأن النجاح ليس حليفا للجد والاجتهاد بل حليف لحظة التجلي والإلهام
قد يكون في هذه العبارة شيء من الصحة لكنها ليست صحيحة بإطلاقها أبدا , يقول الله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" ويقول "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" شاءت سنة الله في الكون أن يكون النجاح والنهضة سبيل للجد والاجتهاد وانظر هل كان للعرب حضارة وهم ظلام جهاليتهم وتخلفهم ؟! وهل كان لأوربا في قرونها الوسطى حضارة وهم ظلام طفيان الكنسية وحجرها على العلم والعقل , للأسف الشديد آلمني كلام المؤلف كثيرا لأننا في ظل وضع الأمة الإسلامي الحالي المتردي ورغبة المفكرين والعلماء أن ينهضوا بالأمة بالعمل والاجتهاد والعودة للعلم والاهتمام بالعقول النيرة : يريد منا المؤلف أن ندع هذا ونبقى غارقين في تخلفنا وجهلنا لأن النجاح هو حليف الإلهام والتجلي وما الاجتهاد والجد إلى أكذوبة تنفع للصغار!!!
أنا لا أنكر بعد كل هذه البحوث عن العقل الباطن أو اللاشعور أن له دخل في النجاح والتفوق لكن ليس معنى هذا أبدا أن نتنكر للأمر الذي ميزنا الله به عن البهائم وهو العقل ونلقي به في سلة القمامة , لم لا يكون العقل اللاواعي والواعي يسيران معا على نفس الدرب يسيران معا إلى طريق النجاح
لا أكتفي أن أقنع عقلي الباطن بأنني إنسان ناجح وأكرر كل صباح 100 مرة "أنا ناجح" وأترك العمل والاجتهاد فإن السماء لا تمطر ذهبا ولافضة بل أقرن هذا الإيحاء الإيجابي بالعمل والاجتهاد والتفكير
3- لم يتطرق المؤلف للجانب العملي : كيف أستفيد من العقل الباطن ؟ وكيف أجعله يقودني للنجاح ؟ هذه هي مربط الفرس وللأسف لم يتطرق لها الكاتب , لذا سقطت قيمة كبيرة من الكتاب لأن الفلسفة والتنظر غلب عليه ولم يأت بحلول عملية , لذا أدعو من أراد أن يقرأ كتابا عن العقل الباطن بعيدا عن هذه الفلسفة المقيتة التي ذكرها المؤلف ومليء بالحلول والتطبيقات العملية للعقل الباطن أنصحه أن يقرأ كتاب قوة العقل الباطن لجوزيف ميرفي
الخلاصة : ينبغى أن يكون العقل الواعي واللاواعي حليفان يسيران معا نحو النجاح , أي : نجتهد ونعمل ونفكر ونستخدم عقولنا للنهضة بالأمة وفي نفس الوقت نغذي عقلنا الباطن بالإيحاء الإيجابي وبهذا نكون استفدنا من الاثنين ولم نغلب جانب على آخر
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
خوارق اللاشعور.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
March 11, 2013
– Shelved
March 11, 2013
–
Finished Reading
Comments Showing 1-15 of 15 (15 new)
date
newest »

message 1:
by
Vadik
(new)
-
added it
Jan 19, 2014 03:24AM

reply
|
flag

استطراد بسيط على تقييمك. كتاب جوزيف ميرفي الذي ذكرت لا يكاد يُعتبر مرجعاً في شؤون العقل الباطن في وقتنا الحالي لأن العلوم النفسية و دراسات تطوير الذات تجاوزت مافيه مستفيدة من التطور العلمي الهائل خصوصا في فيزياء الكم والترابط أالمحكم بين جزيئات بل و ذبذبات الكون بما فيه. أنصحك بتحديث معلوماتك في هذا المجال.

مفاد النسبية الا نحكم على الاخرين فماهو حق بالنسبة لنا باطل بالنسبة لهم ولا يقصد بهذا امور السرقة والقتل و..الخ بل يقصد امور الاديان فكل مؤمن بدينه ويظن مايقوم به هو الدين الحق المطلق وكل من خالفه باطل وان كان على نفس دينه توسع بشأن هذه الفكرة في كتابه مهزلة العقل البشري

وأدعوك بشدة إلى تأليف كتاب.. سردك يَشُدّ القارِئ جِداً! ما شاء الله.. استغل موهبتك.



لكنه يؤكد على عدم اهمال الجانب اللاشعوري فهو مهم ومحفز لانه تراكمات سنين تشبعت وانغمست فيها افكار واراء وطموحات الفرد اي شخصيته تكاملت بهذا اللاشعور
لذا فمايبدر عنه نتيجة لهذا اللاشعور.
