ŷ������

"الحياة رغم قصرها حافلة بما هو نبيل وعظيم، والإنسان قادر على تفجير لحظاتها والإمساك بعنان زمنها المنطلق نحو الأمام، لا لإيقافه أو امتطائه إلى الأبد، بل لترويضه واستنفاد ممكناته.. لقد ماتت ملايين الملايين من الحيوانات منذ ظهور الحياة على الأرض، دون أن تترك أثرًا يدلّ عليها سوى بعض مستحثاتها، أمّا الإنسان فقد صنع الحضارة وهو مستمر في صنعها ماضٍ في المعرفة واكتساب الحكمة والتعمّق في أسرار الكون�� وجلجامش لم يكن باحثًا عن الخلود.. بل كان باحثًا عن المعنى في الحياة، وعودته إلى أوروك في النهاية لم تكن هزيمة للإنسان أمام هدف محكوم سلفًا بالهزيمة، بل انتصارًا لحياة وجدت المعنى فيها والغاية. لقد اتّخذ البحث عن معنى الحياة، على المستوى الواقعي، شكل البحث عن الخلود على المستوى الحلمي. وفي كلّ مرحلة من مراحل رحلته كان جلجامش يتلقّى درسًا في معنى الحياة�� لم يقهر جلجامش الموت، بل وحتّى لم يقهر خوفه من الموت، لأنّ الخوف من الموت شرط لحبّ الحياة واستنفاذ ممكناتها. لقد قبِل الموت، وبقبوله للموت قد قبِل الحياة."

استمتعتُ بقراءة التعقيب على الملحمة أكثر من قراءة الملحمة ذاتها، لكنّها بلا شكّ عمل أدبيّ ملحميّ يستحقّ أن يُقرأ ويُدرس ويُحلّل.

"هل استنفذت ممكنات الحياة قبل أن تطمح إلى الخلود؟ هل أغنيت حياتك وحياة الآخرين من حولك قبل أن تطمح في تمديدها؟"
هذا سؤال الملحمة الأساسيّ برأيي، ومربط الفرس فيها.